إكتملت فصول المسرحية وخرجت العقارب من جحورها في عتمة الظلام ومات الكلام في أفواه من فضلوا الحياد والوطن الجريح غرق في بحر من الدماء ماذا بعد؟ لماذا هذا الجبن؟ والإضطراب؟ والمؤامرة تنتقل من مدار إلى آخر والشارع العريض غاص في صمت عجيب ومن بشرنا يوماً بالكسح والمسح لعلع صوته من جديد معلناً مناصرته للبرهان ومن خلفه فلول الظلام ما أجملها من مناسبة كي ننهئي كل من خانوا الوطن والثورة تحت لافتة الحياد الطيب الزين 25/4/2023 Eltayeb_Hamdan@hotmail.
أين أنت؟ أيها الجنرال الهارب من القصر ، والمعارك دائرة في العاصمة الخرطوم وأطرافها؟ ماذا كنت تتوقع من وراء قرارك الفطير الذي أشعل نيران الحرب اللعينة؟ هل كنت تتوقع من فرسان قوات دعم الثورة أن يلوذوا بالصمت والحياد، في المعركة ضد قوى الردة والظلام، كما فعل الكثير من أنصاف الرجال والجبناء؟ أم كنت تتوقع أنهم سيذوبون كلوح الثلج؟ مثل الذين نمت أوداجهم وتورمت جضومهم وإنتفخت بطونهم، الذين يجمعهم الطمع ويفرقهم الفزع؟ أين أنت؟ وأين هم؟ حينما إنطوت صفحة الكلام وإنفتحت
أبانت الأحداث الجارية في بلادنا مدى العمالة والخيانة التي يمثلها البرهان ومن خلفه أتباع النظام السابق وفلوله المجرمة التي ظلت تعادي الثورة وتحيك المؤامرات الشريرة ضدها ووصلت بها الخسة والدناءة والعمالة حد التنسيق مع النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي لا يريد رؤية دولة سودانية مدنية ديمقراطية ممتلكة لقرارها السياسي والإقتصادي.
قبل أن نخوض في مآلات الصراع، دعونا نقف على مسبباته ومن المستفيد منها؟ معرفة الأسباب والجهات المستفيدة منها ستساعدنا كثيراً على الفهم والتحليل والإستنتاح والتنبؤ بالنتائج.
قسماً سنهدم قلاع الظلم ونمزق أثواب الدجى ونحرر النيل كي يجري حراً طليقاً يسابق الريح يعانق الأرض تصير واحات خضراء شجراً يمتد ظلالاً للمتعبين يصير أعراساً وأجراساً تنادي أطفال الشوارع تفتح لهم أبواب المدراس تقصر عمر الزمن الصامت تصير أقلاماً ولوحات وقوافي ومنارات ومراسي لسفن ظلت تائهة في عرض البحر تصير بلسماً يداوي جراحات الفقراء ووتراً وقيثارة تلامس شغف الروح وغصون القلب ومضة سحرية ورذاذاً ودعاشاً وفرحاً لشعب هده الألم قسماً سنفتح كل أبواب الحياة وتعود أسراب الحمام لبيتنا الذي
ثورتنا إنطلقت سلمية وستبقى سلمية وفاءاً لشهدائها الكرام الذين عشقوا الوطن وفدوه بالروح والدم كي يخرج من عتمته إلى الضوء ويمد يديه لأطفاله المشردين واللاجئين الذين عبروا الصحراء والبحر وأخرون ينتظرون على قارعة الطريق قافلة الثورة تنقذهم من بحر الرتابة والسكون تشد أزرهم تروي عشقهم وأمانيهم تحملهم على صهوة الريح تشق حقول اليأس تفتح بوابات الأمل تنسكب مطراً يروي الحقول العطشى تصير قبلة لأسراب الطيور والفراشات تصير منارات لشباب آتون وبشارات وسنابل ومشاعل وهتافات تكسر جدار الصمت تجعل الخرطوم عاصمة
ما فات على البرهان عميل النظام المصري بقيادة السيسي، ومن خلفه الكيزان وجماعة الموز “الكتلة الإنتهازية” التي تضم في أحشائها كل الإنتهازيين التي سمت نفسها بالكتلة الديمقراطية!
على الرعاع في مصر الذين وصفوا الشعب السوداني بالعبيد، أن يفهموا نحن لسنا عبيداً.
أبريل شهر الخير والنور طل في سماءنا بعد عقود غطتها غيوم إنداح الفساد وسال الدم ثلاثون عاماً والريح الصفراء تعوي فوق رؤوسنا إبتلعت أحلامنا غيّبت الحروف والنوارس والشعراء وضجة الشوق والهواجس والزمن الجميل زمن الندوات والمعارض زمن الطفولة والشباب والأسرار المدفونة في عمق الأشياء أبريل شهر الرجاء شهر الغضب الثوري لا يقبل أن تحجب الشمس أو أن يتعمق الجرح أو أن يطول عمر الزمن المُر أهلا بأبريل ذكرى ميلاد شمس لامست أعماق البحر وضفرت من سعف النخيل جسراً لذرى الآحلام