ليست دين: من يحتاج الحركة الاسلامية؟؟؟؟
....................
الاشكال الذى نجده من كثير من المنتمين لتيار الحركة الاسلامية ذلك الخلط المفاهيمى مابين الدين الالهى وبين التصور الانسانى للدين وهذا التصور هو تصور ذاتى مرتبط بقضايا الواقع وفهمها ومحاولة قراءتها من خلال النص الالهى والاشكال يتجلى فى المماهاة التامة بين التصورات وبين الاسلام ويصبح من خلاله الدفاع عن الحركة الاسلامية هو الدفاع عن الدين واستهداف الحركة الاسلامية هو استهداف الاسلام.
والغريب فى الامر ان المنتج الفكرى للحركة الاسلامية لا يقول بهذا الامر ابدا ولكنه موجود الى حد كبير فى اذهان كثير من الاصدقاء والاخوان
وهذا الامر يدخل الحركيين فى مأزق عدم القدرة على الفصل بين فعل الحركة الاسلامية وبين قيم الدين العليا ولذا تجد التبرير لكل الافعال مهما كان سخفها ولا موضوعيتها ولا اخلاقيتها من خلال مخارجات فقهية بائسة او اقوال تقريرية على شاكلة (انهم يستهدفون الاسلام ويكيدون له) لكأنى بالاسلام هو هذا البؤس الماثل فى كافة مناحى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية...لانهم بوعى او دون وعى يظنون ان الاعتراف بقصور وفشل هذه السياسات هو قصور وفشل فى الاسلام كدين
وهذا امر لم يقل به احد اصلا
نحتاج الى اعترافات كبيرة وواضحة دون التباس ان هذا الواقع المأزوم هو فى الاساس نتاج احد اثنين اما اشكالات كبيرة فى بنية الافكار التى تم تشييد الحركة الاسلامية على اسسها او اشكال الحركيين فى عدم قدرتهم على ادراك ووعى هذه التصورات بحيث انتجت هذا اانحراف الكبير عن الافكار ومن جهة اخرى انتجت هذا الدمار الكبير بالوطن والناس
وهذا الاعتراف لا يتأتى الا بالوعى اننا لسنا الدين وانما تصور انسانى لهذا الدين
والوعى انك لست مسئولا عن ادخال الناس الى الجنة وانما فقط عن دعوتهم بالحسنى الى تلك الجنة ولكنك مسئول مسئولية كبيرة جدا عن ادخال الناس الى الدنيا بحق مهما كانت انتماءاتهم واديانهم واعراقهم .. مسئول مسئولية كبيرة عن اطعامهم وتعليمهم وامنهم واخلاقهم وثقافتهم
مسئول عن توفير العمل وتوفير مؤسسات الصحة والمدارس والطرق وفشلك فى هذا العمل الاساسى هو فشلك فى الدين نفسه وليس فى التصور للدين
نحتاج ان نعترف ان هذه الحركة الاسلامية فاشلة تماما فى (اسلامها) وتحتاج ان تعى الدين اولا ثم تنتج تصوراتها لهذا الدين
اما فى ظل هذا الواقع البئيس فلا احد يحتاج الى هذه الحركة الاسلامية
لا احد يحتاج الى هذا الوعى الملتبس بالدين
مالم تحدث مراجعات كبرى لتصورات الحركة الاسلامية وللمنتمين للحركة الاسلامية
فلا حاضر ولا مستقبل يدعو الى تمثل هذه الحركة او الدعوة اليها
مالم تعى الحركة ان الاسلام لقمة خبز وجرعة دواء و (برنامج) للانسان وارتباطه بالحياة قبل ان يكون ايديولوجيا لمابعد الموت
فلا احد يحتاج الى هذه الحركة
اطعموا الطعام وافشوا السلام
السلام الاقتصادى حين لا تخاف على قوت اولادك .. السلام الصحى حين لا ترتعب اذا مرض عيالك .. السلام الاجتماعى حين لا تخشى على اهلك وباب بيتك مفتوح السلام الثقافى حين تعبر عن نفسك كما تشاء دون حجر السلام الانسانى حين تجابه السلطان على قدم المساواة وتسأله من اين لك هذا الجلباب الاخر دعك من العمارات السوامق
صدقونى مالم تتحول هذه الحركة الى لقمة خبز وحبة دواء ومشاركة جيران فى افراحهم واتراحهم ونظافة طرقاتهم
فلا مستقبل لها
ليس على مستوى الوطن فقط وانما على مستوى الاخرة ايضا
لانها حينها تكون حركة اسلامية ......... دون اسلام
////////////////