اضبط : الطرف (س)

 


 

 

بجانب المواطنين العاديين، رجالا ونساء واطفالا، الذين لفتوا الانظار،اثاروا الدهشة البكر لدى المراقبين، بمشاركتهم في حملة النهب والتدمير الممنهج للمنشأت الاقتصادية خاصة،ومراكز الخدمات، ومن يمكن وصفهم ب"حرامية الصدفة"،اؤلئك الافراد، الذين قدر لهم ان يكونوا حرامية ليوم،دون سابق تصميم،فقط: لان مالا سائبا اعترض طريقهم الي البيت! هناك النهابون والسارقون المحترفون،بمختلف مدارسهم وتياراتهم،(من البسرق ملاية للبسرق ولاية)،اي مجموع عصابات الجريمة المنظمة ،برز هناك، من يمكن تأشيره،وحتى اشعار اخر،كطرف رابع. هو الطرف (س)،افتراضا. العقل المدبر والمخطط الاستراتيجي للسرقات واعمال النهب، والحرق الذي يليها. ويتجلى، كمثال ، في النهب المنهجي لاسواق العاصمة،بمدنها الثلاث، وحرقها.اورد ناشطون في السوشال ميديا ان جمهورا غفيرا تحرك بشكل منظم من السوق الشعبي بامدرمان نحو سوق ليبيا لنهبه.
مع ذلك يمكن ،من خلال الركام والرماد، التمييز بين موجتين للسرقة والنهب. احداهما تتصل بتيار الجريمة التقليدي، بوسائله ومآثره المعروفة. والثاني، تيار وليد متصل بالحرب.له مستهدفاته الخاصة التي تميزه،التي قد لا ترتبط بتحقيق مكسب مادي مباشر،مثل استهداف المركز القومي للبحوث الصناعية، وتشتمل اعماله على حرق الاهداف بعد نهبها،وبعد استباحتها للنهابين الاخرين.
هذا النشاط - الذي لم يشهده السودان من قبل ،ويعبر عن تزاوج وتلاقح بين عدة تيارات اجرامية - الذي ظاهره اجرامي، ربما لا يخلو من دوافع اقتصادية، قد يحركها التنافس بين العاملين في السوق. كما قد لا يخلو من دوافع سياسية ، باعتباره جزء من الحرب، التي هي( امتداد للسياسة ،بطريقة اخرى)، حيث تبدو بعض التعديات وكأنها تصفية حسابات، وامتداد للسياسة وصراعاتها. لقد وفرت الحرب ظروفا مثالية لتفشي الجريمة بكل انواعها، العشوائية والمنظمة، في الوقت الذي عملت فيه الحرب على استيعاب الجريمة بشقيها، ضمن ادواتها، لقهر الشعب واذلاله.
وستكون اعادة اعمار ما خربته ايادي الاجرام، ضمن اولويات الحكومة القادمة، جنبا الى جنب،اعمار ما دمرته الحرب. مثلما سيشكل هذا التطور المذهل للجريمة، تحديا جديا للحكم. وستكون المطالبة بتعويض المواطنين المتضررين من هذه الجريمة، ومعاقبة المجرمين في مقدمة مطالب الناس ومشاغلهم.
قد لا يتوفر في الوقت الحالي تفسير جامع مانع لتشليع جامعة امدرمان الاهلية ،التي بناها اهل العلم قشة، قشة ،ونهبها مواطنون من الجوار،كما قيل،كرسيا.. كرسيا،وتربيزة ..تربيزة. لكن ما من شيطان يستطي

 

آراء