القنوت في قيام رمضان
إمام محمد إمام
10 July, 2014
10 July, 2014
ما زلنا نواصل الحديث عن صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وخصصناها بكل هذه الأحاديث، باعتبارها شعاراً مميزاً ومهماً من شعارات شهر رمضان المعظم. وإن صلاة التراويح اقترنت بشهر رمضان، فهي صلاة تقدمةٍ، إيذاناً بصوم الغد، ولذلك أجاز الجمهور قيامها في الليلة التي يثبت فيها هلال شهر رمضان الكريم. ولما كانت صلاة التراويح عبارة عن مزاوجة مع صيام شهر رمضان، هي أيضاً اقترنت بالقنوت في قيام رمضان.
وقد ذهب أهل العلم في القنوت في الوتر مذاهب هي:
1- يُستحب أن يُقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة، وبه قال مالك، وهناك وجه للشافعية.
2- يُستحب أن يُقنت في النصف الآخر من رمضان المشهور من مذهب الشافعي.
3 – لا قنوت في الوتر، لا في رمضان ولا في غيره.
4 - عدم المداومة على ذلك، بحيث يُقنت ويُترك.
5- عند النوازل وغيرها، متفق عليه.
وقال ابن القيم – يرحمه الله - : ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر- أي قبل الركوع – أو بعده شيء. وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال، إنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر، فقال: ليس يُروى فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة. إلى أن قال والقنوت في الوتر محفوظاً عن عمر وابن مسعود، والرواية عنهما أصح من القنوت في الفجر، والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر أصح من الرواية في قنوت الوتر.
أما صيغة القنوت في رمضان، فأصح ما ورد في الوتر ما رواه أهل السنن عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولهن في الوتر: " اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قْضَيْتَ، إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ". ورُوي عن علي رضي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول في آخر وتره: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المشهور، الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه، وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها، وأن يجهر ويُؤمن من خلفه، وأن يرفع يديه، لكن ينبغي أن يحظر التطويل والسجع والتفصيل، وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة بخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.
=====