في كل مناسبة أو منصة تتاح له يصب نافع علي نافع جام غضبه علي المعارضة ويصفها بأقذع الصفات وكان أخر ماقاله نافع أنه يتحدي المعارضة بالحديث عن رفض الشريعة أو أن تفصح عن موقفها الحقيقي من علاقة الدين بالدولة ورغم أننا نعرف مواقف الكثير من قادة المعارضة في هذا الموضوع ولكننا نقول لهم(شن قولكم فيما قاله نافع) !
والموضوع المهم هنا أن قضايا السودان الكبيرة والمركزية تتحول لدي قادة الحزب الحاكم إلي تحديات وعنتريات وكأن المشاكل التي تحيط بالوطن إحاطة السوار غير كافية وأن السودان بحاجة إلي مشاكل جديدة ، المشاكل التي تواجه البلد لن تحل بالتصريحات ولا بالمنابر وبالتهديدات.
والذي يسمع هؤلاء (الناس) يتخيل أنهم يتحدثون عن واقع لانعايشه أو عن وطن لانعرفه ولاعن خطايا تمشي بين الناس وتتناسل وتتكاثر ولا عن مظالم يبصرها الأعمي، علي قادة الحزب الحاكم أن يلقوا علي حريق دارفور وهو يدخل عامه العاشر و وعلي الحرب في النيل الأزرق وجبال النوبةوهي تمضي نحو عامها الثاني دون أن تلوح في الآفق أي بوادر للحل وهناك صراعات داخل أجهزة الحزب في المركز والولايات والجنيه السوداني يترنح أمام الدولار مع حالة عزلة دولية تتزايد يوماً بعد يوم .
ولكن بعض هؤلاء ربما يظنون أن الواقع يتغير بالأماني والرغبات وأن كل المطلوب هو أن يقولوا ( كل شيئ تمام) ثم يغرف أحدهم من بحر العبارات المستهلكة ويقول هؤلاء مع اليهود وأن هؤلاء ضد الشريعة دون تقديم أدني درجة من درجات الإتساق بين القول والفعل ولذلك ليس غريباً أن ينزل أحدهم من المنصة ويقول ( خلاص ضربناهم) والمعارضة ضعيفة وغير مؤثرة و (الشعب معانا). غير أن الأرقام الموثقة والتقارير الدولية و (حال الناس) لاتترك لهم مساحة للقول المفيد والصادق !
وتصبح كل المناسبات الحقيقية والمصطنعة مساحة للكلام المجاني عن إنجازات بلا سيقان وتري بلا عيون ، ونري أن السودان يستورد الغذاء والكساء من الشرق والغرب وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن السودان سوف يستورد الخضروات من الأردن . والأخبار التي تشير لتراجع السودان وتقزمه علي( قفا من يشيل) الصيادلة يتوقفون عن العمل والصيدليات تستعين بمساعدين و ضبط 44 طناً من السلع الفاسدة (منتهية الصلاحية) وقالت حكومة الخرطوم أن الميزانية المخصصة للعلاج المجاني غير كافية... الخ .
يهاجر السودانيون زرافات ووحدانا إلي كل بقاع الدنيا وتسقط الطائرات المدنية والعسكرية ويتطاول ( القلة ) في البنيان وتكثر جرائم الإعتداء علي المال العام ويتزيل السودان القائمة في أكثر من موضوع ويقول هؤلاء ( لومانحنا) السودان في خطر عظيم ونحن لانعرف ماهو الخطر العظيم ولانعرف وصفاً دقيقاً لحالنا وحال البلد ‘ المهم علينا أن نهيئ أنفسنا كل صباح لسماع الوعظ والإرشاد والتهديد (كمان) وأن نمتع أنفسنا بالإنجازات المتوهمة والمتخيلة ( وهو الخيال بقروش).
السودان وبكل تاريخه يخسر كل جولات التفاوض دولة جنوب السودان ثم يقول أحدهم هذه دولة مصنوعة من الزجاج ، يوقع الاتفاق ثم يكتشف أنه اخطأ ويرفض ثم يواقف علي ماهو أسوأ – وهنا تتواري كل الهتافات والتصريحات أمام واقع بائس ولكنه هو الواقع الطبيعي وهكذا يكون التصادم بين الرغبوي والموضوعي عن ( هؤلاء).
hassan berkia [hsn455@hotmail.com]