الرباعية في اختبار السودان: حدود التأثير الخارجي على الصراع الداخلي”

mody532229@gmail.com
قبل اي شئ يجب ان نعلم تماما إن الطريق نحو الحل لا يمر عبر القصور ولا المؤتمرات المغلقة، بل عبر إرادة جماهيرية منظمة وواعية. الشباب والنساء في السودان اليوم هم القوة الحية القادرة على كسر الحلقة الجهنمية بين الاستبداد والتسوية.
التغيير المطلوب لا يقتصر على إسقاط نظام، بل على تغيير نمط التفكير السياسي والاجتماعي، وبناء حركة شعبية ديمقراطية تضع مصالح الأغلبية في قلب مشروعها ….
اصبح من الواضح جدا انة ليس أمام السودان سوى خيارين: إما البقاء في دوامة الأزمات المتكررة، أو الشروع في بناء مشروع وطني جذري يفتح الطريق نحو الحرية والسلام والعدالة وان العائق الاساسي امام هذا الامر هو الاسلاميين داخل معادلة الحل المفروضين من قبل بورتسودان ….وهذا العائق ظل طوال الخمس سنوات الفائتة حجر عثرة امام التحول المدني الديمقراطي في السودان ….
فالحل لن يأتي من الخارج ولا من النخب، بل من قوى الشعب المنظمة والواعية التي تؤمن بأن الثورة ليست حدثاً عابراً، بل مساراً طويل الأمد لبناء وطن جديد على أنقاض القديم ويجب ان نضع في الاعتبار ان جهود الرباعية بها الكثير من التعقيدات التي قد تؤثر علي فاعليتها في انهاء الازمة ….السعودية مثلا تميل الي حل يضمن استقرار استثماراتها وتامين البحر الاحمر في حين ان امريكا تريد وقف التمدد الروسي ومترددة تجاة الضغط العسكري الامارات تسعي لحماية نفوذها في الغرب وهنا نجد ان التباين الكبير وتضارب المصالح قد يؤثر علي فاعلية الرباعية في التوصل الي حل…. توجد معضلات اخري مثل ضعف الادوات الفعالة مثل النفوذ العسكري الغير موجود لاطراف الرباعية ….الرباعية ليست لديها قوات حفظ سلام او اي سلطة تنفيذية داخل السودان واقصي ما تمتلكة هو العقوبات والضغوط السياسية وهذة الادوات غير كافية لفرض وقف اطلاق النار …. .بعد سقوط الفاشر ان صح الخبر نجد انة اصبح هناك توازن قوي ميداني يوضح ان الحرب لم تصل الي مرحلة استحالة الحسم العسكري للطرفين من ما سيدفع الاطراف للاستمرار ….فكل طرف يعتقد انه قادر علي الحسم من ما يقلل من فرص قبول الهدنة ….يوجد عامل اخير وهو ضعف الثقة في الميسرين بعد فشل محادثات جدة ….كل هذة العوامل قد تضعف فرص النجاح ….
ومن جهة اخري لا نسطيع القول ان الرباعية لن تخرج بخفي حنين لان هنالك عوامل اخري يجب اخذها في الاعتبار كعوامل قد تقود الي حل منها ان الطرفين يخافو من ان يحدث انهار عسكري نتيجة للتكلفة البشرية الهائلة من ما سيدفع الجميع الي الاتجاة نحو الحلول السلمية…. ثانيا وهو العامل الاكثر اهمية في تقديري هو الدور السعودي المهم والمهم جدا في الضغط علي الطرفين ….السعودية تمتلك نفوذا كبيرا علي الجيش والدعم السريع معا وقد تكون الوسيط الاكثر قبولا ….ثالثا تصاعد الازمة الانسانية التي بلغت مدي خطير قد يكون من اهم العوامل المؤثرة التي ستدفع بالوليات المتحدة للضغط بكل السبل المتاحة لوقف الحرب لما تمثلة من تهديد اقليمي ….واخيرا تقاطع المصالح الدولية من تخوفات الولايات المتحدة من التمدد الروسي في البحر الاحمر سيجعلها اكثر جدية

واخيرا يمكن القول انة اذا
نجح وقف اطلاق النار، فسيكون هشًا ومؤقتًا، ما لم يصاحبه مشروع وطني مستقل تقوده القوى المدنية الثورية..

محمد الخليفة

عن محمد الخليفة

محمد الخليفة