الحلومر ،، يا مشروبنا الشعبي السوداني الخالص
* لك الحمد والشكر يا أرحم الرحمين أن مشروب الحلومر يعتبر ثروة سودانية خالصة لنا. فطريقة توفيره وتحضيرة لا تستطيع أبرع نساء العالم في كل هذا الكون أن تحذقنه، فلن تستطع أي واحدة من هؤلاء أن تقوم بعملية تزريع حبات عيشه، ولا تستطيع أي منهن معرفة حتى أسماء بهاراته التي تضاف إليه دعك من القيام بعملية كوجينه ثم عواسته.
* حمداً لله يا أرحم الرحمين أن أجيال السودانيات والسودانيين القادمين لأرض هذه البلاد المعطاءة من بعدنا سيتعاملون معه كثروة قومية، يطورونه ويصنعونه ويعبؤنه كمشروب لطيف يصدر من أكبر المصانع التي سيشيدونها لكي تنتج لهم سلعة قومية يصدرونها لتنافس أحلى مشروبات العالم، فلا رمان سينافس ولا كيتي كولا ولا سيسي كولا ولا خوتة معاهم. حيث وإلى جانب مشروبات من محاصيل سودانية خالصة أخرى ستتوفر لهم ولهن ـ أجيالنا القادمة ـ عملات صعبة تدعم ميزانية البلاد ليدر كل ذلك العافية على الاقتصاد السوداني بعدما لم نستطع توفير ذلك لهم من ما كان متاح لنا من ثروة قومية بددتها " فسالة وحرمنة " قوم منا.
* لك الف حمد يا ألطف الرحمين أن خلقت لنا بدائل كثروة قومية لم ولن يفكر فيها حكام اليوم لسيتغلوها في بحبوحة عيشهم وهم في غمرة جنونهم بجني أرباح السحت وأموال الاستثمار الرأسمالي البغيض عن طريق المضاربات الربوية المتأسلمة كما ضاربوا في سابقاتها، وهم الذين لم يتركوا شيئاً حتى من أموال الزكاة ليتم وهبها للسائلين والمحرومين من السابلة بأسمالهم البالية، دع عنك بعض فائض في خزائن الدولة للشعوب القادمة من أجيال السودان. فقد ضاربوا بها في أسواق النخاسة ولم يتركوا شيئاً لتلك الأجيال من مشاريع تنموية، بل باعوا واغتنوا حتى من التي كانت قائمة.
* لك الحمد والشكر يا أرحم الرحمين أن أجيال بلادنا القادمة لن تحتاج للسكك الحديدية التي بيعت بأرخص الأسعار ولا لمشاريع كمشروعت الجزيرة والمدابغ الحكومية ومحاصيل قومية كالقطن والصمغ العربي ومصانع كالنسيج والفاكهة وتعليبها، لا سودانير ولا خطها في هيثرو، لا الموانئ البحرية ولا سفن البحرية السودانية نفسها، ولا حتى بحرها الأحمر الذي سيتضح أنه قد تم رهنه أيضاً، بمثل ما تم رهن العديد من المقار الحكومية في قلب الخرطوم من كبيرها لصغيرها، فمن يصدق أن ملعباً صغيراً متواضعاً كاستاد التحرير يمكن أن يصبح مرهوناً ليفك ضائقة مالية لحكومة قدر الضربة حسب ما تناقلته مجالس المدن والقرى؟، وأما عن أموال البترول التي كان يمكنها وحدها أن تسدد ديون البلاد وتفيض، فلا تفكر بها كثيراً.
* لن تحتاج ـ لأجيال القادمة ـ للثروة الحيوانية التي تم تبديدها بتصدير إناثها بدعاوى أنها لن {تفقس} خارج بلادها كنظرية {حيوانية} جديدة لنج من أولئك الذين لا تربطهم أدنى رابطة أو معرفة لا بعلوم البيطرة ولا التلقيح ولا التناسل أو حتى بعلوم الانتاج الحيواني أو أمراض السعال الديكي.
* لن تحتاج ـ أجيالنا القادمة ـ لزهرة الكركدي التي تم تسريبها لدولتين كالصين ومصر حيث أصبحن تتاجران بها الآن في كل أسواق العالم وتنافسان السودان فيها.
* لن تحتاج أجيالنا القادمة لمنتجات الفاكهة والتي من ضمنها تلك البذرة النادرة من فاكهة المانجو التي لا توجد إلا في السودان حيث يكثر انتاجها بمناطق جبل مرة وقام السفاح النميري بإهداء شتلاتها لدولة اليمن السعيد لتظهر فيما بعد بأسواق العالم العربي كسلعة يمنية خالصة باسم {منقة نميري}.
* فالحلومر ثروة قومية خالصة للسودان وأهله، لن يستطيع أبرع سارقي قوت الشعب والوطن من المتاجرة به ثم التحلل منه فيما بعد مهما أوتوا من فهلوة والتفاف على تعاليم ديننا الحنيف.
* وبذا لك الحمد والشكر يا أرحم الرحمين أن هذا المشروب سيعتبر ثروة قومية سودانية خالصة لأجيالنا القادمة التي لم نترك لها شيئاً. نعم هو ثروة متواضعة لدعم اقتصاد فقير ،، ولكنها البداية!.
* لك الحمد والشكر يا رب العالمين أن تركت لأجيال البلاد القادمة مشروب الحلومر، الذي لن تستطيع توفيره بمواصفاته الشعبية الخالصة سوى نسوة وحيدات من بين كل نساء هذا العالم الفسيح
* فطريقة توفيره وتحضيرة لا تستطيع أبرع نساء العالم أن تحذقه، فلن تستطع أي واحدة منهن أن تقوم بعملية تزريع حبات عيشه، ولا تستطيع أي منهن القيام بعملية كوجينه ثم عواسته ليعطي مشروباً حلو المذاق كما نتذوقة نحن السودانيين.
* باختصار فإن أبرع نساء العالم لن يستطعن ذلك.
* نساء وحيدات في كل هذا العالم وحدهن اللاتي يستطعن فعل ذلك ،،
* هن أمهات السودانيين القادمات ،، النضرات اليانعات الرائعات الجميلات ،، اللاتي تشربن المعرفة والحكمة من حبوباتهن شكلاً ومحتوى. فكل عام هن والجميع بخير وحب وعافية.
ـــــــــــــــ
* عن صحيفة الميدان.
helgizuli@gmail.com
////////////////