(المطمورة) الأمن الغذائي الشعبي أيام زمان !!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
30 September, 2021
30 September, 2021
عندما كانت الذرة هي غالب قوت أهل السودان كانت تزرع بكميات كبيرة في القطاعين المروي والمطري وكان الخير وافرا ولم نسمع بأحد شكا من الجوع والحال للجميع كان مستورا وكانت ربات المنازل هن من يقمن بعمل ( الكسرة ) التي لبت حاجيات الأسرة ووجد فيها الضيوف نصيبهم كاملا غير منقوص وحتي الانعام رتعت لدرجة الشبع من خبزنا المحلي المصنوع بايادي امهاتنا وجداتنا وحتي اخواتنا دخلن في هذا المشروع الوطني للاكتفاء الذاتي وعدم الرضوخ للغير والتذلل لهم من أجل امدادنا بالطعام ونحن نملك التربة الخصبة والسواعد الفتية والماء الزلال يعني طعامنا حلال وعضوي وصحي خالي من التلوث ومن الاضافات غير معروفة المصدر ولا الوجهة !!..
كان كبارنا يفضلون ( الكسرة) ( الرهيفة) منها وغير الرهيفة ويعشقون ( الفتريتة ) بلونها البني الغامق وطعمها السكري الجميل وكانوا يشيحون بوجههم عن الخبز مهما كان نوعه وطعمه وشكله !!..
لم تكن عندنا مطابخ افرنجية علي أحدث المواصفات وارقي المعدات بل كان فخرنا وعشقنا ( التكل ) مطبخنا الوطني البلدي رمز سيادتنا الذي حوي أجهزة الطبخ العادية واهم شيء طبق الكسرة وانت تراه تحس بالطمأنينة وراحة البال ويبتعد عنك شبح الجوع فراسخ واميال !!..
كانت النسوة يذهبن للجزارة لإحضار الطايوق ليمسح به وجه الصاج ليزداد سخونة ومرونة وشفافية ليعطي طرقات الكسرة علي حسب المواصفات .
حياتنا كانت بسيطة ننتج بوسائل محلية إهمها القرقريبة التي أن وجدت يدا حازقة تفعل العجائب وتتري علي الطبق الرقائق البيضاء الشفافة حلوة المذاق والمظهر .
لم تكن هنالك صفوف مذلة يضيع معها الزمن وتهدر فيها الكرامة ورأينا بعد أن كان لنا شأن رقابنا تتطلع ناحية الميناء نرمق بعيون كسيرة واسف وحزن أن كانت الإغاثة الأمريكية من القمح قد وصلت ام لا ؟!
هؤلاء الذين صاروا لكم يدا عليا يمدونكم بالقمح هم أنفسهم الذين نصبوا لكم المصيدة وجعلوكم تهجروا الصاج ( الدوكة ) والقرقريبة والطايوق والطبق بل تهجرون ( التكل ) بكل ماحمل وتشيدون ارقي انواع المطابخ وتاكلون الخبز الفرنسي والخبز المدعوم وغير المدعوم وصارت ميزانية الأسرة معظمها لا يكفي لشراء الرغيف الذي دخل السوق السوداء وتلقفته ايادي السماسرة وجني من بيعه أناس اغتنوا بفحش وبنوا العمارات وركبوا الفارهات !!..
نريد أن نعود لحقيبة الفن ونهجر الغناء الهابط ... نريد أن نعود للكسرة وان تتعلم بناتنا ( العواسة ) بدلا من هذه العواسة السياسية التي أفسدت حياتنا وجعلتنا من الشعوب التائهة والبلدان الفاشلة !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
يأسف لحالنا ونحن نتسول الغذاء وقد كنا نطعم أنفسنا وغيرنا ورأسنا مرفوع !!..
ghamedalneil@gmail.com
////////////////////
كان كبارنا يفضلون ( الكسرة) ( الرهيفة) منها وغير الرهيفة ويعشقون ( الفتريتة ) بلونها البني الغامق وطعمها السكري الجميل وكانوا يشيحون بوجههم عن الخبز مهما كان نوعه وطعمه وشكله !!..
لم تكن عندنا مطابخ افرنجية علي أحدث المواصفات وارقي المعدات بل كان فخرنا وعشقنا ( التكل ) مطبخنا الوطني البلدي رمز سيادتنا الذي حوي أجهزة الطبخ العادية واهم شيء طبق الكسرة وانت تراه تحس بالطمأنينة وراحة البال ويبتعد عنك شبح الجوع فراسخ واميال !!..
كانت النسوة يذهبن للجزارة لإحضار الطايوق ليمسح به وجه الصاج ليزداد سخونة ومرونة وشفافية ليعطي طرقات الكسرة علي حسب المواصفات .
حياتنا كانت بسيطة ننتج بوسائل محلية إهمها القرقريبة التي أن وجدت يدا حازقة تفعل العجائب وتتري علي الطبق الرقائق البيضاء الشفافة حلوة المذاق والمظهر .
لم تكن هنالك صفوف مذلة يضيع معها الزمن وتهدر فيها الكرامة ورأينا بعد أن كان لنا شأن رقابنا تتطلع ناحية الميناء نرمق بعيون كسيرة واسف وحزن أن كانت الإغاثة الأمريكية من القمح قد وصلت ام لا ؟!
هؤلاء الذين صاروا لكم يدا عليا يمدونكم بالقمح هم أنفسهم الذين نصبوا لكم المصيدة وجعلوكم تهجروا الصاج ( الدوكة ) والقرقريبة والطايوق والطبق بل تهجرون ( التكل ) بكل ماحمل وتشيدون ارقي انواع المطابخ وتاكلون الخبز الفرنسي والخبز المدعوم وغير المدعوم وصارت ميزانية الأسرة معظمها لا يكفي لشراء الرغيف الذي دخل السوق السوداء وتلقفته ايادي السماسرة وجني من بيعه أناس اغتنوا بفحش وبنوا العمارات وركبوا الفارهات !!..
نريد أن نعود لحقيبة الفن ونهجر الغناء الهابط ... نريد أن نعود للكسرة وان تتعلم بناتنا ( العواسة ) بدلا من هذه العواسة السياسية التي أفسدت حياتنا وجعلتنا من الشعوب التائهة والبلدان الفاشلة !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
يأسف لحالنا ونحن نتسول الغذاء وقد كنا نطعم أنفسنا وغيرنا ورأسنا مرفوع !!..
ghamedalneil@gmail.com
////////////////////