إلى متى سيصمد الانقلاب ؟؟

 


 

بشرى أحمد علي
10 November, 2021

 

في عالم السياسة لا تعطي سقفاً زمنياً للحل حتى وانت كنت واثقاً من صحة المتغيرات التي تؤدي للحدث ، فمثلاً تحدث الإنقلابيون عن قرب تشكيل حكومة في غضون ساعات ، وبأنها ايام قلائل تفصلهم عن الحل الشامل للأزمة السودانية ، لكن على الرغم من ثقتهم في تحديد تلك الاسقف الزمنية إلا أننا نجد أنهم لا زالوا في المربع الأول ، وهم الآن بين خيارين :-
فإذا شكلوا حكومتهم فهم بذلك يضربون بنداءات المجتمع الدولي عرض الحائط ، وتصبح العودة إلى ما قبل 25 يناير طريق تحفه الأشواك والمطبات ، ويكون النظام وقتها قد فرض رؤيته الخاصة على العالم ولا يابه بالتحذيرات الدولية أو ما تنتجه من عواقب كارثية سوف تضر بالبلاد لمدة طويلة ، ولا أمل من نجاح عمل تلك الحكومة في حالة العزلة الدولية وعدم الإعتراف بها من قبل العالم.
أما الخيار الثاني فهو التفاوض مع الدكتور حمدوك ، لكن الإنقلابيين يعلمون تمام العلم أن الدكتور حمدوك والذي يقبع الآن خلف قضبان الإقامة الجبرية ليس هو الدكتور حمدوك الرجل المهذب والذي طالما عرفوه في فترة الشراكة ، فهم يعلمون أن التوصل مع حل مع الدكتور هو إعلان نهاية الإنقلاب ودفع الثمن المغامرة وبأنه سوف تكون هناك عقوبات سوف تقع على الذين قاموا بهذه المغامرة ..
عندها نصبح أمام الطريق الثالث وهو (البرذخ ) ، وهو يعني العيش في المنطقة الضبابية بحيث تكون هناك حكومة تسيير إعمال يتحكم بيها الفريق برهان وعودة ممنهجة لكوادر حزب البشير ، وتعمد هذه الإستراتيجية على إطالة أمد التفاوض مع الدكتور حمدوك ربما لشهور أو عدة سنوات ، ويحاول الفريق برهان، ايضاً ، التفاوض مع المعتقلين من أعضاء الحرية والتغيير بشكل فردي ويجنح لأسلوب الإستمالة أو التهديد بالمحاكم في حالة رفض مباركة الإنقلاب ، وسوف يحاول الفريق البرهان بعد م نقاط ضعف كل شخص منهم وإستغلاله ، وقد بدأ هذا السيناريو مع الاستاذ خالد سلك والذي نفت صحيفة السوداني لقائه مع الجنرال البرهان بعد أن سربت الخبر ، ولكن الحقيقة الماثلة ان التكتيم الإعلامي حول وضع المعتقلين يرجح إحتمالية التفاوض معهم لدعم الإنقلاب مقابل إطلاق سراحهم..
الطريق الثالث يشبه حال تلك المرأة من قوم نوح والتي رفعت طفلها للأعلى حتى تنقذه من الغرق عندما داهمها الطوفان، ولكن عندما غمرها الماء وأحست بالخطر وضعته تحت قدميها حتى تنقذ نفسها ، والخطورة في هذا الحل تكمن في أن الشارع سوف يظل مشتعلاً وسوف تتعطل الحياة اليومية ويتوقف دولاب العمل وسوف تنضب خزائن العسكر من الأموال لأن عليهم الآن التصدي لكل أزمات المعيشة حيث لم تعد هناك حكومة يحملونها المسؤولية ، فلذلك إن شراء المهل من الزمن إن لم تحدث معجزة تفتح المسار فإن كرة الأزمة سوف تزداد ويزداد الضغط الدولي من كل الأصعدة ، فالعالم لن يقبل بتطوير نسخة من كوريا الشمالية في وسط افريقيا ، والفريق برهان ليس من صنف الاشخاص الذين يتحملون الضغوط ايام الأزمات ، فهو يصنع الأزمة بيديه ثم يسعى لحلها بعد أن تتعقد.

 

آراء