التشجيع العدواني وسط عشاق “المجنونة”
رئيس التحرير: طارق الجزولي
3 March, 2015
3 March, 2015
كلام الناس
noradin@msn.com
*علاقتي برياضة كرة القدم مثل علاقتي بالسياسة - طبعاً لن يصدقني البعض - لكنها الحقيقة، فقد علمتني الصحافة أن أكون على مسافة ضرورية لازمة للحفاظ على المهنية والموضوعية عند تناول شتى المسائل والقضايا المطروحة في الساحة.
*هذا لايعني أن المطلوب من الصحفي أن يكون من قبيلة اللامنتمين كبيرة العضوية بسبب الأجواء الضبابية العامة، بل على العكس فمن حق الصحفي أن ينتمي سياسياً، كما من حقه أن يشجع فريق كرة القدم الذي يحبه، لكنه في جميع الحالات ينبغي ان يكون كالحكم العادل عند ممارسة دوره في الصحافة.
*أكتفي بهذه المقدمة الضرورية كي أدلف لموضوع كلام الناس اليوم الذي خصصته لتناول ظاهرة مقلقة وسط مشجعي كرة القدم، وهناك أحداث كثيرة مؤسفة شهدتها إستادات "المجنونة" في العالم جراء التشجيع الانفعالي الذي يهيج السلوك العدواني.
*نحمد الله أن السودان بحكم طيبة أهله التي مازالت تعشعش داخل وجدانه، من أقل بلدان العالم تأثراً بهوجة التشجيع الانفعالي، عدا حالة واحدة حدثت عقب إنتهاء مباراة بين فريقي مصر والجزائر في امدرمان عام 2010م .
*حتى هذه الأحداث المؤسفة لايمكن حسابها على الانسان السوداني، فقد تداخلت عوامل شحن وشدأعصاب من خارج السودان في محاولة لتعكير الأجواء بين السودان ومصر والجزائر بلا طائل، لكن ذلك لايجعلنا نهمل تناول هذه الظاهرة والعمل على مؤازرة التشجيع الايجابي وسط مشجعي رياضة كرة القدم.
*لا يخفى على المتابعين لمجريات الساحة الرياضية تداعيات حالات التشجيع الانفعالي العدواني خاصة عقب مباريات القمة بين المريخ والهلال، ظهور حالات من التشجيع السالب العدوني وسط بعض المشجعين لايشبه السودانيين ولا الأخلاق الرياضية.
*لانريد هنا إلقاء اللوم على مشجعي فريق كرة قدم دون غيرهم ولا أقلام معينة دون غيرها من الأقلام، لكننا قصدنا التنبيه إلى مزالق خروج البعض من دائرة التشجيع الايجابي المطلوب والوقوع في خانة التشجيع العدواني الذي يثير الفتنة و"يكهرب" الأجواء الرياضية ويفسد حتى فرحة الانتصار.
*تذكرت منظمة "وطن واعد" التي نشطت قبل سنوات لمكافحة التشجيع السالب ودعم التشجيع الايجابي، لأننا أصبحنا في حاجة ماسة لمثل هذه الجهود التي تستحق الدعم والمساندة لمحاصرة مظاهر التشجيع العدواني قبل أن تستفحل.