بدلاً من ملاحقة الفساد والإنحراف والفتن المجتمعية !!
كلام الناس
*لم أندهش عندما قرأت عمود الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير السوداني "العين الثالثة" بعنوانه المدهش" بلاغ ضد الجميلات".
*لم أندهش لأنني تعرضت لموقف مماثل من ذات الجهة الشاكية مع إختلاف الموضوع بالطبع، فقد تم إستدعائي للمثول أمام لجنة الشكاوي، وكانت المفاجأة المحيرة لي أن الشكوى كانت بخصوص نشر زاوية "حظك هذا الأسبوع " التي كان يعدها الراحل العزيز ديمتري البازاروكانت تنشر في"الصحافة" في زمن سابق!!.
*لمصلحة القراء الذين لم يطلعوا على عمود "العين الثالثة" ألخص هنا أهم ماجاء فيه، حيث فوجئ رئيس تحرير السوداني بطبيعة الشكوى المقدمة من المحتسب إدريس موسى عبر لجنة الشكاوي بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات.
*مفادالشكوى أن صحيفة"السوداني"نشرت على صفحة"كوكتيل" صوراً منتقاه لنساء جميلات وبعضهن في وضع صوري جاذب ولافت الأمر الذي إعتبره المحتسب يتعارض مع تعاليم الدين ويعرض الرجال عامة والشباب خاصة لفتنة عدم غض البصر.
*بعد أن راجع رئيس تحرير السوداني الصفحات موضع الشكوى لم يجد صورة واحدة عارية أو غير لائقة أو شاذة عن ما هو سائد في المجتمع السوداني وأنها صور مذيعات يظهرن في الفضائيات السودانية"صورة وصوتاً وحركة".
*الذي أدهشني بالفعل هو قرار لجنة الشكاوي بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الذي وقعه رئيسها الدكتور محمد جلال محمد احمد طالباً من السوداني نشر التأنيب كنوع من العقوبة على الصحيفة في سابقة مضحكة مبكية في"عدم الموضوع".
أعود لتجربتي مع المحتسب الذي لا أذكر إسمه وهل هو نفس الشاكي أم محتسب اخر فقط لأنني كتبت في "كلام الناس" عن الراحل العزيزديمتري البازار وعن دوره في توثيق التراث الغنائي السوداني، وأشرت إشارة عابرة إلى أنه كان يعد زاوية حظك هذا الأسبوع التي كنا ننشرها في الصحافة.
*دافعت وقتها أمام لجنة الشكاوي عن ما كتبته في كلام الناس عن ديمتري البازار وليس عن توقعات الأبراج التي مازالت تنشر في كثير من الصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم، وكنت أكتب عن ذكريات مضت لايمكن محاكمتها، واقتنعت لجنة الشكاوي ولم تجرم الصحيفة .. لذلك أعجبني موقف رئيس تحرير السوداني بعدم نشره التأنيب الذي لامبرر له أصلاً.
*بقيت كلمة لابد منها ولا أظنها تخفى على هذا المحتسب أوغيره من المحتسبين وهي أن المهددات الحقيقية التي بدأت تنخر في جسم المجتمع السوداني هي الفساد المالي والإداري والإنحراف السلوكي والفكري وتأجيج الفتن المجتمعية وهي الأولى بالملاحقة والمساءلة بدلاً من إثارة هذه المعارك الوهمية في غير معترك.