أخيراً انتهت حدوتة سيكافا
نجيب عبدالرحيم
8 July, 2011
8 July, 2011
najeebwm@yahoo.com
أن فوكس
سقطت الورقة الثانية للمريخ يخروجه من بطولة سيكافا للأندية المقامة حاليا في تنزانيا علي يد فريق سيمبا التنزاني بركلات الترجيح بعد انتهت الحصص الرسمية بالتعادل بهدف لكل منهما لقد شاهدنا كثرة الأخطاء المكررة التي تحدثت عنها في المقال السابق من لاعبي الدفاع والوسط التي أعطت الثقة لأصحاب الأرض حتى تمكنوا من تعديل النتيجة وسيطروا على مجريات اللعب وبدؤوا يسيرون المباراة كما يشاؤون تارة يسرعونها وتارة يبطؤنها حتى وصلوا إلى الحصص الإضافية التي انتهت أيضاً بالتعادل وأحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح حيث تمكنوا من تسجيل خمسة أهداف مقابل أربعة للمريخ أهلتهم للمباراة النهائية وهنا انتهت حدوتة سيكافا وطارت الطيور بأرزاقها.
خروج فريق المريخ من البطولة متوقع على قول المثل ( ليالي العيد تبان من عصاريها ) رغم ضخ الإدارة من ملايين على الفريق إلا أنه ما زال يعاني عانى منذ فترة طويلة من سوء أوضاعه الفنية والإدارية والإخفاقات مستمرة كل ما تقدم الفريق خطوة إلى الأمام تراجع ضعفها إلى الوراء والجماهير الحمراء المسكينة تطالب بالبطولات الخارجية التي أصبحت عصية دون الإدراك بالواقع الصعب الذي يعيشه الفريق على الصعيدين الفني والإداري اللذان فشلا في قيادة الفريق بالإضافة إلى بعض اللاعبين المعطوبين بدنياً وفنياً الذين أصبحوا عالة على الفريق وانتهت صلاحيتهم باستثناء الحارس المصري الحضري والمهاجم الزامبي سكواها والمدافع الايفواري باسكال وعدد محدود جداً أما البقية فيجب أن تسمح لهم إدارة النادي بالذهاب إلى أندية أخرى والبحث عن لاعبين منتجين لأن الفريق يعاني من شح المواهب والنجوم وما يحدث الآن من ترقيعات لن تفيد الفريق وأصبحت مثل( الترقيع في جبة الدرويش ).
خسارة الفريق في المباراة الأخيرة وخروجه من البطولة يتحمل المدرب جزءاً كبيراً منها بتشكيلته الخاطئة وفشله في إيجاد البدائل القادرين على سد الثغرات التي يعاني منها الفريق ولم يستطع معالجة الأخطاء المكررة التي دائماً تحدث وينتج عنها أهداف على الرغم من تسجيل الفريق هدف السبق وأيضاً هناك أسباب أخرى منها إفتقاد معظم اللاعبين إلى ثقافة المباريات الدولية، المنافسات المحلية الكسيحة التي يصورها الإعلام الرياضي المتأسف على أنها منافسات (الليغا الإسبانية) ويصف اللاعبين بعبارات لم يصف بها نجوم العالم الكبار وفي الواقع هي منافسات متأسفة جداً ( بإتفاق الشيخين)
الدافي وورغو لاعبان محترفان صرفت عليها إدارة النادي الملايين مابين عقود ورواتب رغم حاجة الفريق إلى خدماتهم في البطولة إلا أن فرصة مشاركتهما كانت شبه معدومة وهل تم الإستعانة بهما للعب في المنافسات المحلية الضعيفة مع فرق تعاني الفقر والحاجة وضعف الإمكانيات المالية وتسير أمورها ( بالدفرة)
يجب على إدارة نادي المريخ أن تتحرر من قناعات السماسرة والمعسكرات الخارجية التي تصرف عليها آلاف الدولارات وأن تعترف بالواقع المرير فالفوز في مباراة أو مباراتين وهزيمة المنافسين على المستوى المحلي لن يجلب البطولات الخارجية.
البرامج الارتجالية التي يعدها الإتحاد السوداني لكرة القدم للمنتخبات والمنافسات المحلية بالإضافة إلى ضبابية اللوائح والتأجيلات غير المدروسة للجدولة وعجزه التام عن تطوير المنافسات وتوقفاتها غير المبرر أدت إلى إرهاق اللاعبين من جراء اللعب المتواصل مما جعل الأندية والمنتخبات التي تشارك في المنافسات الخارجية عندما تصل الأمتار الأخيرة تبدأ بالانهيار والتراجع. واسألوا أهل المريخ والهلال عن هذه المشكلة التي يعانيان منها وعجز إتحاد كرة القدم عن حلها.
خروج المريخ ليس نهاية المطاف وكرة القدم تحتمل الفوز والخسارة ولذا يجب علينا أن نناقش بمنطقية وعقلانية هذه الأسباب التي أدت إلى الإخفاقات المتواصلة وأن لا نكتفي بما اعتدنا عليه دائماً كمقصلة مدربين ولاعبين وإداريين فالكل بات أكثر تطوراً في شرق وغرب وشمال إفريقيا ومن يشابهوننا في التسرع والعشوائية ( والعواسة والسواطة) هم في المحل نفسه.
البدري مدرب أكثر من عادي وكيسو فاضي ومن الأسباب الرئيسة التي أدت خروج المريخ من البطولة لقد شاهدنا كل المباريات التي لعبها الفريق مع فرق يفوقها من ناحية الإمكانات ولكنها تتفوقا علينا منهجياً وفنياً وتكتيكياً وعناصرياً لأن المدرب يفتقد إلى معظم هذه الأدوات وبهذه الطريقة سيفقد الفريق البطولة المحلية أمام الغريم.
الوضع أصبح لا يحتمل ويتطلب عملا كبيرا من أبناء القبيلة الحمراء الخلص وأن يبعد المطبلين الباحثين عن التمسك بمواقعهم ويستبيحون المجاملة ويطالبون حين كل نقد بالهدوء والسكينة من اجل مصالحهم الخاصة ومصالح المريخ لم تهمهم فيجب التخلص منهم اليوم قبل غداً فمحبي القلعة وعشاقها قادرون على وضع الأمور في نصابها من أجل مصلحة المريخ الكيان الكبير.
وختاماً أتمنى من الإعلام الأزرق أن لا يشمت بخروج المريخ من بطولة سيكافا وأن يبحث عن التفاصيل والمعلومات المطلوبة التي يحتاجها فريقه في دوري أبطال إفريقيا وكما تدين تدان واللعبة لن تتوقف.