أفلح إن صدق وزير دفاع دولة الجنوب!!

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية



توطئة:
•        يقال في الأمثال أن كثرة الحزن تُعَلم بالبكاء وعلاقاتنا مع الدولة الوليدة لم تعرف يوماً طعم الفرح!! ومنذ توقيع إتفاق التعاون المشترك  بين الرئيسان عمر البشير وسلفا كير والسودان يشتكي من مماطلات ومماحكات الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب  لإنفاذ ما يليها مما اتفق عليه، و حتى أيقنا أنها فقط تعمل لشراء الوقت  لتدبر أمراً ما كما حدث في " هجليج"، عملٌ لا يمهد لبناء الثقة  التي يفتقدها السودان في جارته الوليدة، ولأنه وبمنتهى الصراحة لم يأتينا من قادة دولة الجنوب في يومٍ من الأيام ما يفرحنا على الاطلاق خاصةً بعد أن تسلم قادة الحركة زمام حكم الجنوب فنحن لم نر منهم أبداً ما يوطد علائق حسن الجوار على الاطلاق ، وبدلاً عن ذلك وجدنا منهم الكيد والمكايد والمؤامرات والاعتداءات على أراضينا واحتضان المعارضة ..وهلمجرا،
•         بالله عليكم كيف لنا أن نأمن جانب هذه الدولة التي لا تعرف العيش في سلامٍ وأمن؟!!، ومع علمنا علم اليقين أن قادتها  لا يتورعون عن أذيتنا وتخريب منشآتنا  الاقتصادية والاعتداء على حدودنا. بالطبع لا يخفي على أي مواطن سوداني بأن هذه الدولة ما زالت تمارس التفرقة العنصرية ضدنا ولهذا  يصفوننا بالجلابة المندكورو ويستحلون ممتلكات تجارنا هناك أو يحرقونها أو ينهبونها والبخيت من نجا بجلده!!
•        من العجيب، القارئ العزيز، أنه وبعد أن أصبح لقادة ونخب الحركة الشعبية وطن مستقل فأنهم يطالبون بالحريات الأربعة ليعيشوا مع شعبٍ قالوا عنه قبل الانفصال: أنه عاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية، فهل نعتبر هذا بمثابة خطلٌ أو تناقض في تفكير قيادة هذه الدولة أم أنهم كانوا يكذبون كذباً صراحاً افتئات في مرحلة ما لتشويه صورتنا؟!.. الآن أصبحت لهم - بحمد الله-  دولتهم التي يعيشون فيها كمواطنين أحراراً ومن الدرجة الأولى الممتازة وعليه لا داعي لمطالبتهم بحرية واحدة أو أربع ليأتوا ويعيشوا في وطن انفصلوا عنه بمحض إرادتهم قد وادعوا أنه مارس ضدهم  التمييز العنصري، فكيف يطالبون "بحريات" تضمن لهم العيش في بلدٍ زعموا بأنه مضطهدهم، اللهم إلا إن كانوا يفتقدون هذه الحريات في وطنهم فطفقوا يبحثون عنها في دول الجوار!!
المتــن:
•         العيب أو القصور المسيطر على تفكير قادة ونخب الحركة الشعبية أنها تعتقد أن السودان غير قادر على المعاملة بالمثل ، خير فعل السودان بأنه لم ينجر لذلك، فباعتقادي أنه كان سيهدر موارداً تحتاج إليها  الخطة الاسعافية الثلاثية وبذلك أسقط في يد من حاول جره إلى معارك جانبية خاسرة الهدف منها استنزافه  وإهدار موارده التي يحب أن توجه لتنمية الوطن وتحديداً في هذا الوقت وليس مثلما فعلت قيادات ونخب الحركة التي استهوتها غريزة التفرغ للمكايدات والمؤامرات  وقد نسيت أو حتى لم تستشعر مسئولياتها حتى بعد الانفصال وقيام دولتها الوليدة، وأن الواجب الوطني كان يحتم عليها في هذه المرحلة أن تتفرغ كلياً لما يفترض أن ينتظره منها شعب دولة الجنوب الوليدة  كالتنمية المستدامة وتقديم الخدمات الضرورية الملحة التي يحتاجها مواطن أي دولة من مواد تموينية وطبابة وتعليم وأمن وزراعة.. إلخ ، أي العمل على التحول من  مرحلة الإحتراب إلى السلام ومن مرحلة شظف العيش إلى الرخاء، ولكن للأسف الشديد أن  قادة ونخب الحركة الشعبية  ما زالوا يتعاملون مع السودان بعقلية المرحلة الانتقالية أي المكايدة والمناكفة التي اتسمت بها مرحلة المشاركة في الحكم أبّان الفترة الانتقالية ، على كل حال، كان المفروض أن تستشعر الحركة وقياداتها بعد  الانفصال أن أن وضعها قد تغير من حركة متمردة إلى حزبٍ يحكم دولة  لها شعب ينتظر منها الكثير وجوار يجب أن تحسنه حتى تتبادل المنافع!!
الحاشية:
•        لا أظن أن قادة الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب لا تدرك يقيناً أنه ما من مواطن سوداني واحد إلا وهو قد فقد ثقة ومصداقية قادة ورموز ونخب الحركة الشعبية  لأن كل التجارب والممارسات أثبتت أن حكومة دولة الجنوب لم تفِ بعهدٍ أو إتفاق واحد وقعته بعد الانفصال سواء كان ذلك ثنائياً أو إتفاق برعاية الآلية رفيعة المستوى فيما يلي القضايا العالقة. اليوم تواترت الأنباء من أديس أبابا باتفاق الوفدين على الانسحاب من المناطق العازلة وقراءتي للخبر تزيد من شكوكي في أن دولة الجنوب سوف تمارس هوايتها في بالمماطلة وشراء الوقت للمكايدة والتآمر ضد السودان.
•         وسأنقل لكم مقتطف الخبر الذي ورد  بصدر هذا الموقع :[ وقعت دولتا السودان وجنوب السودان، عشية الجمعة، اتفاق تنفيذ مصفوفة تنفيذ البروتكولات الأمنية، وحدد ما بين 10ـ 14 مارس بداية لصدور الأوامر الأولية من قيادة البلدين بانسحاب القوات من المنطقة منزوعة السلاح ويكتمل الانسحاب 26 المقبل. وقال موفد الشروق إلى أديس أبابا، مدثر محمد أحمد، إن اتفاق وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين، ورصيفه لدولة الجنوب، جون كونق، حدد بداية الانسحاب الفعلي لقوات البلدين المسلحة ما بين 14ـ 21 مارس الجاري.] إنتهى ، وأسباب مخاوفي وشكوكي أن  كل توقيت لم يكن  موعداً قاطعاً ولكنه مواقيت احتمالية من يوم كذا إلى يوم كذا، وبالطبع حسب تجاربنا مع وفد الحركة فأنه يبحث فيما بين التاريخين بمبررات وعراقيل  توقف أو تؤجل التنفيذ!!
الهامش:
•        بينما كنت أبحث مع صديقٍ ضليعٍ بالتفاؤل نتائج هذه الجولة فإذا به يقول لي لقد لفتت نظري جزئية  وردت بذات الخبر تحدد آلية المراقبة وفيها ما دعاني للتشاؤم والتنازل كلياً عن  تفاؤلي المستدام وها أنا أورد ما أثار حفيظة  صديقنا :[ وحدد اتفاق الطرفين قيام قائد البعثة الأممية بأبيي (يونسفا) بمراجعة ومراقبة عملية انسحاب الجيشين بعد 33 يوماً من بداية صدور الأوامر الأولية المحددة في العاشر من مارس.] .. كان مثار حفيظة صديقي هو سؤال هام : لماذا لا تبدأ المراقبة فوراً وتبدأ بعد 33 يوماً من بعد صدور الأوامر الأولية ، فكان ردي إني لست خبيراً بالشئون العسكرية الميدانية، ولكن المنطق يقول أنه من لحظة بدء الانسحاب الأولى يجب أن تكون آلية المراقبة متواجدة في الميدان للتأكد من التزام الطرفان بتنفيذ ما يليهما ولكن أن تبدأ عمليات المراقبة بعد (33) يوماً فهذا يدل ويشير إلى أن وراء الأكمة ما ورائها!!
قصاصة:
•        ورد في النبأ [ وأكد الوسيط الأفريقي في المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان، ثامبو أمبيكي، في تصريحات صحفية، أن الاتفاق حدد السابع عشر من الشهر المقبل موعداً لاجتماع الآلية السياسية والعسكرية دون تحديد منطقة محددة للمفاوضات.].. سبحان الله ما قلنا خلاص اتفقنا؟!!.. تاني في اجتماعات؟!!، الظاهر أن الاجتماعات أكثر من الأفعال على الأرض.. عموماً  أنا "مفتشائم".. وأفلح إن صدق وزير دفاع الدولة الوليدة!!
أصحوا يا جماعة وعوافي!!

Abubakr Yousif Ibrahim [zorayyab@gmail.com]

 

آراء