التكوين السياسي الذي تشكل علي إثر المؤتمر الذي دعت له الحركة الشعبية في مرابطها بجوبا .. تأسست عليه جملة من المفاهيم غير المتسقة وغير المتناغمة لأحزابة المشاركة ، فكل حزب له هواه وليلاه التي يعشق ، وأحيانا تجد أن ثمة رابطاً لم يتم تقنينه بلقاء بين أحزاب الشمال المشاركة بالمؤتمر ، وهي بالأساس (زبدة) ذلك المؤتمر وفق رؤية الحركة ، فوقتها كانت تلك الأحزاب هي العصي التي تلوح بها الحركة في وجه شريكها المؤتمر الوطني لتخويفه ، فالحركة تريد تحقيق ذلك الهدف (إرتعاد أوصال) المؤتمر الوطني وتتمدد في أراضيه بعد تقهقره منها ، و(الأحزاب) ترجع بذاكتنا الي واقعة الاحزاب في عهد الرساله الأولي .. فهي لم تحقق موقفاً سياسياً جيداً يضع في يد (قريش) وقتها كرت تضغط به علي حركة محمد (ص) الواسعة فتأخذ منه بعض التنازلات التي كانت ترجوها ، وذات الصورة والمشهد تكررة أحزاب (الأمه والشعبي والشيوعي والإتحادي المعارض) ، فهم كما أسلفت .. أحزاب لها أجندتها الخاصة ..!! ، نعم هي ربما لم تتح لها فرصة اللقاء فيما بينها علي أرض (بادية الحركة الشعبية .. جوبا) نسبة للعين المسلطة عليهم ، ولكن ثمة إشارات عديدة تجمع بين (أحزاب الشتات تلك) ..!! ، فقد إنقطع بها الإتصال فيما بينها والغرب منذ أمد بعيد ، وهي بلا شك ترغب بمد ذلك الوصال المنقطع ، وبجوبا جاءتها فرصة إمتطاء جواد الحركة (الأعرج) للوصول للغرب لتتحدث معه إنطلاقا من مشاركتها بمؤتمر جوبا حول مفهومها الخاص لكيفية التخلص من (الإنقاذ) وحول الحكم والتطور الديمقراطي ، وهو ما تحقق بزيارة (حسن الترابي) لفرنسا ، فقد عاد الرجل وهو أكثر حماسا بحديثه المشهور في مسيرة الإثنين التي تلخصت بلقاء خطابي بدار الحركة (بالمقرن) ، وحديث الرجل حول الثورة الشعبية المسنودة عسكرياً ..!! ، وكذا بقية الأحزاب ترجو أن تصل بركوبها علي ظهر الحركة ومالها ووجودها بالمجلس الوطني ومجلس الوزراء لأهدافها هي لا اهداف الحركة التي هي بنظرهم مجرد (دابة) تقطع لهم فيافي الوصول للسلطة .. وتريد تلك الأحزاب أن تتبني الحركة وجهة نظرها هي ، وذلك ما خرج به إجتماع المكتب السياسي الذي عقد مؤخراً بجوبا برئاسة (السيد سلفا) ، وخرج بذات الحقيقة وهي أن (أحزاب مؤتمر جوبا تحتمي بالحركة من بطش تعتقد انها ستتعرض له من الوطني ، كما إستفادت الأحزاب أيضا من أموالها وعلاقاتها الدولية) ..!! ، غير أن تلك القوي السياسية التي إستشعرت إنها لن تقوم بمفردها للتأثير علي الساحة السياسية تقف (متنقبه) من خلف الحركة وتؤزها نحو تبني أفكارها والحركة تعلم بوار تلك الأفكار التي أطاحت بحلم السودانيين في الحفاظ علي الديمقراطيات التي مرت به منذ الإستقلال بعودة العسكر مرات متعددة علي خلفية فساد تلك الأفكار وممارستها لإدارة الحكم بلا مسئولية ..!! ، ولكن (أحزاب جوبا) تتكئ علي قدرتها السياسية المتراكمة في العمل السياسي وهي تحمل لافتتها الوحيده (إننا نحمل مقبولية تسويقكم في العالمين العربي والإسلامي) ، آخذه في إعتبارها ضعف الحركة السياسي ورخاوة تجربتها في العمل الجماهيري ، غير أن علي الحركة أن تدرك مصالحها السياسية وإرتباطها بشريكها المؤتمر الوطني لا بأحزاب جوبا ، وهي تري عمليا أن الجلوس للحوار يحقق أكثر مما يحققة الصراخ بالشوارع ..!! ، وثمة خطوة جادة تحققت خلال (الليالي الثلاث) التي إجتمعت فيها مؤسسة الرئاسة .. يتبقي إختبار المسئولية للحركة إزاء ما تم الإتفاق عليه ، وإلا سيكون الإتفاق في حاجة لقائم يركزه من الخلف ، وهذه الركيزه بطبيعة الحال مطلوبة من المؤتمر أكثر من غيره لتثبيت الإتفاق .. حتي لا يخرج غداً (باقان آخر بالحركة) ينقضة في تصريح للإعلام ..!! ، كل ذلك علي الخلفية السابقة الخاصة بحالة الضعف والوهن الذي تعيشة الحركة ، فكونها تسير بدفع أحزاب ليس بينها مع الحركة سوي (فضل الظهر) لتوصيل (أحزاب جوبا) فتركلها بعيداً ، والحالة تلك ياتري من أوجد الحركة في معمعتها ..؟! ، أهي الحركة التي وضعت نفسها في ذلك الموقف أم وضعها الآخرون (المتنقبين) من خلفها في هذا الموقف .. (عراك الشوارع الذي لا يودي لا يجيب) ..!!
Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم