26 October, 2022
التسوية السياسية في السودان .. التحديات وفرص الحلول. (2-2)
الشمولية ليست بالضرورة ان تاتي من قبل العسكريين؛ بل هنالك مدنيين اكثر شمولية من العسكريين، ومتى ما وجد الاستبداد البيئة المناسبة له سيعود ولو بواجهات جديدة.
الشمولية ليست بالضرورة ان تاتي من قبل العسكريين؛ بل هنالك مدنيين اكثر شمولية من العسكريين، ومتى ما وجد الاستبداد البيئة المناسبة له سيعود ولو بواجهات جديدة.
ان بلادنا تعيش مرحلة سياسية هى الأسوأ والاعمق في التاريخ السياسي السوداني، ويتسم بالانقسامات والصراعات السياسية والمجتمعية أدت الى انسداد سبل التوافق والوصول الى الحلول الممكنة التي من شأنها ان تضمن للبلاد الخروج الآمن من ازمتها السياسية الراهنة، ولعل ما تعانيه البلاد اليوم من واقع سياسي واجتماعي هش ومأزوم وتحديات اقتصادية وامنية كبيرة يتطلب منا جميعا “سودانيات وسودانيين” من بنات وابناء هذا الوطن الكبير ان ننتفض بمختلف انتماءاتنا وكياناتنا الحزبية والتنظيمية والاجتماعية وان نتحمل المسؤوليات الوطنية تجاه هذا البلد، ونقدم
ان واقعنا السياسي بكل إرتهاناته انحرفت فيه الممارسة السياسية بشكل يدعو للتأسف في الواقع والفكر والممارسة، وأدى الى حالة من الاحتقان السياسي غير المسبوق في تاريخ بلادنا السياسي، وعكس ظواهر سالبة غير مألوفة في الممارسة والحياة السياسية، وترتب عليه تداعيات بالغة الخطورة على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وفي تقديري لم تكن الازمة السياسية الراهنة وليدة انقلاب 25 أكتوبر 2021م او الإجراءات التصحيحية او فض الشراكة مع قوى الحرية والتغيير كما يسميه البعض، وانما على أقل تقدير
ان إشكالية الممارسة السياسية في البلاد تكمن في عدم وجود إرتباط ما بين السياسة والأخلاق والقيٌم الإنسانية، وهي من موبقات السياسة السودانية، وتمثل معضلة حقيقة في الشأن السوداني؛ حيث ان السياسة والأخلاق بدلا من ان يكونان نظيرين أصبحا نقيضين حتى أضحى العمل السياسي فعلا لا أخلاقيا، وهذه في حد ذاتها تمثل جريمة في حق السياسة والبلاد معا، ولا يمكن ان يكون هنالك وعي وتقدم ورقي سياسي؛ بل حتى إستقرار سياسي في البلاد في ظل التقوقع والإنغلاق على الذات وإرتباط السياسة