الممكن والمستحيل فى حل الأزمة السودانية

 


 

 

الممكن والمستحيل فى حل الأزمة السودانية
المقدمة :
بما أن كل حروب العالم قد تم حلها بالحوار على طاولة التفاوض وأن لا حلول سياسية لهذا النزاع الذى طال أمده بدون وقف الحرب التى تتوسع فى كل يوم وإسترشاداً بتجارب الحرب التى جرت فى ليبيريا والصومال وبورندى وغيرها من البلدان الأفريقية وبالرجوع إلى ما تعلمناه من أسس فى العلاقات الدولية حول كيفية فض النزاعات أسمحوا لى بأن أتقدم إليكم بهذا الجهد الإنسانى المتواضع وأطرح عليكم هذه النقاط للمناقشة والتصويب وإكمال الصورة والكمال لله وحده و عسى ولعلى أن أكون قد رميت حجراً صغيراً لتحريك المياه الراكضة فى بركة الأزمة السودانية أملاً كل الخير لبلادنا .
كيف نبدأ :
إننا لا نبدأ من الصفر فى محاولة حل الأزمة السودانية فى حدود الحد الأدنى المتوفر من بداية الطريق و علينا أن نشجع بأن يبدأ حل الأزمة من خلال التفاوض والحوار بين الطرفين المتقاتلين من خلال التوافق على أىٍ من الميادرات المطروحة والإتفاق أولاً على وقف إطلاق النار بصورة جدية وبرقابة دولية قبل الإنتقال إلى عدة مراحل أخرى لإستكمال السعى لحل الأزمة عبر تفاهمات تتم بين الطرفين لوقف الحرب الدائرة .
المرحلة الأولى :
وقف إطلاق النار أولاً والإلتزام الصارم من الطرفين به وهو يتطلب فك الإرتباط الميدانى فى ساحات القتال بين طرفى القتال ونسبة لإنعدام الثقة بين الطرفين المتحاربين ومن خلال تجربة الهدن السابقة غير الناجحة التى تمت فلا بد من وجود قوات أفريقية لضمان عدم تجدد القتال بين الطرفين مرة أخرى .
المرحلة الثانية :
بعد وقف إطلاق النار يجب تشكيل سلطة إنتقالية مدنية خالصة من الكفاءات العلمية المقتدرة ذات الخبرة والمعرفة بعيداً عن الأحزاب والمخاصصات وتبدأ العملية من القمة إلى القاعدة ( المجلس الرئاسى ) ( مجلس الوزراء ) وهناك أهمية قصوى بسرعة تشكيل المجلس التشريعى فوراً وقبل كل شىء والذى يجب أن تمثل فيه كل الولايات وأن يكون تمثيل المرأة والشباب فيه بنسبة 60% كقوة فاعلة للرقابة وضبط الإيقاع الحكومى .
المرحلة الثالثة :
تبدأ عملية الإصلاح الأمنى والعسكرى بصورة متزامنة مع عملية تشكيل السلطة الإنتقالية المدنية لبناء جيش وطنى موحد ذو عقيدة وطنية جديدة بعيداً عن الأحزاب والأيدولوجيات المختلفة على أن يتم خلال تلك الفترة عملية الدمج والتسريح الكامل لكل القوات والجيوش المنتشرة فى جميع أنحاء البلاد وفق المعايير واللوائح والضوابط العسكرية وبضمان ورقابة القوات الأفريقية ( كجسم محايد ) حتى إنتهاء الفترة الإنتقالية وحتى نضمن تماماً عدم قيام الجيش بإنقلاب آخر جديد مثل ما حدث فى 25 إكتوبر 2021 .
المرحلة الرابعة :
يتم فيها قيام المؤتمر الدستورى والتوافق على دستور دائم قبل إنتهاء الفترة الإنتقالية وقيام الإنتخابات بصورة حرة ونزيهة كما يتم تشكيل المفوضيات المختلفة المتخصصة لمعالجة كافة أوجه القصور وبصورة عاجلة من الكفاءات العلمية المقتدرة وأهمها قيام مفوضية الإنتخابات بصورة خاصة وأن يتم القيام بعملية تعداد سكانى تسبق إجراء الأنتخابات العامة .
المرحلة الخامسة :
نسبة للدمار الكبير فى البلاد توجد أهمية قصوى بتشكيل مفوضية خاصة للبناء والتعمير وإعادة البناء على وجه السرعة لإصلاح ما دمرته الحرب من مؤسسات خاصة فى البنية التحتية كافة .
ختام :
لا اقول إن هذه الأفكار قد وصلت إلى الكمال أو إنها الحل الوحيد للمشكلة ولكنها روؤس مواضيع وددت طرحها عليكم و أود أن نتشارك الأفكار والرؤى والحلول من خلال الحوار الموضوعى الهادف والعلمى بعيداً عن التعصب لعلنا نوفق فى نهاية المطاف إلى إيجاد حلول إيجابية توصلنا لحل الأزمة الحالية بصورة جادة والأمر فى الأول والأخر مفتوح ومتروك لكم ومساهماتكم الفكرية ودمتم .

دكتور / عكاشة السيد عكاشة
نيروبى / كينيا
مايو 2024

akashaalsayed@yahoo.com

 

آراء