الشباب .. من قاموا بالثورة الا يستحقون منا اعتذار؟
melsayigh@gmail.com
مات بهاء الدين وامره ، بالنسبة لنا ، انّهُ بين يدي ربه العلي القدير مثله ومثل الشهيد الاستاذ احمد الخير وبقية شهدائنا بعد ثورتنا التي توهمنا انّهُ بعدها ستتم محاسبة مجرمي الانقاذ حتى يبرُد ( حشا ) الكثيرين ممن تجرّعوا الظلم والتعذيب والقتل والاختفاء حتى إكتشفنا ان كل القتله سينعمون بطول بقاء ، من هم على رأس الحكم ( بيدهم القويه ) او من سيحاكمون بالاعدام كامتصاصٍ لتوتر الشارع حتى تُنسى الجرائم فبجانب قتَلة احمد الخير توجد اماكن شاغره لإنتظارٍ آمن حتى يقضي الله أمراً دنيوياً.
أُقصيَ الدكتور اكرم وأُقصيَ الان دكتور القرّاي وأُخصيت مطالب الثوره واهدافها بواسطة رئيس وزراء لم نعُد نعلم من اتى به وبِطانةً من حولهِ اتى هو بها فضاعت المعالم رجوعاً لحدث المنشأ و صرخة الميلاد.
ازاحت الثوره دكتاتوريه لم نكن ، من شدّة اليأس ، نحلم بزوالها الى ان جعلها الشباب واقعاً فعدنا نحلُمُ . ثلاثين عاماً لم نكن ندري بما يجري حولنا فلم يكن لنا غير السكوت او القتل والاغتصاب والتعذيب.
الآن ها نحن نصمتُ مرّةً اخرى. فبحجم الجُرم في مقتل الشهيد بهاء الدين في أقبيةِ تعذيبٍ جديده تتبعُ ( نائب) رئيس المجلس السيادي نعم (نائب رئيس المجلس السيادي) الذي يحكمنا لم يخرج علينا الاخ رئيس الوزراء او النائب العام او كلاهما في مؤتمر صحفي للتحدث عن هذه الجريمة التي يزيدها (بشاعةً) ما ذكرتُ بعاليه وهو ظرفٌ مُشَدّد في لغة القانون. اين مسؤولية المتبوع عن اعمال التابع التي اقرتها محاكمات نورمبرج وكل المحاكمات الدوليه التي تلت وكل الدول التي تحترم انسانها والتي حلمنا ان تصل دولتنا لمستواها. اكان كثيراً علينا مؤتمر صحفي؟ تكتفي النيابه الان بمن قُدّموا وفي الأثناء صرّحَ منسوبوها بتحويل الامر للمحاكمات ليلحقوا برصفائهم قتلة احمد الخير ويظلوا جميعاً احياءً يُرزقون في ظل العدالةِ العرجاء التي رُزئنا بها وصمتنا ونحنُ نُجرّب المجرّب. مَن قدّمهم الدعم السريع هل سيحاكموا بالقتل العمد وكفى كأي جريمة قتل نتجت عن مشاجره؟ ها نحن نُشر عن لقوات تحمل السلاح في زيها الرسمي لتختطف وتعتقل وتُخفي وتُعَذّب حدّ القتل ويتحرّك مسؤولوها ، الذين فُرضَ علينا وجودهم كحكامٍ لنا ، بكل الحريةِ ولم تستوقف جريمتهم احداً من مسؤولينا ولا نائبِنا العام.
لم يعد لدينا غير الصمت. ثارَ امر اكتشاف مقابر جماعيه في امدرمان ولم يخرج الينا مسؤول حتى انطفأ قنديل الخبر وعدنا الى صمتنا وظلامنا.
ونحن في صمتنا تزيد الاسعار فتستحيل المعيشه ولا احد من المسؤولين يتحدث الينا. ونحن في صمتنا يتم التطبيع مع اسرائيل . نحن في صمتنا يجتمع رئيس الوزراء مع من ثرنا ضدهم ثم يُقَرّر لمصلحتهم. تسرّبَ كل سدنة النظام البائد بأموالنا وبقي الاخرون في جهاز الدوله واجهزة الامن يمدون السنتهم ونحن في صمتنا. تعبت الاقلام الحُرّه ولا حياةَ لمن تنادي.
نحن في إنتظارِ جهاز دوله واضحٌ جداً للكل انه يعمل ُ في تناغُمٍ عسكريوه ومدنيوه وان الجميع هدفهم قتل كل القضايا الساخنه بدمٍ بارد لمصلحة النظام البائد وكل يومٍ يمُر يصطحبُ معه دليلاً إضافيا على صدقِ ما نقول ونحنُ في صمتنا وتبريراتنا الفطيره يعتلي المسرح المزيد من اللاعبين ويتعقّد المشهد يوماً بعد يوم.
الان تعلو اصواتهم بعد ان هَزَمَنا حكامُنا. تعلو إيقاعات رقصهم إحتفاءً بانتصاراتهم الساحقه بمعاونة وبأمر رئيس وزراء الثوره وبمنسوبيهم داخل اجهزة الدوله عسكريين ومدنيين وجهاز امن ( صاغ سليم ) لم يُمَس وبآلاف ضحايا الصالح العام والفصل التعسفي من المؤهّلين خارج الإطار بأمر رئيس الوزراء اتّفاقاً مع المجلس العسكري.
الى كل الذين يرجونَ خيراً من هؤلاء. الى كل من ينتظرون ويحدثون انفسهم بالصبر حتى لا تنهار الانتقاليه اقول ان الانتقاليه قد بدأت الانهيار منذ يوم مولدها ومضت فيه واثقَة الخُطى وقديماً قال اهلنا ( الناجح من عُشّو زوزاي ).