أقوال من العهد السناري .. شعر : د. عمر بادي

 


 

د. عمر بادي
17 June, 2012

 



ombaday@yahoo.com
مقدمة :
تمثل السلطنة الزرقاء أو مملكة سنار كما يطلق عليها أيضا ( 1504- 1821 ) أول كيان سياسي إجتماعي ذي ثقافة عربية إسلامية أفريقية في السودان , و ذلك بعد تحالف مشيخة العبدلاب العربية الأصل مع مجموعات الفونج ذوي الأصول الأفريقية ... و قد عاصرت هذه السلطنة دولة الأتراك في مصر , و كان التأثير الثقافي واضحا بين السلطنة الزرقاء و مصر و إقليم الحجاز , حيث كان علماء الصوفية يأتون من مصر , وكانت البعثات ترسل إلى الأزهر حيث أقيم رواق السنارية ( أي السناريين ) في القاهرة , و كذلك كانت ترسل البعثات إلى مكة المكرمة للمساعدة في خدمة حجاج بيت الله الحرام ....
قولٌ أول :
بسم اللهِ مولانا الذي خلقَ البريّةْ
و صلاتي و سلامي على طه نبيِ الخاتمية
أنّه في العامِ بعد الألفِ بعد الهجرةِ النبويّة
جئنا إلى الكعبةِ نهبُ الخدمةَ السنويّة
لحجيج بيتِ اللهِ نسقيهم و نطعمهم بنيّة
إشارةً من عندِ حاكمِنا المعظّمِ صاحبِ الطاقيّة
و القلمِ المقصّبِ و الدواةِ و حلقةِ الصوفيّة
من أرضِ سنارٍ أتينا عاكسينَ عروبةً زنجيّة
قولٌ ثانٍ :
يا مَن تصولُ مسجّلاً منذ الأزلْ
ها قد أعدتَ فصولَ عهدٍ قد أفل
قد كان للعُربِ السجالُ مع الفِرنجْ
و أرى نذيراً قد أطلّ من الطلل
فلنتحدْ عرباً و أتراكاً و فونج
إن لم نُعدّ القوّة الكبرى معاً
سنصيرُ مثلَ بيادقِ الشطرنج
قولٌ ثالث :
أحسُّ أنّ منابعَ الزيتونِ في أُتونْ
و أنّ الجانَ يقطنُ الأراك
و أنّ الفأسَ قد أبادتِ الهشاب
و أنّ كنزنا المقدّسَ الثمين
قد صار قبضاً في يدِ الثعبان
لكنني يا حكمةً وُضِعتِ مذ سنين
سأطرقُ الإيابَ كي أراك
و أخلعُ الأحمالَ عني ... أغتسل
في عيونٍ دونها المنون
قولٌ رابع :
تحوّل سيلُ القلاقلِ نبضي
و بعضي صارَ العياذ من بعضي
حتى إذا هطلَ الجرادُ بأرضي
رأيتُ مَن كان َ منيَ ضدّي
قد صارَ ضدَّ مَن هوَ ضدّي
قولٌ خامس :
لي صديقٌ ...
كانَ مجذوباً إلى فييءِ الرياضْ
كانَ ينوي أن يُبدّلَ جلدهُ
أن يبدّدَ ما عراهُ من إمتعاض
فأراهُ الفييءُ قيضاً من رؤاهُ
فأفاض ....
حتى أراقَ ماءَ الوجهِ زُلفى
صارَ منقضّاً عليهِ
و كانَ يهوى الإنقضاض
كانَ لمّا عادَ ممتعضاً
كما بالأمسِ ...
خالٍ للوفاض
قولٌ سادس :
عندما يحُزُّنا
تعارضُ الطموحِ و القدراتْ
نحسُّ في حياتنا
بأننا أموات
نُحسّ أنّ طعمنا
مرّاً و خثرا
أنّ دورَنا ...
قد فاتَ في طاحونةِ الحياة   
و أنّ ما نُعدّه يقينا
قد باتَ في شتائهِ دفينا
أو قد تراءى في حجاب
نُحسّ أنّ خطْونا
قد باءَ في سعيِ المُنى
فريسةً للإستلابْ
هلاّ وعينا الإنفلات ؟
هلاّ تداركنا الثبات ؟
قولٌ سابع :
للهِ درّكَ يا حنينْ
لقد أثرتَ في دواخلي شُجونْ
لطالما أهاجني إلى البعيدِ بين
و حبيبتي العريضةُ العيون
غارقةٌ في الهمِّ لا تنام
قد أسالت حسرةً ماء الجفون
جرّاء فعلِ الإنقسام
الشارقة – 1990
------------
////////////////

 

آراء