لسن بضاعة معروضة للبيع

 


 

 


كلام الناس

• *إستوقفتني المبادرة الجريئة التي تبنتها الإعلامية المتميزة مودة حسن في قناة النيل الازرق بطرحها للرأي العام مسألة إنسانية إجتماعية تربوية مسكوت عنها رغم وجودها الطاغي في المجتمع.
• *هذه المسألة هي تكاثر حالات البنات اللاتي يطلق عليهن في بعض الأحيان التوصيف الجارح" البايرات" وهن من فاتهن قطار الزواج في مرحلة عمرية معينة تختلف من بيئة مجتمعية إلى أخرى.
• *أعجبني طرحها الشجاع لهذه القضية وتحريضها بنات جنسها - إذا صح التعبير -لإسماع صوتهن، وبالفعل حدثت إستجابة مقدرة وشجاعة من بعضهن، وذلك ما جعلها تعلن بأنها ستخصص حلقة الثلاثاء المقبل للتفاكر حول ذات الموضوع.
• * هناك شبه إجماع في المداخلات من الطرفين على أن من أكبر أسباب هذه الظاهرة طغيان النظرة المادية وغلاء المهور والتقليد والمبالغة في طقوس الزواج الغالية التكلفة والمرهقة للشباب وأسرهم.
• نعم هناك حالات "عنوسة" لأسباب أخرى مثل التطلعات والأحلام الوردية في حياة خالية من النكد، الأمر الذي يجعل بعض الفتيات يختلقن الأعذار لرفض من يتقدم للزواج منهن، أو بسبب تعلقهن باخرين ليسوا مستعدين للزواج.
• * هناك أيضاً الوضع الإقتصادي الأصعب وعدم إستقرار الشباب مادياً وضيق فرص العمل أمامهم، وعلى الضفة الاخرى ظهرت أمثال سالبة وسط البنات مثل القول المشهور"بورة مجيهة ولا عرسة مجهجه"!!.
• * نعلم أن الزواج مثله مثل أقدار الله"قسمة ونصيبب" لكن لا يمكن إنكار الأدوار السالبة التي تفاقم هذه المشكلة، بعضها كما ذكرت من الشابات وهن يتعلقن باحلام صعبة المنال ومنها من الشباب الخامل الذي بدأ -بكل أسف - يتطلع للزواج من الغنية الجاهزة التي توفر له كل مستلزمات الحياة الأسرية!!.
• *إننا جميعاً نعرف أسباب إزدياد أعداد من فاتهن قطار الزواج في المجتمع ونعرف الشروط الدينية والأخلاقية والمجتمعية لإختيار الزوج، لكن كما قلنا من قبل فإن طغيان النظرة المادية أعمى البصر والبصائر وأصبحت مؤسسة الزواج التي هي نواة البناء المجتمعي مهددة في مقتل.
• * بقيت كلمة مهمة وهي إن كلمة"بايرة" الجارحة لاتعبر عن واقع الكثيرات ممن فاتهن قطار الزواج اللاتي لاذنب لهن في عدم الزواج، وكثيرات منهن ناجحات وفاعلات في محيطهن الأسري والمهني والمجتمعي"و"شايلات الشيلة" وحدهن .. وهن من قبل ومن بعد لسن بضاعة للبيع.
noradin@msn.com

 

آراء