قلنا أن أحزاب الشمال التي إنقطت بها السبل للوصول لكرسي الحكم بأي صيغة غير الإنتخابات ، وجدت في دعوة الحركة الشعبية لمؤتمر جوبا مخرجا مناسبا لها ، فهرعت إلي هناك ولعابها يسيل كما (المنغوليين) ، تريد أن تأوي لمركب الحركة علها تنجيها من فيضان الإنتخابات القادمة ، وما دروا أن الحركة نفسها ترتعد فرائسها من ذكر الإنتخابات أو المصطلحات التي تشير إليها … السجل الإنتخابي ، مفوضية الإنتخابات وشهر أبريل من العام 2010م ..!! ، فالحركة نفسها تريد الإستنجاد بالإحزاب تلك لتوهم بهم العالم والراى العام المحلي بأن كل الوسط السياسي يري بعدم موائمة الوضع الراهن بالسودان لإجراء إنتخابات (نزيهه) و(شفافة) ، فمؤتمر جوبا ليس هو الموقف الأول للحركة الذي ركبت فيه علي ظهر تلك الاحزاب لتنجو بها وتتركها تسبح في بحر لا قرار له ولا ساحل ..!! ، فمن قبل تجمع كل هؤلاء تحت لافتة (التجمع الوطني الديمقراطي) و إتخذ من القاهرة وأسمرا مقار له والحركة تمثل عمودة الفقري لما لها من جيش بميدان الجنوب يقاتل حكومة الإنقاذ ، فجعلت من صخب ذلك التجمع لافته تشير عبرها للحكومة وتدعوها للجلوس للتفاوض .. في أبوجا وأسمرا ولندن وبون بألمانيا وأخيراً بنيروبي ، والتجمع كعادته يفتح فمه ببله واضح يجد الذباب فيه مرتعا .. دخولا وخروجا ..!! ، تنظر عن دورها الذي تلعبه (ككومبارس) وبجدارة تغبطه عليها مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة الذي يقع علي مرمي حجر من مكاتبها ، والحركة تترك مقاعدها بالتجمع عندما وقعت إتفاقها مع حكومة الإنقاذ بنيروبي بشهادة كل المجتمع الدولي ، وقادة التجمع (أحزاب الشمال) تجلس علي (قهاوي العتبة) تضع يديها علي خدودها ومحدقة في المارة من السودانيين ليفيضوا عليهم (بحق كباية الشاي أو كاس واحد في كبريهات شارع الهرم) ..!! ، والحركة اليوم تفعل ذات الشئ ، يقررون في جوبا التظاهر وبعد الفشل المحكم للأولي تجلس الحركة بعدد (أربعة عشر عضوا من قياداتها) مع (أربعة فقط) من المؤتمر الوطني وتتفق علي تفاصيل الإخراج الدرامي للقوانين بالمجلس الوطني .. والإتفاق يتنفذ ..!! ، وأحزاب التجمع تفعل ذات الشئ الذي إعتادت عليه (بالعتبة القاهرية) عدا كؤوس الويسكي وصالات الرقص ..!! ، ففي كل اللقاءات التي تبدو عليها الصداقة والود بين الحركة وأحزاب الشمال أو مايسمي (بالتجمع الديمقراطي) كانت مخرجات تلك اللقاءات تصب في صالح أجندة الحركة دون تلك الاحزاب ، فكان إنجازها الذي خرجت به هذه المره من بين فرث ودم (أحزاب جوبا) هو ترسيم حدود أبيي وقانون الإستفتاء وقانون المشورة الشعبية … وخرجت الأحزاب (صفر اليدين) كعادة تعاونها السياسي مع الحركة ..!! ، والأحزاب (المخترقة) من الحركة ليس في يديها شئ غير تصديق (باقان وياسر) بأن الحركة لن تتخلي عنهم ..!! ، فيخرج القادة الكبار (الصادق والترابي ونقد) من الإجتماع وعلي شفاههم إبتسامه بلهاء وبيدي كل واحد منهم (مأئة ألف جنية) لدعم التظاهرات إستلموها يدأ بيد من (باقان) أميرهم الجديد ..!! ، و(سلفا) يترك هؤلاء وراء ظهره ويتقدم خطوة نحو الحركات تاركا حلفائه بجوبا واضعين أياديهم بخدودهم وينظرون (ببلاهه وفم سائل) ويتوجه نحو مغازلة حركات دارفور المتمرده ، عله يجد فيها نصيرا أكثر مما خبر هؤلاء الذين يكثرون من الحديث ، والرجل قام بتلك الخطوة بعد الدفوعات التي قدمها (مني أركو مناوي) وإعتذاره الكبير لعدم مشاركته في مؤتمر جوبا .. وأنه يعتذر وبشده …!! ، وشقيق (مني أركو) الكادر الشيوعي والكادر السري بالحركة الشعبية (حسين أركو مناوي) يقود كل شئ بحركة أخيه ..!! ، وسلفا يود إبدال هذا الرجل الذي يجزل في الإعتذار بمتمرد آخر يدعي (عبدالواحد محمد نور) ، وهو يعلم أن بينه و(مناوي) خصومات وقتال ودماء وثارات شخصية ..!! ، وإذا دخل هذا خرج ذاك ، غير أن (سلفا) وجد وعدا من (ساركوزي) بتقريب وجهات النظر بين الرجلين المتخاصمين (مناوي ونور) ، فالرئيس الفرنسي يستقبل أي شخص يمكتبه علي أن يساهم في التضييق علي السودان .. وكل بطريقته ، فهو يأوي (عبدالواحد) في بلاده وهو الخارج علي شرعية بلاده ويستقبل (مشاهير مطعم كوكب الشرق) ولو كانوا يرتدون (شرابا فقط) ، فجميع هؤلاء يستقبلهم في صالونه ويضع لهم خطة واحدة ، ينفذونها كل بطريقته الخاصة ، وجميع هؤلاء يظهر معهم أمام كاميرات التلفزة ولكن (بزي محتشم) حتي يغيبوا عن الكاميرات تلك (فيعودون) ..!! ، و(سلفا) يكلف (الترابي) لتقريب (خليل من عبدالواحد) ، والحركة تنفذ الآن مخطط (ساركوزي) بدقة وإحكام ، فهي تقوم بتوجيه كوادرها (الأنيقة) منها جميعا بخلق علاقات (عاطفيه) مع (أبناء) قيادات أحزاب جوبا .. والكبيرة منها فقط ، يرتدون الملابس الأنيقه والقمصان بلون (زينب) ويخرجون لميادين الخرطوم الخضراء ومتنزهاتها لشرب العصير والآيسكريم و .. إمساك تلك الأحزاب من كبدها ..!!
نصرالدين غطاس
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم