husseinelfaki56@gmail.com
بقلم : حسين الفكي الأمين الإمام
قاضي المحكمة العليا سابقا
كثيرون هم من اسهموا في بناء صرح العدالة الي ان اصبح شامخا في السودان الا انه بسبب الوصول للمعلومة سوف يكون تركيزي علي ذكر ممن كان جهدهم عظيما واجرهم باقيا وذكرهم أثرا طيبا لاسعاد شعب السودان والدول المجاورة. معتمدا علي الله تعالي ومن منطلق ليس من رأي كمن سمع وكذلك معتمدا علي ما نقله إلينا الزملاء في مجال العدالة وممن كان قريبا منهم .كتب اللواء عثمان محمد عبدالله عن القاضي صلاح حسن عبدالرحمن مايلي :_
رجل لا يعرف التعائش مع الأخطاء ولامع الخطايا هادي الطبع مكسوء بالوقار ميال للصمت اكثر من الكلام وحينما نلتقي في داره او اي دار من ديار الأصدقاء بالدوحة كنت غالبا ما اتخذ مقعدي بالقرب منه وفي حضرته كنت أبدو وكأنني تلميذ في الصف الأول وكلما امعنت النظر في وجهه تماثلت في ذهني قضاة محكمة ( اولد بيلي ) اللندنية بشعرهم الأبيض المستعار واروابهم السوداء الباعثة علي الوقار والهيبة والطمأنينة وقد حباه الله بجسم ربعة وسحنة هادئة اقرب الي الجمال منه الي الوسامة وله صوت مفعم بالثقة والرؤية .

ولد في ١٩ أبريل ١٩٢٩م . تخرج في جامعة الخرطوم كلية الحقوق وتزامل مع الراحل مولانا الفاتح عووضة وتزوج مولانا صلاح حسن من الشقيقتين كريمتي السيد عثمان خالد من أعيان ام درمان. عمل بالقضاء في بواكير عام ١٩٦٢م واحيل للتقاعد من دولة قطر . في ٢٠ينائر ٢٠١٠م رحل صلاح حسن الي دار الخلود ووري جثمانه الطاهر في الأرض التي شكلت وجدانه .
واضيف انا مولانا حسين الفكي الأمين الإمام قاضي المحكمة العليا مايلي:_
تعرفت علي القاضي صلاح حسن عبدالرحمن إبان دراستي الجامعية في كلية القانون جامعة الخرطوم وفي قاعة المحاضرات ( قاعة بابكر عبد الحفيظ ) واحببته من خلال دراسة مادة القانون الدستوري خاصة القضية الدستورية المشهورة
( قضية طرد نواب الحزب الشيوعي ) .
حيث صدر قرار من البرلمان السوداني في عام ١٩٦٦م بطرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان ورفع الحزب الشيوعي قضية دستورية حكم فيها القاضي صلاح حسن ببطلان قرار البرلمان السوداني وأمر بعودة النواب الا ان الحكومة ( حكومة السيد الصادق المهدي )
رفضت تنفيذ القرار .فذهب رجل القضاء العدل الي السجن .
وعرفت القاضي صلاح حسن عبدالرحمن من خلال عملي بالسلطة القضائية وحقيقة ادهشتني احكامه الرصينة والسوابق القضائية التي زينت المجلة القضائية الراتبة الربع سنوية فهي تذخر بكتير من احكامه وعباراته الرصينة .
ثم زادت معرفتي به وتوثقت صلتي به وذلك عندما تولي المرحوم البروف حيدر احمد دفع الله رئاسة القضاء في السودان في٢٣ أبريل ٢٠١٤م وفي أثناء طوافه علي أقسام السلطة القضائية ومكاتبها وانا كنت قاضي الاستئناف بالخرطوم وشهدت من البروف حيدر احمد دفع الله عندما ابدي دهشته لما لم يجد اسم مولانا صلاح حسن عبدالرحمن من ضمن الذين تعاقبوا علي رئاسة القضاء
من الاستقلال وحتي لحظة تفقد مولانا حيدر احمد دفع الله رئاسة القضاء في أبريل ٢٠١٤م
.ولم يجد اسمه مدونا من ضمن سلسلة من تولوا القضاء في السودان بعد الاستقلال فامر البروف حيدر احمد دفع الله للتو ان يوضع اسم مولانا صلاح حسن في قائمة رؤساء القضاء الذين تعاقبوا علي الرئاسة ووافق علي ان يدرج اسمه في المجلة القضائية الراتبة الصدور. وقد ذكر لنا مولانا حيدر احمد دفع الله ان مولانا صلاح حسن عبدالرحمن قد تولي رئاسة القضاء في السودان لمدة ثلاثة أيام في عام ١٩٧١م وبذا يكون الخلف قد أنصف السلف الا انني لم أجد لنفاذ قرار البروف حيدر احمد دفع الله في موضوع انصاف مولانا صلاح حسن عبدالرحمن وقال لنا ان مولانا صلاح حسن عبدالرحمن جدير بان تكتب سيرته بمداد الذهب مع الوالدين ممن توصلوا رئاسة القضاء في السودان وادوا مهامهم بكفاءة ودراية كافية.
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم اغفر ذنوب عبادك صلاح حسن عبدالرحمن وحيدر احمد دفع الله ومن توفاهم الله تعالي من القضاة الذين حفظوا الأمانة وادوها بحقها .
اللهم اجعلهم جميعا في الفردوس الاعلي في الجنةواجعلهم وايانا من ورثة جنة النعيم .
والدي اللهم اغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا .
حسين الفكي
٢٦اكتوبر
٢٠٢٥م .
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم