البخاري ومسلسل عشم .. عشم باكر !!

 


 

 

 

أري قلمي يسطر كلمات ويمسح البعض الآخر وأنا بصدد التعليق علي مقال الزميل عبد الله البخاري الجعلي بتاريخ ٢٦ يوليو ٢٠١٨م في صحيفة سودانيل والذي تحدث فيه عن موضوعين هما الداء والدواء. بدأ البخاري مقاله بثرد عبرات الأخت السودانية والتي رمت بها نيران الإغتراب في بلاد أصبحت بلاد جباية وجبروت، تلك هي السعودية والتي بعد أن كانت تتشدق بسدانة البيت الحرام وحماية الإسلام والمسلمين. بلاد أصبح لليانكي ورعاة الأبقار نصيب الأسد في خراجها علي يدي مراهق سلطة لا ندري متي سيعيد الأصنام حول الكعبة وفي مضارب القبائل المهدية حتي الآن!!

في الشطر الثاني من المقال تناول الزميل بخاري أحداث وغايات مسلسل عشم والذي عرض مؤخراً علي شاشة الفضائية ٢٤ والذي لا أنكر أنني وبسبب الدراسة لم أستطع متابعة أي من حلقاتة وربما سيكون قريباً ... رأي الزميل بخاري أن الدراما الهادفة هي طريقة قديمة حديثة لحل مشاكل المجتمع السوداني وهي كثيرة وعلي سبيل المثال فيما يخص النظرة للمغترب والتي ببساطة ناجمة عن جهل الداخل السوداني بما يتجرعه المغترب من مرار الإغتراب. و والله إنني أري أن حسبهم الصبر علي الحياة كمواطن ثالث أو رابع في هيكلة المجتمعات العربية والتي نعلم تماماً ميولها للعنصرية ونبذ الآخر بعدما تركها الرسول صلي الله عليه وسلم علي المحجة البيضاء ... فهل أربعة عشرة قرون كفيلة بضياع فضائل الرسالة الخاتمة؟ أترك الجواب لكم أعزائي القراء ...
وأنا أكتب هذه الكلمات إنما أرسل رسالة لكل من في مقدوره تقديم مادة هادفة, جازب, ومستصاغة بمقاييس زماننا .. خصوصاً بعد أن إستحالت المادة الإعلامية علي شاشات السودان إلي التندر والأغاني فقط يتخللها تكبير وتهليل عقب إفتتاح صرح خيري بناه فاعلوا الخير لا الدولة. الي كل من يعمل في الحقل الإعلامي .. الي كل من سيحمل ثوابه أو وذره معه .. وهذه الرسالة إنما هي شكر وعتاب في آن واحد ..
الشكر أولاً علي الإجتهاد في تطويع الإعلام وهو في منظوري السلطة الرابعة والخامسة معاً .. لإدراكي بأن الإعلام الهادف والذي نسطره نحن السودانيون أقدر علي تطوير مجتمعاتنا من أي ماده أخري غريبة المنشأ .. والشكر أيضاً لفريق مسلسل عشم لتطرقهم لمسألة إعادة دمج المستجيرين من الرمضاء بالنار في بلادهم؟؟ ويالها من مهمة شاقة !!! .. وتعلمونهم.
أما العتب وأحسبه عتاب المحب !! فهو علي عدم التقيد بحجاب المرأة والتي هي سودانية ومسلمة ونريدها أن تلعب دوراً أكبر في قادم الأيام .. نريدها أن لا تنسي هدي ديننا وذلك لأن العزة .. كل العزة في إبداء حضارتنا الإسلامية للعالم. أعيش الآن في بلد لا يعير الأديان أي مساحة رغم قيامه بدور حاسم في صياغة العهد الجديد وهو الإنجيل الأكثر جدلاً من بين عديد مجلداته. هذا البلد لديه آله إعلامية ضخمة وكلما تشابكت معها رأيت بين سطورها وكلماتها ولوحاتها إبراز جلي لمعتقداتهم وحضارتهم والرسائل العلاجية التي فصلت بحذر لتلائم المشاكل الخاصة بهم. فمثلاً نحن في السودان لا نريد أن نقنع أحدهم بعدم الإنتحار لأن الحياة جميلة ولأن الدولة قادرة علي حل مشكلاته كائنة من كانت !!!
لا أريد أن أطيل هنا فأنتم تتقاسمون معي كل تلك المبادئ والرؤى ..
رسالة أخيرة لفريق مسلسل عشم .. سيروا في طريق الإبداع لجذب المذيد من المشاهدات عبر أعمال جديدة وسيروا مثل الأطباء تداوون كل علة يمكن أن تلم بمجتمعاتنا .. ولكن بربكم لا تنسوا أن يكون لدين الله نصيب فيما تفعلون .. ولا تنسوا حضارتنا الإسلامية فكم إفتقدناها في بلاد الغرب وشاشاته .. نريدها أصيلةً ومتفردة علي شاشاتنا .. وفقكم الله.


mahmoudhilali@gmail.com

 

آراء