” أم رقيقة ” هل تتقهقر

 


 

 

 

قهر حقيقي يلتبس الجميع ان تظل معاناة اهلنا متصلة ومستمرة لحيازة رغيفات هي بكل المقاييس لا تسمن من جوع لخفة وزنها ولا تغني عن الضجر والململة ومضيعة الوقت في صفوف تتزايد اعدادها ومدتها والتي باتت تورق الغنيً والفقير وتكاد تعطل عجلة الحياة اليومية لافراد الاسرة اللذين يتناوبون مهمة الحصول علي هذا " الجميل ومستحيل " ويكاد المرء يفقد البوصلة لتحديد اسبابها والتي تارة تتهم فيها الدولة العميقة واخر بسبب التهريب واخريات لعدم امانة الوكلاء والخبازين وبعضه فبركات لان عجين تخمر وادفق في المكبات وثالثة الاثافي هجر أكلاتنا الشعبية وتراثنا الغني بماكولات غنية غذائيا وكاملة الدسم وتكاد تكون متوفرة وأقل سعرا والموجع اكثر ان دولتنا الثورية والتي تعقد المؤتمرات الصحفية لشرح كثير تفاصيل عن معضلة الخبز وما ادراك ما الخبز لا وقت للغبش لمتابعتها ولا هم بمفرداتها الحسابية مهتمون ولا بصولات وزيرنا الذي بات يقتحم ليلا الافران المشتعلة ودون ان يملك هذا الشعب الصابر الموجوع عن الخطط الاستراتيجية للغد والمستقبل او ما يعرف " الخطة رقم ٢ " إن لم يتوفر الخبز والذي اشعل شرارة ثورة ديسمبر .

من الضرورة بمكان ان تفيدنا حكومة الفترة الانتقالية ماذا عن الغد وما هي خطة استنهاض عجلة التنمية المستدامة واستزراع الاراضي ودوران الة المصانع حفر الترع وبذر البذور وتمليك المشروعات الصغيرة وحض الشباب للدخول لاسواق العمل المنتج والافراج عن الابحاث العلمية والابتكارات المعملية عن منتجاتنا الزراعية من بقوليات متنوعة وتشجيع صناعة الاليات وتطوير الطورية والساقية الخ
ان كل ما نتابعه من جهود بعض الوزراء ينصب في قفة ملاح اليوم باليوم للدرجة التي فشلت هذه الثورة العملاقة والتي ادهشت العالم حولنا ان تعيد الالق والرونق للموروث الشعبي ولعاداتنا الغذائية كاملة الدسم والغنية بالمواد الصالحة كالدخن والذرة الشامية والفتريتة بدلا من تلك الخبزات فاقدة القوام والمنزوع منها القشرة وتوابعها من مغذيات تعتمدها كثير من البلدان كغذاء صحي ومفيد
كنداكاتنا الاتي لعبنا دورا محوريا ووقفنا شامخات وصنعنا اجمل انشودة للكفاح يسجلنا غيابا كاملا في استرجاع " طبق الكسرة " والقشارة والعصيدة والبليلة وادخال نماذج اخر من البقوليات ضمن مصفوفة الاغذية البديلة للخبز الذي بات عصيا وملهاءة عن ضرورات الاعمال العميقة كوضع الانظمة والقوانين واللوائح واعادة الروح للانتاج والابتكار والاكتشافات العلمية الخلاقة وقد صرف وزراء الصناعة والزراعة والتجارة ووووو اوقاتهم الثمينة والتي من المفترض تستغل لوضع خطط مستقبلية طموحة واستراتيجيات عميقة لانعاش حياة المواطنين الآنية والمستقبلية في تأطير وتعميق الاحساس بالجوع لانعدام هذا الخبز الذي ارق حياة الاسرة وانغلاق أي نوافذ للحلول السريعة والمتاحة والمستدامة ان ثقافة الاكل الشعبي وتراثنا الغني العميق لا علاقة له اصلا بالخبز أعيدوا لأم " رقيقة " والمفروكة ولعصيدة الدخن واللوبيا والعدسية مكانتهم يا عباد الله .

عواطف عبداللطيف

اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر

Awatifderar1@gmail.com

 

آراء