المصالحه الوطنية اقرب طريق لوقف الحرب

 


 

 

هذه الحرب يجب ان تتوقف وذلك لن يتحقق الا بتنازلات مؤلمه ووطا علي الجراح وتسامي عن اهواء الانفس والصغائر والمصالح الشخصيه. ذلك لن يتوقر الا بوجود قاده شجعان يمتلكون صفات المسئوليه والكفاءه اللازمة
إن اي ثمن يبذل لحفظ الانفس والاموال والثمرات يتضاءل امام اي مكسب يحققه استمرار العنف وازهاق الارواح وجرائم الحرب وتقويض آمال ومستقبل اطفال وشباب البلاد .
ويتملكك العجب ان هناك من يروج للحرب باعتبار انها ضروره ويروج لنماذج دول حققت نهضه واستقرار بعد الحرب كرواندا والصومال بعد الخروج من حروب اهليه كانما ذلك ثمن يجب ان يدفع لبلوغ النهضه وهو لعمري ثمن باهظ فحفظ الانفس مقدم علي العمران وذلك لا يختلف عن الفتوي المشهوره التي طلبها البشير في امكانية قتل ثلث او ممارسات الخمير الحمر في كمبوديا.
سلوك الحرب ،:
تسلك الحرب سلوك النار في الحرائق كما نشاهد اليوم *حرائق الغابات في دول البحرالمتوسط :
1- تبدا النار صغيره من شرر مستصغر ينتج من احتكاك او من موقع للتخييم او بفعل اطفال اشقياء ثم لا تلبث ان تضطرم وتتسع وكذلك هي الحرب تبدا صغيره ثم تكبر وتتسع ويعجز من اشعلها ان يتحكم بها او بنتائجها او يحدد مواقيت انهائها.
• تتحرك النار ويشتد استعارها حسب اتجاه الرياح وشدتها فلا يمكن التنبؤ بمسارها وكذلك هي الحرب تتدخل عوامل خارجيه كثيره بعيده عن سبب اشتعالها الاساسي لتحركها الي مجالات غير محسوبه.
• تقابل النار مواد قابله للاشتعال اثناء استعارها فتزيد من شدتها وتولد انفجارت كبيره وكذلك الحرب تمر علي الصراعات المكتومه والمفارقات المجتمعيه والتوترات في الدوله فتتخذها وقودا.
• وسط النيران لا توجد مناطق آمنه الكل معرض للخطر وكذلك الحرب كل من ظن انه بعيد منها لا يامن ا ن تطاله.
• آليات الوقايه من الحريق لا تطفئ الحريق وكلما تطاول الزمن صار الاطفاء اصعب واكثر تكلفه وكذلك الحرب اذا اشتعلت تؤرخ لسلوك سياسي ومقاربات مختلفه وحقائق جديده.
• تتوقف النار ذاتيا اذا احرقت كل شئ ولم تجد ما تاكله وكذلك الحرب اذا لم تتوقف احرقت البلا د ومجتمعاتها

2- تلجا اطراف الحرب الي استخدام اسلحة الدمار المجتمعي الشامل التكفير ،التخوين والعنصريه وتستهلك كل المخزون المجتمعي من التعايش،التسامح والاندماج وتعود بالمجتمع القهقري الي انتماءات اوليه متنافره.
3- يحتاج كل طرف لمواصلة القتال الي الاستعانه باطراف اقليميه ودوليه لضمان التمويل والامداد وعمق للاجلاء والاسناد فيصير مرتهنا لها ولمصالحها مجبرا.
4- نشوء تحالفات تكتيكيه سلبيه ناتجه من العداء للآخر لكنها غير قابله للصمود واستتباب الاوضاع في حالة النصر او التفوق الميداني مما يؤدي الي استمرار الصراع والحروب المفترعه وامثلة ذلك كثيره من التاريخ القديم والحديث.
2- قدتظهر انشقاقات عموديه في كلا الطرفين المتحاربين عاجلا ام آجلا بناء علي تقاطعات مناطقيه ،اثنيه او قبليه او دخول اطراف ثالثه مثل استغلال قوات الحركه الشعبيه للاوضاع الحاليه للانفتاح وصولا الي استغراق كامل في الحرب باستمراره كطرف ثالث او حليف لاحد الطرفين وهو مما يعقد الصراع وامكانية التوصل لحلول سلميه.
6- آثار الحرب وانتهاكاتها قد تولد مبررا لاستخدام العنف سيكون هناك رد فعل عنيف بطريقه او باخري من الذين تعرض ذويهم للقتل واموالهم للسلب ومنازلهم للتخريب هذا السلوك قد يكون في شكل التورط في الحرب وحمل السلاح اذا تطاولت او اي سلوك عنفي غير منضبط اذا توقفت الحرب واستؤنفت العمليه السياسيه .
كيف يمكن ان تنتهي الحرب :
توجد مؤشرات علي صعوبة تحقيق اي من الطرفين لنصر سريع:
1- وجود عمق جغرافي لكل من الطرفين يمكنه من الانسحاب وتنظيم الكر والفر سواء كان الجيش والدعم السريع
2- وجود ظهير اقليمي لكل من الطرفين يمكن ان يوفر الدعم
3- تحالف الجيش مع الحركة الاسلاميه يعيق تحقيق اجماع حوله ويوفر للطرف الآخر فرصة المناوره وبيع خدماته في التخلص من الاخوان المسلمين وهي بضاعة رائجه في الاقليم
4- سلوك قوات الدعم السريع الاجرامي وانتهاكاته الواسعه للمدنيين من الاسباب التي اعاقت استغلاله التفوق الميداني في الخرطوم لتسويق نفسه كقوه نظاميه شرعيه تحظي بالاحترام وقد فطن لذلك مؤخرا وقاموا بحملة علاقات عامه لكنها بدائية للغايه
5- يعمل الدعم السريع علي تنظيم جناح سياسي وقد اتخذ خطوات جاده في ذلك لكن اتنبا لها بمصير الحركات المسلحه من انشقاق وصراع بين الميدان والياقات البيضاء وعدم امتلاكه اي كفاءه للعمل في نظام مفتوح باداره مناطق مدنيه تقع تحت سيطرته.وكذلك الاحتفاظ بتماسكه فهو قوة استقطبت الجنود بفضل المرتبات العاليه والجهوزيه وذلك عبر توفر موارد هائله من استغلال وتهريب الذهب وهو ما يعتبر نجاح فى ظل نظام اداري مغلق وذلك امر سيتناقض مع اي سلطه مدنيه هذا فضلا عن القياده الاسريه التي لا تتيح نظام مؤسسي للابدال والترقي الا في اطر دنيا.

الامر الواقع وتوازن القوي اذا استمرت الحرب سيدفع بالامور الي مرحلة التقسيم وهي احتفاظ كل طرف بمنطقة نفوذ جغرافي وشعبي مع وجود مناطق تماس ملتهبه حيث تنتقل العاصمه والجهاز الاداري للحكم الي بورتسودان او مدني وتكثيف عمليات التعبئه والحشد واللجوء الي الوصفه الشريره المجربه منذ الاستعمار البريطاني باللعب علي التناقضات القبليه في اضعاف الدعم السريع رغم عملهم لتلافي ذلك لكن من الصعب النجاة من هذا المصير وتلك الوصفه الشريرة.
التدخل الدولي تحت الفصل السابع يصعب تحقيقه دون وجود اتفاق سياسي عادل غير ذلك لن يكون ذو جدوي ودوننا تجربة نشر قوات دوليه في دارفور وفي العديد من مناطق النزاعات هو عامل مساعد لكنه ليس عصا موسي .
لا شك ان الحل الامثل للمحنه الحاليه لوطننا هي في قيام مبادره وطنيه للمصالحه الوطنيه ،لكن تاريخ السودان في حل النزاعات يعتمد كليا علي الوصاية الاجنبيه لعدم قدرة السودانيين علي انجاز حل سياسي مبني علي اساس العقلانيه ومصالح الشعب الوطنيه العليا.معظم الحلول السودانيه للقضايا عبارة عن مساومات تعتمد علي مساومات جزافيه مرتبطه او لنقل مستمده من تراث الجودية الذي يعتمد علي العلاقات الشخصيه والاجتماعيه في انجاز الحلول.
المبادرات المتعدده تعبر عن الاهتمام بالوضع في السودان لكنها ان لم تتوحد او علي الاقل يتم التنسيق بينها قد تكون معيقه للحل اكثر من دعمها للوصول الي تسويه .لا بد من منبر واحد .
يجب مشاركه كل مكونات المجتمع السوداني في مؤتمر جامع:
_ القوي السياسيه دون استثناء ومنظمات المجتع المدني والنشطاء ولجان المقاومة
_ الحركات المسلحه
القوات المسلحة
_ رموز النظام الاهلي والقبلي
عقبات الحل السلمي ووقف الحرب:
• التركيز علي الصراع الحالي باعتباره نقطه ساخنه واهمال ان اطراف النزاع في السودان متعدده وقد يكون هذا احد اسباب انفتاح الحركه الشعبيه الاخير -انا احارب اذن انا موجود-.
• تعقيد عملية الدمج وتكوين جيش واحد بعد هذه الحرب
• توقف الحرب وبروز ممارسات عنفيه واسعه جراء خطاب الحرب ورد فعل وعمليات انتقام بعد السلب والنهب والتشريد والقتل وانتشار السلاح.
• الانقسام المجتمعي الحاد الذى كان سائدا قبل الحرب وتفاقم بعد الحرب قد يتطاول امد الاستشفاء منها

قوي الحريه والتغيير لها دور كبير في استعاده المسار السياسي فكلما طال امد الحرب تغيرت المعادلات علي الارض بانتشار السلاح وامراء الحرب وستجري مياه كثيره تحت الجسور ولن يكون لها تاثير فعلي في انهاء الحرب وقتذاك ،لذلك لا بد لها من استثمار راس مالها المعنوي والضغط للوصول لاتفاق قبل ان يصبح عمله غير مبرئه للذمه.
مرحليا اعتقد ان مشروع المصالحه الوطنيه الشامله هو اقصر طريق لايقاف الحرب وذلك للٱتي:
1- الاطراف الموجوده علي الارض حاليا هي الجيش باسناد من فلول النظام السابق الذين استعادوا دورهم في المشهد السياسي ولم يشمل التغيير سوي جزء من راس النظام وذلك نتاج اخطاء متعدده في ادارة المشهد الثوري او ربما( حسن ادارتهم) من خلف الكواليس للمشهد ، واستتارهم خلف مشروع جديد بعد اندلاع الحرب الحاليه ،والدعم السريع كطرف ثاني .
التظاهر بانهم غير موجودين سوف يطيل امد الحرب.
2- كل القوى السياسيه الحاليه ليس لها موقف مبدئي من التفاوض مع فلول
النظام السابق الا في اطار المزايدات الثوريه
3- الخطوة الاستراتيجيه هي ايقاف الحرب باي ثمن واستعادة المشهد السياسي لعمل ما تتقنه القوي السياسيه من وسائل الضغط والعمل الجماهيري والشعبي
4- تحقيق الحكم المدني هو الغايه وهو كفيل بتغيير المشهد اذا توقفت الحرب.
5- اي سيناريو يسبب طول امد الحرب هو خساره لكل انسان ،عاقل و وطني له ولاء لشعبه
6- الاستفاده من الاهتمام الدولي الحالي قبل ان تتحول القضيه السودانيه الي قضيه منسيه ويصبح خبر القصف والموت في القنوات الاخباريه عاديا مثل نشرة احوال الطقس.لذلك علينا ان نتخذ المقاربه الاقرب
اعتقد انه يوجد خلاف في ترتيب الاولويات هذا المقال مكتوب علي افتراض ان ايقاف الحرب باي ثمن هو الاولويه وان كل الشرور يمكننا تجاوزها اذا توقفت الحرب مقابل رهان آخر يري في القضاء علي فلول النظام السابق (الكيزان) هو الاولويه باي ثمن هذا الثمن طبعا هو الموت والخراب والتشريد وبضمير مستريح يري ان الكيزان هم من اشعل الحرب وعليهم ان يدفعوا الثمن.المصيبه ان من يدفع الثمن هم ابرياء لا ذنب لهم ولا يمكن اعتبارهم فقط خسائر جانبيه.

يوليو 2023
ammarmohammed2@gmail.com
/////////////////////

 

آراء