بعودته الثانية لإدارة جهاز أمن النظام تأكد للمتابعين والمهتمين بأن النظام يقوم حقيقة بإعادة تدوير كوادر معلومة لديه تماماً كما في حالة سعادة الفريق صلاح قوش، وكأنه لا يملك أو لا يثق في غيرهم، مع أن هناك كوادر متعددة أو تستطيع أن تُضع في كافة التخصصات بغض النظر عن إنتمائها لهذا المجال أو ذاك، تماماً كما درجت الانقاذ على وضع الرجل غير المناسب في المكان الذي توده أن يشغره. ولا ندري إصرار القيادة المتنفذة عند الانقاذ لكي تتمسك بكوادر جربتها وأثبتت فشلها، لكي تعيد تدويرها مرة أخرى، مع أن حركتها المتأسلمة ولود وقادرة على الانجاب، فيما يخص كوادر أخرى نظن أنها تمتلك ذات الامكانيات والخبرات التي تملكها الكوادر التي تم تجريبها، بغض النظر عن أنهم جميعاً يملكون قدرات جد متواضعة وبائسة الخبرة والتخصص، ولكن "كلو عند العرب صابون" كما يقول المثل الحديث. ولمصلحة فتح الطريق أمام المسؤولين المتنفذين في الانقاذ وحركتهم الاسلامية، نتبرع بقائمة نعتقد أنها تملك هي أيضاً قدرات، ربما لو تم تجريبها واختبار قدراتها، لقدمت ما عندها، وهي كوادر قد تكون من الصف الثاني أو الرابع أو قل الأخير، لا يهم ذلك، ولكنا نعتقد أن تجريبهم أفضل كثيراً من تجريب المجرب في كل منعطف وحين. ونحن إذ نطرح القائمة التي نرشحها، نرجو ألا يكون في ذلك أي إحساس بالتهكم أو التريقة من شخصياتهم التي اخترناها بعناية باعتبارهم من قدم بالفعل أعمالاً جليلة وأكد إخلاصاً بيناً لنظام الانقاذ ووقف سواء بقلمه أو ما جاد به عقله مدافعاً عن كامل تجربة الانقاذ وقدم نفسه لتبرير أخطائها ودعى للذود عنها. فهؤلاء إذن لابد من الانتباه لهم وإعطائهم الفرص لتبوء المناصب المحصورة في تلك الكوادر التي حفظها أهل السودان والتي يُعاد تدويرها وكأن رحم حواء الحركة الاسلامية قد ضمر. أول ترشيحاتنا للقيادة السياسية المتنفذة عند رجال ونساء الحركة الاسلامية نقدم الصحفي الكبير والمحلل السياسي الهندي عزالدين ليتبوأ منصب والي العاصمة، لما له من صلة بتخصص ظل يشغل بال الولاية ردحاً من الزمن دون تسجيل نجاحات تذكر لها فيه. ثاني ترشيحاتنا نقدم فيها الفنان جمال فرفور ليكون مديراً لجهاز أمن النظام، وذلك لانتماء المطرب الكبير لهذا الجهاز حسب ما أبان وأكد بعضمة لسانه. ثم نرشح السيد كرار التهامي ليكون وزيراً للخارجية لما للرجل من خبرات في أوساط المغتربين ودرايته في كيفية أكل كتوفهم. أما الكابتن أشرف الكاردينال فنقدمه كوزير للشباب والرياضة نسبة للدفاع المستميت عنه من قبل سعادة السيد عبد الرحيم محمد حسين والي التعاصمة المثلثة، وهو يضرب عرض الحائط بوجهة نظر القضاء الذي انتصر عليه بسلطته التنفيذية. وبالنسبة للأستاذ إسحق أحمد فضل الله وبما حباه الله من قدرة على التحليل السياسي للأحداث بأدوات الأدب والرواية السحرية فإننا نقدمه كمدير لمعهد السينما والسيناريو الاسلامي، مقتفياً تجربة الكاتب والروائي الكولومبي قابريال غارسيا ماركيز والذي خصصت له دولة كوبا معهداً شبيهاً لصقل تجارب شباب موهوبين في القارة اللاتينية لمثل هذا التخصص. وهكذا ،، أولاد الميرغني لمجلس شؤون الأحزاب لما لهم من قدرات على إنشطار حزبهم إلى أكثر من عشرة كيانات. ثم قس على ذلك، السيد عبد المحمود الكرنكي وزيراً للصحف والصحافة المنحازة للسلطة، أحمد سعد عمر وزيراً لفركشة الأحزاب غير المتوالية. السيدة مشاعر الدولب وزيرة للمالية، وكذا إنتصار أبو ناجمة ومريم جسور، دون تقديم أي حيثيات تذكر لتبرير ترشيحنا لهن. ومع أن القائمة تطول، إلا أننا نكتفي بهذه الترشيحات كنماذج تصلح لتولي مناصب قيادية في دولة الانقاذ وحزبها الحاكم، والتي نحسب أنها لا تقل "كفاءة" عن ما ظلت الانقاذ تجود بهم في كل حين لشعب السودان، علها تكون خير خلف لخير سلف، بدلاً عن القوقعة التي تعيش فيها الانقاذ وهي تمشي نحو مجدها "في شكل دائرة"! ،، والله يولي من يصلح.