اخر اوراق البرهان لرفع حصار المليونيات الشعبية الشروع في التحضير للانتخابات المبكرة

 


 

محمد فضل علي
28 December, 2021

 

في بيان منسوب للسفارة الامريكية في الخرطوم الولايات المتحدة الامريكية تؤكد دعمها لما وصفته ببدء التحضير للانتخابات العامة في السودان.
وذلك بالتزامن مع بيان في ذات الصدد صادر عن المجلس السيادي الراهن في السودان الذي تكون في اعقاب انقلاب عسكري مدعوم من اقلية مدنية وبعض عناصر الحركة الاسلامية واعوان الرئيس المعزول عمر البشير اعلن فيه المجلس بداية التحضير لانتخابات عامة في محاولة هروبية لتجاوز الازمة السياسية الراهنة ورفع الحصار الجماهيري المضروب علي سلطة الامر الواقع التي تحاول ادارة الاوضاع في السودان في ظل حالة من الفراغ الامني والسياسي والقانوني والتدهور الاقتصادي بطريقة باتت تهدد المتبقي من كيان الدولة السودانية في الصميم .
من غير المتوقع ان تحظي عملية الاعلان عن التحضير لبدء الانتخابات العامة في السودان باي دعم من الشارع السوداني والمجتمع الدولي بالطبع في مرحلة لاحقة من التطورات السياسية المتلاحقة في الساحة السياسية السودان .
الرافضين للاعلان الحكومي في هذا الصدد سيستندون الي حيثيات قانونية وسياسية ودستورية بعدم انجاز واحد بالمائة من المهام الموكولة للسلطة الانتقالية السابقة علي صعيد العدالة والمحاسبة والاصلاح الاقتصادي واعادة تاهيل المؤسسات القانونية و القوات المسلحة واجهزة الامن والشرطة اضافة الي ملفات العلاقات الخارجية التي حفلت بجملة من المهازل وانابة افراد عن الامة السودانية في السفر والحل والترحال الي بعض البلاد الاجنبية دون ضابط او رابط في خروقات ليس لها مثيل في تاريخ الدولة السودانية..
لكل ذلك سيستحيل موافقة اي عاقل علي هذه العملية الهروبية باسم الانتخابات الديمقراطية في ظل الواقع الراهن في دولة شبه منهارة مثل السودان البلد الذي لم يغادر محطة نظام الحركة الاسلامية قيد انملة منذ انتصار الانتفاضة الشعبية وسقوط النظام وحتي هذه اللحظة ..
ومن المفارقة العجيبة ان تتمثل المكابرة الكبري في تولي بعض عناصر الحركة الاسلامية وعضويتها الملتزمة الاعلان باسم مجلس السيادي عن بدء التحضير للانتخابات العامة في البلاد.
في ظل تولي عضوية الحركة الاسلامية الملتزمة والمعروفة ادارة مرافق حيوية هامة مثل جهاز الامن والمخابرات الذي تتحدث بعض الاخبار عن عودة كل الصلاحيات التي كانت ممنوحة له اثناء حقبة الثلاثين عام القمعية من تسلط نظام الحركة الاسلامية تحت ستار فرض الامن في دارفور ومبررات اخري..
الاعلان عن بدء التحضير لاجراء الانتخابات العامة في البلاد بواسطة سلطة الامر الواقع الراهنة في البلاد مع كونه سيكون امر مرفوض من اغلبية الناس في السودان باعتبارة محاولة فاشلة لتسويق الموضوع لكنه يعتبر كلمة حق يراد به باطل عريض ومستحيل ...
السودان في حوجة عاجلة بالفعل لقيام انتخابات ديمقراطية حرة للفصل بين الناس ووقف التراشق والانقسام من اجل انقاذ بلد مترنحة تتجه نحو المجهول والتفكك بسرعة صاروخية ولكن الانتخابات تحتاج ايضا الي الارادة الحرة والصلبة والقوية لحماية نتائجها المستقبلية قبل الاعلان عنها من اجل وقف مسلسل الابتزاز والنصب والاحتيال والرشاوي السياسية ولعب البعض لدور الضحية من اجل الاستيطان في المناصب وكراسي الحكم بطريقة دعائية وتمويل وحماية العملية كلها من الميزانيات المفتوحة والجباية المفروضة علي الدولة.
بخصوص البيان المنسوب للسفارة الامريكية في هذا الخصوص توجد استحالة في قيام مؤسسات الادارة الامريكية الحالية بدعم هذا الموضوع الي مالانهاية حتما سيكون هناك خط رجعة وتعديل في صيغة ماتريدة الولايات المتحدة في مستقبل العملية السياسية السودانية والظروف المناسبة لقيام انتخابات ديمقراطية في السودان ..

 

 

آراء