الانتخابات الالمانية : ميركل في ولايتها الرابعة ويضحكون علي موسيفيني وموقابي
بسم الله الرحمن الرحيم
sahdcg@yahoo.com
الآلة الاعلامية الموالية للامبريالية (سيطرة راس المال المالي ) فشلت تماماً في منهجية الاعلام باظهار الايجابي والسالب والموضوعي في الظاهرة .فميركيل ليست الزعيم المنتصر بل انها قائد في موقع الهشاشة .
الواقع يقول ان التدهور والتكلس ومظاهر الانصراف عن الاحزاب التقليدية والتي ظلت تتنافس علي اساليب الحفاظ علي اعلا معدلات ربحية للاحتكارات المالية .واساليب ادعاء العداله المسيحية او الديمقراطية او الاشتراكية ولكن الجمهور يري لون واحد ادي لازدياد الاغنياء غني والفقراء فقراً وبالطبع هذه هي الظروف المثلي لفقدان الثقة في مؤسسة الدولة وبالتالي خوف مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية من تصاعد العنف والاتجاه نحو التغيير الثوري والجذري وبالطبع هذا ليس في صالح الاحتكارات الاتجاه نحو اليمين والنازية والشوفنية مع مكاسب محدودة لليسار بسبب ان اليسار نفسه لايتوجه نحو الطبقات العاملة وصاحبة المصلحة في التغيير بخطاب منظم بل يتجه نحو الاصلاح من اعلا . النتيجة عكست ان حزب ميركل وحزب الاشتراكية الديمقراطيين الذين كسبا الانتخابات الماضية بالحصول علي 67.2%من الاصوا ت حصلا حالياً علي 53.2 % وهذا الفارق ذهب للاحزاب التي تعبر عن قلق المجتمع من حالة الدولة الالمانية سواء في اليمين او اليسار فحصل حزب اليسار الراديكالي علي زيادة تبلغ . 06% وهوحزب يرفض اللامساواه وقد بني دعايته المضادة للحزب الاشتراكي .
اما الخضر فقد زادت حصيلتهم 05% وهو لموقفهم الرافد لاعلان ميركل انها ستزيد الانفاق العسكري الي 2%من الدخل القومي ارضاءً للسيد ترمب .
وبالطبع فان مهادنة اليمين للفئات الاجتماعية الاخري بقانون رد الفعل فان كل فعل نحو التوازن لايصلح حال اليمين الشره فان اليمين الحقيقي يكسب مواقع متقدمة وبالتالي كان نصيب حزب اليمين AFDوهو الذي ينادي بالشوفنية الالمانية النازية ضد المهاجرين فقد كسب 12.6% من الاصوات وبالتالي اصبح الحزب الثالث في المانيا .
ولان الاقتصاد في المانيا متقدم علي نظيراته الاوربية بسبب المهاجرين الذين اعادوا التوازن لسوق العمل فازدهرت الاعمال ورغماً عن ذلك وبدلاً من تقوم الاحتكارات الصناعية العسكرية بقول الحقيقة بانها ترغب في زيادة الاعتمادات المالية للتصنيع الحربي او استيراد الاسلحة اتجهت نحو موضوع الهوية الالمانية مقابل الهجرة . انه التناقض المزمن في دورة راس المال والذي يوظف آلته الاعلامية ليخيف المهاجرين ويجعلهم يرتضون وضع الدونية والاجور الاضعف وفي نفس الوقت تزيد المعروضفي سوق العمالة فيتم تدفق العمال اليدوين والذهنيين وتفقد النقابات هيمنتها علي مبدأالتفاوض الجماعي .
ان التخبط السياسي للنخب تحت ضغط الاحتكارات افقد الامبريالية وقارها السياسي وهو ماكانت تسوق به نفسها للشعوب والدول الصاعدة في اطر التشكيل الاجتماعي المرتبط بالملكية الفردية وتحويل كافة اشكال الملكية الجماعية البدائية للاشكال البرجوازية المنتجة او الطفيلية وصار صراع الاقطاب كماهو الحال دوماً في الصرعات الثانوية في التاريخ صار اكثر دموية في تصفية بعضهاالبعض لتحويل الاموال لقطاع الصناعات الحربية وذلك لانها لاترغب في رصد الاموال لتطوير البحث العلمي لتطوير قطاعات الانتاج التي تقلل من استخدامات الموارد الطبيعية وتتجه مع التغيير المناخي وتطور القوي المنتجه في البلدان الغنية بالموارد الطبيعية لاستخدامها للتصنيع وتطوير بلدانها وهذا مايتعارض مع مصالح الاحتكارات المالية . وبالتالي تعيد استعمار هذه البلدان –انه الموجة الرابعة من الاستعمار .
ولذا فقدت الاحزاب التقليدية القاعدة التمولية والدعائية للاحتكارات والتي اتجهت نحو ايجاد احزاب تصل السلطة ولم يتم علي انشائها عام واحد وهو مايحدث الان في ايطاليا يتقدم هذا الحزب في استطلاعات الرأي العام ليمثل المركز الاول .وقد استولي حزب ماكرون الذي اكمل عامه الاول علي 60% من مقاعد البرلمان الفرنسي .
والحالة الاكثر شذوذاً هي حالة الولايات المتحدة الامريكية التي وضعت بليونير (طفيلي ) علي سدة الرئاسة وليس لديه اي تجربة سياسية واهم انجازته التي يفخر بها انه خصص سبعمائه بليون دولار للصناعات العسكرية . ومعلوم ان اي توسع في مثل هذه الصناعات يعني الاستعداد للحروب للاستيلاء علي الاسواق .
فقدان البوصلة للاحزاب الرأسماليه بيمينها ويسارها جعل مايعرف بالفرد الشعبي شعار المرحلة وهذا ماحدث في هولندا والمجر . ولان الاحتكارات والشركات العابره للحدود هي الافة فان كل هذه البلدان تخرج لتكسير التنظيمات الاقليمية خلقت العولمة الاحتكارية وتعود الرأسمالية للشوفنية الوطنية وهذا يعني ان اليمين الذي اقصي منذ عشرات السنين يعود بقوة وآخر حاجزصد منه ممثلاً في ميركل وماكرون سينهار ليفتح الطريق اما لAFDفي المانيا ولوبن في فرنسا ويعني تدهور في ديمقراطية التعدد الحزبي .
يلاحظ الخبراء ان الانتخابات الالمانية لم تكن تعكس الازمة الالمانية فقط بل ازمة الديمقراطية في الاتحاد الاوربي فقدت الشعوب الاوربية المنضوية في الاتحاد الثقة في ادارة الاتحاد وانكشفت البيروقراطية في مؤسسات الاتحادالتي تعمل لصاح رأس المال الاحتكاري وليس لصالح الشعوب وعلي طريقة (ان لم تصلح فضر ) فان البيروقراطيات وعندما اكتشفت ان نظيرتها داخل الاحزاب قد ترهلت وفشلت في تحريك الشعوب اتجهت نحو صناعة افراد فوق الاحزاب ففرضت علي الاحزاب قيادات بديلة وضعيفة في التجربة السياسية او تتمسك باعادة انتخاب المجربين من القوة اللبرالية التقليدية والتي تتجه نحو الشوفنية الوطنية .
ورغم الادعاء باشراك الشباب الا ان الانتخابات الالمانية سجلت اعلا معدلات عزوف الشباب فقد شارك اقل من 10% من المجموعة العمرية 18-24 في الانتخابات .وعلي الرغم من ذلك فان اغلب الذين صوتوا لم يصوتوا للاحزاب المعادية للنظام الحزبي او الاتحاد الاوربي ممايعني انهم لوكانت هناك حوافز ايجابية لجذب الشباب فهذا يعني اننا لم نكن نسمع بترمب اوماكرون او خروج بريطانيا عن الاتحاد الاوربي .فعزوف الشباب جعل اليمين يكسب والاحزاب موجودة .
وقد لاحظ حزب يسار الوسط في ايطاليا الذي يقود الحكومة حالياً ذلك فاجاز زيادة باكثر من 30% زيادة في منحة العاطلين عن العمل وفي المقابل منح ثلاثين بليون دولار منحة لانقاذ اربعة مصارف من الافلاس .ومافعله انه منح الحزب الجديد المكون باقل من عام زخماً اكبر للدعاية ضد منظومة الاحزاب التقليدية وبالطبع رفع شعارات ضد رأس المال الاحتكاري وحالما يستلم السلطة اما يطبق نفس سياسات اسلافه او يزيد الطين بله بسياسات تزيد من تخبط رأس المال المالي .
نخلص الي ان الرأسمالية في طورها الامبريالي اي سيطرة رأي المال المالي تقف في مفترق الطريق بين ان تستمر باعلان الحرب علي الشعوب عامة وشعوبها خاصة او تنتحر بالحروب انه اعلا درجات التفكك للنظام الامبريالي