أزمة دارفور : حرب القبائل ..حتّى متى و إلى أين ؟
رئيس التحرير: طارق الجزولي
5 March, 2015
5 March, 2015
faisal.elbagir@gmail.com
حتّى وقت قريب ، كانت جُل التقديرات المُتفائلة ، تُوحى بأنّ المسألة الدارفوريّة وأزمتها المُستعصية ، مقدور عليها ، بالحلول اليسيرة ، ومن بينها ، التفاوض بالتجزئة و (القطّاعى ) ، و" طق الحنك " المجّانى ، أو حتّى بتغليب الحل الأمنى العسكرى ، وتُرهات ( الصيف الحاسم ) ، و قد ثبت للجميع ، أنّ كُل ذلك ، لا يعدو أن يكون مُجرّد أمانى وتمنيّات شاطحة ، ولكن التداعيات الأخيرة على الأرض ، أكّدت ما ظللنا نُردّده مراراً ، أنّ التفاؤل ( المجّانى ) ، جهالة ، لا ينبغى مسايرتها ، أو قُبولها ، إذ بلغ- الآن- سيل الأزمة زباه، وأصبح التفكير فى مواصلة السير ، فى طريق ذات النهج القديم ، مضيعة للجهد والوقت ، وإهدار للموارد ، وجريمة لا يُمكن المشاركة فيها ، ولا السكوت عليها ، لأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس !.
هاهى دارفور ، قد وصلت مرحلة ما يُمكن أن نطلق عليه ( حرب القبائل ) ، وهى حروبات مُتكرّرة ، تدور رحاها بين قبائل ومكوّنات إثنيّة ، تخوضها عبر (مليشيات) مُسلّحة ، بأحدث آليات الدماروالقتل المُتطوّرة ، وقد تتوقّف لفترة قصيرة ، لتعود أشرس وأعنف ، حيث تُعقد لها ( مؤتمرات صُلح ) ، تبدأ و تنتهى بذات الوصفات القديمة المعهودة والمُجرّبة ، دزن الوصول لسلام مُستدام ، وهذا مكمن الخطورة !.
المُتابعون الأذكياء ، لما يدور فى دارفور - وبخاصّة - فى الآونة الأخيرة ، لا شكّ ، يلحظون وُرود وصُعود إسم السيد موسى هلال ، فى الأخبار ( سالبة وموجبة ) ، بصورة لافتة للنظر ، إذ أصبحت بيانات تنظيمه ( مجلس الصحوة الثورى السودانى ) تحتل موقعاً هامّاً ومُتقدّماً فى الأخبار ، فتارةً ، تتحدّث عن تبنّيه ( مُبادرات ) لعقد ( مؤتمرات صُلح ) بين قبائل المنطقة ، وأُخرى تُعلن عن دخول قُوّاته مدينة جديدة، وغيرها تُنبىء عن ( إنضمام ) قيادات أهليّة ومجموعات من ( حرس الحدود ) و ( الإحتياطى المركزى ) ، لمليشياته ، بعد أن ( إنشقّت ) عن الحكومة ...إلخ . وجميعها أخبار تؤكّد تواجده فى المشهد الدارفورى ، وقد وصل الأمر إلى إعلانه (شروطاً ) تصبح ( العمليّة الإنتخابيّة ) فى دارفور ، دون الإيفاء بها ، فى مهب الريح ، وفى كف عفريت !...وليتخيّل ( عُقلاء ) السودان ، و (عُقلاء ) المؤتمر الوطنى - إن بقى فيه عُقلاء - قيام إنتخابات بدون دارفور ، وبدون أجزاء مُعتبرة فى النيل الأزرق وجنوب كُردفان !.
يحدُث كُل هذا وذاك فى دارفور ، ومازالت ( الإنقاذ ) تمضى فى ذات النهج القديم ، و بمواصلة بسياسات ( فرّق تسُد )، و ( حرب القبائل ) فيما بينها ، وما بينها و ( السلطة المركزيّة والإقليميّة ) ، وهاهى الأزمة فى دارفور ، تتصاعد وتيرتها ، وتتّسع دائرتها ، فى واحدة من تجلّياتها - ( حرب القبائل ) - عاماً بعد عام ويوماً بعد يوم ، رُغم إستمرار ( مُؤتمرات الصُلح ) الحُكوميّة ، والتى تحمل بذرة فشلها ، فى أحشائها ، لأسباب كثيرة ، ولكنّها معلومة للجميع ، ورغم ( البروباقاندا ) الإعلاميّة ، ورغم الصرف البذخى عليها من الخزينة العامّة ، دون عائد حقيقى، يُعجّل بوقف نزيف الدم الدارفورى / الدارفوى، وهو دم سودانى خالص، يعز علينا ، فقده ، مهما كانت الأسباب والمُبرّرات.فحتّى متى، وإلى أين بأزمة دارفور والوطن يا هؤلاء؟ !.