25 March, 2024
حروفٌ ومقاطع: صدى صوتِه المتفرِّد وترجيعُ رحيلِه الفاجع
محمَّد خلف كنتُ قد بدأتُ محاورةً شيِّقة مع صديقٍ مُقيمٍ في القلبِ قبل رحيلِه المؤلم إلى حدِّ الفجيفة، لا لأنَّه كان يقطُرُ ذكاءً وعذوبةً أو لأنَّه كان شخصاً متفرِّداً بامتياز، وإنَّما لأنَّ أغانينا السُّودانيَّة الشَّجيَّة سيغشاها بفقدِه أثرٌ من حزنٍ وستطالُها مسحةٌ من حسرة، كما أنَّ لغتنا اليوميَّة الحيَّة ستحِسُّ هي الأخرى بنوعٍ من اليُتم، إذ إنَّه كان يسهرُ دوماً على رعايتها ويرأفُ عليها بعطفِ ورِقَّةِ أمٍّ رؤوم؛ وفوق ذلك، كان يتفحَّصُ يوميَّاً مواضعَ شكواها ويبحثُ لها بين المعامل وغرف