صار من البديهي أن أي محاولة لإنجاز التنمية والنهضة الحضارية في أي بلد يتطلب أن تبني البلاد نظاماً تعليمياً عصرياً أي ينتمي لحضارة القرن الحادي والعشرين القائمة على العلم والعقلانية والحرية.
الوضع السياسي الراهن أقرب إلى المشهد السريالي الذي يغيب فيه أي مكان للمعقول والمنطق، وبالتالي يصعب التحليل والتوقع تأتي التصريحات من كل جهة: البرهان، مناوي، جبريل إبراهيم، دقلو، إبراهيم الشيخ، وتحتل نظارات القبائل صفحات
أثناء تصاعد المقاومة في بيروت كان الثوار مشغولين بتصعيد القتال بينما انشغل انصرافيون في تحليل طبيعة القوى التي تقاتل، أطلق الشاعر مظفر النواب قصيدة من روائعه وقد استوقفني هذه الأيام بيت في قصيدة قال فيه الشاعر:
تستمر فرفرة عناصر النظام البائد الفاسد هذه الأيام بنشاط بسبب غياب الردع الثوري الناجز، لذلك فهي تعمل على إضعاف أدوات مواجهة نظام النهب والفساد والوقاحة السياسية من قبل عناصر لا تملك أخلاق السودانيين ولا المسلمين ولا تعرف العيب والحياء والحرام والحلال.
تتسم الثورة السودانية بقدر كبير من الانقسامات والانشقاقات لأسباب واهية لا تليق بعظمة الثورات والتضحيات التي تقدم خلالها ويعود هذا أساساً للعفوية التي تتم بها التحالفات وغياب البرنامج والنظرية والرؤية الفكرية.
يروى أن (هيجل) وصف (نابليون) بأنه "الدولة على صهوة حصان"، لم يكن يقصد تمجيد الدكتاتورية، فهو فيلسوف تنويري وديمقراطي ولكنه قصد أن الدولة هي الارادة والقدرة على الفعل والحسم.
أثار موضوع الباحث والناشط السياسية قدرا كبيرا من النقاش ورغم انني لا أفضل تحويل الكتابة الى ما يشبه تنس الطاولة (بنج بونج) أو الى سجال طويل لا ينتهي الا ان بعض كتابات الزملاء تحتاج لمزيد من التوضيح والاستمرار في بلورة افكار هامة.