السودان أفضل من كل الدول العربية ما عدا دولة عربية واحدة…!

 


 

الطيب الزين
14 February, 2020

 

 

قال الشاعر : لإن كنت محتاجا إلى الحلم إنني إلى الجهل في بعْضِ الأحايين أحوج ولِي فَرسٌ للحلم بالحلم ملجم ولي فرس للجهل بالجهل مسرج فمن رام تقويمي فإني مقوم ومن رام تعويجي فإني معوج .

طلعت علينا في الآونة الأخيرة بعض الأصوات النشاز من بعض الدول العربية وهي تحاول جاهدة التنفيس عن كوامن النفس ومشاعر الإحتقان التي تعيشها لانها تعيش في واقع سياسي لا يسمح لها التعبير عن رايها حتى ولو الخروج في مسيرة سلمية، ناهيك عن مظاهر سياسية تطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية.
شعوب مسلوبة الإرادة تعيش كقطيع . . !
لذلك أقول لهذا النوع من الأصوات، السودان أفضل من كل الدول العربية، ما عدا دولة عربية واحدة، وهي تونس الخضراء، هذه الدولة صغير الحجم، كبيرة الدور وعظيمة التأثير، نكن لها ولشعبها كل الإحترام والتقدير، لأنها أنجبت لنا جيلا يحرق نفسه من أجل حريته وكرامته ، فعلها طارق الطيب محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في جسده 17/ ديسمبر /2010، أمام مقر ولاية سيدي ابو زيد . بعد أن صفعته الشرطية وقالت له أرحل ..
لكن محمد البوعزيزي رفض الإهانة والذل ورحل عن الحياة من أجل كرامته، عندما أشعل النار في نفسه، وتحولت بعد ذلك كلمة الشرطية إلى شعار للثورة التونسية : أرحل أرحل، فرحل بن علي، وعدد من الأنظمة العربية .
ومن تبقى من تلك النظم القمعية عمل على تشويه الربيع العربي، لكن الشعب التونسي العظيم كان أوعى من مؤامراتهم، فحافظ على بلاده ، وعلى ثورته .
وفي ذات الشهر من عام 2018، خرج الثوار والثائرات في بلادي بكل بسالة وجسارة وقاتلوا في الطرقات وفي الجامعات والمدن والقرى والأحياء، خرجوا بصدور عارية وقدموا الشهداء ونزفوا الدماء وتحملوا الأذى والإعتقال والتعذيب والإذلال، لمدة ثمانية أشهر متواصلة ، على مرأى ومسمع العالم، إلى أن حرروا إرادتهم واستعادوا حريتهم وكرامتهم .
لذلك أقول لتلك الأصوات النشاز، نحن لسنا عبيدا، ولا قطيعا مثلكم، نحن أناس أحرار نعرف قيمة الحرية والكرامة الإنسانية، أجدادنا اوروثنا العزة والكرامة، الشاهد هو أن السودان كان الدولة الوحيدة في محيطنا العربي الإفريقي، التي تحررت بالنضال والتضحيات في القرن الثامن عشر 1885 .
والدولة الوحيدة أيضا التي قامت بثلاثة ثورات شعبية ضد الطغيان في التاريخ الحديث في 1864، 1969، 2019.
كل هذه الأحداث تعبر عن عظمة هذا الشعب .
السودان ليس بلدا فقيرا، بل هو من أغنى دول المنطقة بالخيرات والثروات الزراعية التي لا عد ولا حصر لها .
بجانب المعادن: نفط وغاز وذهب ويورنيوم وحديد ونحاس واسمنت ، وفوق هذا وذاك، فيه المياه.
يكفينا فخرا وشرفا أن النيل، هو النهر الذي سيشرب منه أهله الجنة يوم القيامة، يمر بأرضنا.
ما عشناه في الماضي، وما نعانيه اليوم من واقع إقتصادي، ليس لقلة مواردنا وإنما هو بسبب المؤامرات والتدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية التي لا تريد لهذا البلد أن ينعم بالأمن والإستقرار، لأن السودان لو فجر طاقاته وموارده وقدراته سيكون ليس سلة غذاء العالم العربي فحسب ، بل سيكون سلة غذاء العالم، لأن لدينا بعض الموارد غير متوفرة لدى بقية دول العالم الأخرى، ودليلي على ذلك، سلعة الصمغ العربي هذه السلعة تحتاجها مصانع العالم وشركاته لانها تدخل في كل الصناعات، لو زرعنا هذه الشجرة فقط لسدت حاجتنا، ناهيك عن بقية الثروات والخيرات .
السودان أفضل وأغنى من كل الدول العربية. فقط لو ترك في حاله.
اخيرا، تحية خاصة لشعب العراق المرابط في الطرقات من أجل حريته وكرامته.
وباقة ورد لكل الأصدقاء والأحبة في يوم عيد الحب.

eltayeb_hamdan@hotmail.com

 

آراء