رغم إنه لا يختلف إثنان بأن حكومتنا هي بنت الثوره.. حملتها وهنا على وهن وأرضعتها مبادئ الحريه والسلام... فقامت تحمل ملامحها وتغني نشيدها وتمشي على خطاها... ومثل كل فتاة تبحث عن الرعاية والإرشاد من أب يقبل الأخطاء ويصحح المسار ويرشد الى الصراط المستقيم..أب نشتكي إليه ليعاتب ويقوم... فننظر حولنا عن أب حكومتنا و والدها فيرتد الينا البصر حائرا وهو حسير.. مفجرا تساؤلنا حينها
يحق لنا ان نسأل عن الحكومة بت منو؟؟..
فقد وقفت ق ح ت لتعلن ان حكومتنا لم تشاورها وقد قدمت لهم النصح فأبت.. وتبرأ منها الشيوعيون ملح الأرض وطلبوا تعديلها.. وخاصمها الإمام وأعلن أن عمرها قصير وسيبحث لها عن بديل.. وقام عزيزنا الدقير يعلن فشلها وانه سيخوض مع الخائضين إذا جاء يوم الحساب..
لم يقف أحدا ليعلن أبوته ليقول إنها بنتي وقد خرجت من رحم الثورة وليال طوال من التفاكر والعراك.. وإننا نتحمل شرف بزوغها ونتحمل شذرات أخطائها.. واننا قادرين على تصويبها..
لم نكن نعشق الوهم ولم نعبش على ضلال الخيال بأن حكومتنا ستأتي مبرأة من كل عيب.. وإن لها انامل ميدياس على كل ما تلمسه ينقلب ذهبا يسر الناظرين... وعندما صبرنا على تأخر ولادتها وتعثرها لم نمتعض وكنا ننتظر البشارة من ق ح ت.. فكانوا يملكون تفويض الثوره لغرس بذرة النضال على ارض الواقع حكومة تحمل أحلامنا وملامحنا مربوطة بمشيمة التغيير لرحم الثوره ومنحازة الى ق ح ت والدا يحمي يقدم الدعم والإرشاد .
فتبرد أطرافنا دهشة عندما نرى بنت الثورة وحيدة..يتناوشها الاصدقاء.. بلا أب تنتمي إليه وبدون والدا يرعاها.. رغم ذلك لم تضيع لأنه يحميها أصلها ومنبتها من ان تسير على حل شعرها.. ولكن قد تتشابه عليها الدروب فتدور حول نفسها تعبا تبحث عن ضؤ الامل..
يصرح حمدوك بأنه لم يستلم برامج ق ح ت وتصرح قوى الثوره بأنها قد قدمت كل الدعم والنصح..كأنها تصرح عن فشل تربيتها.. أفلا تعلم ق ح ت إن أي إقرار بالفشل يرجع لها وعليها اولا وأخيرا... هل نست ق ح ت إنهم من جلسوا وقدموا هذه الأسماء...... هي بنتنا نحن من أنجبناها.. رسمت ملامحها ق ح ت وأختارت أسمائها.. ولكن تقسم نسبها بين القبائل فأصبحت بلا أب نشتكي اليه ولا والي يطالبها ان تعدل مسارها إن أخطأت..
إن ق ح ت قد تبرأت من أبوتها عندما قررت ذات ليل و دون رجوع لشعبنا بتأجيل تكوين المجلس التشريعي.. فلا غرو ان نرى بنتا قد قوى عودها وشبت على الطوق وليس على أحد كلمة أو قرار فأصبحت ق ح ت بلا حياء تتبرأ من أبوتها.. وتتحدث عنها كانها جسم غريب ليس لها عليها سلطان ولا رقيب تمتعض من سلوكها وتعلن للملأ إنها لا تستطيع إعادتها لجادة الطريق.
إن الأزمه هي أزمه مؤسسيه حيث تكونت حكومتنا ولم نهتم بدور الأب الذي رميناه عند اول منحنى ففقدنا الأب و الجهاز الرقابي الذي يتابع ويحاسب ويرشد
فلو كان المجلس التشريعي موجودا لكان هو صوت الاب الامر الناهي... لكان الزاجر لبنته اذا لم يعجبه سلوكها في خطتها الاقتصاديه او سياستها تجاه السلام... ولأسمعها صوت الشعب وما كانت لها بد سوى السمع والطاعه.
تركتم المجلس التشريعي صوت الشعب فأصبحت ق ح ت مثل الوالد العاجز الذي يتحسر على سؤ سلوك بنته.. ويصرح في المنابر على امتعاضه.. وعندما نسأله عن عدم تقويمها واعادتها لجادة الطريق.. لا نجد إجابة سوى تمتمة وتلميحات تشكك في أبوته التي لايجرؤ على إنكارها.
فيا ق ح ت تعالوا لكلمة سواء.. إن الحكومة هي بنتكم ومن صلبكم.. فأنتم مسئولين عن نجاحاتها وإخفاقاتها... ولن يغفر لكم إن لم تسمع لكم نصحكم واو تسترشد برؤاكم.. فأنتم من تركتم الحبل على القارب حين أجلتم تكوين المجلس التشريعي.. ففقدت حكومتنا صوت الشارع والجسم الذي يحاسب ويراجع ويراقب.
إن حكومتنا ليسوا ملائكة مبرئين من الخطأ ولن نسبح بحمدهم دون مساءلة ونقد.. لذا فإن المجلس التشريعي هو صوت شعبنا الذي يمثل ركن الثوره وعمودها الذي تستند عليه... يحاسب ويتساءل ويغير السياسات والأشخاص اذا لم تتطابق مع احلام الثوره وتطلعات شعبنا..
ليس عيبا ان تخطئ حكومتنا ولكن علينا الا نترك لها حق ان تحاسب نفسها بنفسها وننتظر منها ايمانا مسيحيا لتأتي مستغفرة إن أخطأت.. لذا رسمنا خطوط مؤسسة تسند حكومتنا دعما ومراقبة ومحاسبة اذا دعى الداعي وقد كان ذلك في المجلس التشريعي الذي وأدته ق ح ت بدون إذن ولا مشورة.. لذا ليس مستغربا ما نحن فيه من واقع نفتقد فيه والدا لحكومتنا يعترف بإنتمائه لها ويتحمل مسئولية الارشاد والتقويم.. ولا نحتاج ان نسمع في كل صباح اصوات تتبرأ من أفعال حكومتنا وتستحي ان تصرح بأنها قد أسقطت أبوتها منذ حين.
أحبتي..
نحن شعب الثوره مازلنا نؤمن إن حكومتنا هي بنت الثوره.. نؤمن إنها تعمل وتسعى لبناء الوطن.. ونعلم من يعمل يخطئ... ولن نتبرأ منها بسبب أخطائها بل تزداد في قلوبنا حبا وتزداد حوجتها لدعمنا وإرشادنا لنعبر المستنقع سويا...نحن أب حكومتنا ونفتخر... ولكن أعطونا دروب التواصل وقننوا لعلاقتنا بحكومتنا.. وأشرعوا في بناء مجلسنا التشريعي بلا محاصصة او تمييز من شرفاء بلادي من لجان المقاومه ومن ملح الارض من خبرتهم دروب النضال ومن علماء بلادي المنتشرين.. لنكون سندا لحكومتنا... ندعمها.. ولا نستحي من نقدها.. ولا نهاب من تغيير رموزها.. ولن نتبرأ منها ولن نطالب بوأدها بإنتخابات مبكره ولن نشرع سكاكيننا في كل منبر..
إن شعبنا يتساءل عن بطء هنا وضعف هناك ولا نبحث عن كبش فداء بل نبحث عن موضع الداء لنتشافى منه... ولن يتحقق ذلك الا بوجود مجلس تشريعي يفرض الشفافيه ويطرح الاسئله الحبيسة في قلوب شعبنا.. يستولد الحلول.. يدعم كل جهد إيجابي ويبحث عن علاج عن مواقع الضعف والخلل.
إن المجلس التشريعي هو الأب الشرعي لحكومتنا وهاديها وحاميها و حلقتنا المفقوده الذي به يكتمل بناء قطار الثوره وبه يصبح شعبنا هو التغيير وتعود للثوره نورها وبريقها الذي به تضئ مرافئ المستقبل الجميل..
مجدي إسحق