أصل الحكاية
آخر مباراة بين الهلال والقطن عام 2008 كانت بأستاد الهلال ووسط جماهيره إنتهت بالتعادل وفاز القطن في الكاميرون ليخسر الفريق خمسة نقاط من المباراتين لتسهم هذه الخسارة في إضعاف حظوظه للتأهل لنصف النهائي وقتها.. وكان فريق الهلال قد أكمل دور المجموعات بست نقاط وغادر مبكرا .. ولعل التاريخ يعيد نفسه هذه المرة ولكن بصورة مغايرة فالهلال في موقف القوة هذه المرة وفي رصيده أربعة نقاط بينما للقطن نقطة واحدة .. ويعمل الهلال علي حصد النقاط كاملة ليرفع رصيده لسبعة نقاط ويضمن في حال تم ذلك التأهل بنسبة 80% بينما يعمل القطن علي مساواة الكتوف والدخول من جديد في مربع الصراع للفوز بإحدي بطاقتي التأهل لنصف النهائي .. مع العلم أن المباراة الأولي اليوم بين أنيمبا النيجيري والرجاء البيضاوي المغربي ستحدد إلي حد كبير حسابات لقاء الهلال والقطن ..
وإن كنت أري بجانب هذه الحسابات أن مباراة اليوم مباراة للثأر في المقام الأول يجب ان ينتقم الفريق لفشله في التفوق علي القطن ذهابا وإيابا وخسارته لخمسة نقاط كانت كفيلة بوضعه وقتها علي رأس المجموعة وقد جاءته الفرصة هذه المرة في مكانه ليستثمرها ويؤكد جدارته وقوته وأفضليته علي القطن .. لأن التفريط ولو بالتعادل سيحول هذا الفريق إلي عقدة للهلال في التنافس الأفريقي لذا الفريق مطالب بالقتال ولاشيء غير القتال وبدوافع مختلفة ... دافع الحلم (الفوز بدوري الأبطال) .. ودافع التأهل لنصف النهائي .. ودافع الإنتقام من تجرؤ القطن علي إنتزاع النقاط الخمسة قبل أعوام ..
لذا يجب محاصرة الفريق الكاميروني من البداية وقتاله في كل مكان في الملعب ولقاء اليوم لقاء ميشو قبل اللاعبين لذا نريد فريقا مختلفا في كل شيء عن المباريات السابقة نريد السرعة والانتقال الأسرع من الدفاع للوسط للهجوم وإختيار العناصر التي تملك السرعة وتجيد الإختراق بتركيز من العمق والأطراف .. نريد فريقا بلياقة عالية تسهم في تضييق المساحات علي الخصم وتحرمه من حرية الإستلام والتمرير والمراوغة وتبطل محاولات الإرسال الطويل خلف المدافعين لإستثمار الهجمات المرتدة .. نريد جميع اللاعبين في كامل الجاهزية الفنية والبدنية وفي قمة التركيز ثم التركيز ثم التركيز ثم التركيز.. تركيز في الاستلام .. تركيز في التمرير .. تركيز في الاستخلاص .. تركيز في التهديف من كل المساحات المتاحة داخل الصندوق وخارجه ومن مسافات بعيدة وقريبة ..
تركيز في الابتعاد عن إرتكاب الأخطأ القاتلة في مناطق خطرة يمكن أن تكلف الفريق غاليا .. التركيز في البعد عن الفلسفة والثقة الزائدة واللعب بعقلية إحترافية لأن قطع باص خاطيء من الوسط أو المقدمة يمكن أن يتسبب في هدف لايتوقعه أحد وخسر الهلال تحديدا من الفلسفة والثقة الزائدة كثيرا ..
بداية من حراسة المرمي ممثلة في جمعة جينارو والمعز محجوب ومرورا بسيف مساوي وباري ديمبا والتاج إبراهيم وعبداللطيف بوي وخليفة وأتير توماس وعمر بخيت وعلاء الدين يوسف وإبراهيما توريه وهيثم مصطفي وسادومبا وأتوبونج وبكري المدينة وأمير الربيع وغيرهم من عناصر الفريق الجاهزة لأداء المهمة يتابعكم جمهور الرياضة بصفة عامة وشعب الهلال علي وجه الخصوص ويتوقع أن تكونوا بقدر الثقة والحلم الكبير ..
ومثلما يضع الشعب آماله في أقدام اللاعبين يضع اللاعبين آمالهم في مساندة لاتتوقف وهتاف لاكلل فيه ولاملل من الجمهور .. ويأمل اللاعبين اليوم أن يجدوا بالفعل اللاعب رقم واحد وهو يسبقهم في تأكيد عظمة الفريق بمدرجات مختلفة وشعارات مختلفة وهتافات مختلفة وأزياء موحدة تغطي كل أركان الملعب (المالابس يلبس) .. يوم أزرق من أوله إلي آخره وتتبعه أيام وأيام فمازال المشوار في بدايته ..
اليوم يوم غزل القطن .. يوم الانتقام الكبير .. يوم يجب ان يؤكد فيه نجوم الهلال أنهم كبارا بقيمة النادي الذي يلعبون بشعاره .. وأنهم كبارا بحجم الوضع المميز لهم في الاستوديوهات التحليلية والمواقع والمنتديات الالكترونية .. يوم سيضعهم علي أول خطوة في سلم المجد نحو البطولة الحلم .. يوم سيراقبهم فيه العالم ليتأكد أن قراءات الرهان علي أفضليتهم وتأهلهم ومنافستهم علي اللقب لم تكن خبط عشواء .. ولكن بقراءة دقيقة لكل صغيرة وكبيرة عن الفريق لتكون المحصلة (مرشح للفوز باللقب) ..
فقط ركزوا ولن تندموا ..
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]