انقسام في البرلمان حول تصريحات وزير الإعلام

 


 

 


الخرطوم: الجريدة
شهدت جلسة استدعاء لجنة الاتصالات والإعلام بالبرلمان، لوزير الإعلام أحمد بلال عثمان حول تصريحاته الأخيرة المتعلقة بقناة الجزيرة وسد النهضة ودارفور، شهدت انقساماً وصف بالحاد بين نواب المؤتمر الوطني والاتحادي الأصل والإتحادي الديمقراطي بسبب توجيه نواب الوطني انتقادات للوزير.
وهاجم النائب احمد الطيب المكابرابي في تصريحات محدودة أمس، الإسلاميين واتهمهم بالسعي لمحاولة تجيير الموقف الرسمي لمساندة دولة قطر، وذكر المكابرابي أن الاجتماع شهد انقساماً حاداً بين النواب، واستدرك قائلاً (لكن الغلبة للنواب الذين وصفوا كلام وزير الإعلام بالايجابي)، وكشف عن إدانة أغلب النواب لقناة الجزيرة واتهموها بأنها لا تمارس دوراً مهنياً، وأضاف (هذا مثبت في المضابط).
وتابع أن الوزير اعتذر عن تصريحاته، وانتقد التركيز على ذلك، وأردف (مسكوا في كلام الوزير)، واتهم جهات لم يسمها بأنها سعت الى تسويق اعتذاز الوزير كأنه تراجع عن كلامه، وزاد (الوزير تعرض لحملة ضغط وابتزاز مورس عليه)، ولفت الى تفهم النواب لذلك ودفاعهم عنه، واعتبروا أن إبداء وزير الإعلام لرأيه في قناة تعمل بالسودان مسألة طبيعية، وردد (قناة الجزيرة هي ليست قطر أو سفارتها في السودان).
وشكك النائب البرلماني المهندس عبد الرحيم عيسى فيما ذكره المكابرابي عن أن أغلب النواب طالبوا بعدم مساءلة وزير الإعلام، وتمسك بمطالبة كل النواب لوزير الإعلام بتقديم استقالته، وقاطعه المكابرابي قائلاً (إنتو إثنين من المؤتمر الوطني)، وبرر عيسى مطالب نواب الوطني باستقالة الوزير لارتكابه خطأً بتصريحات تتناقض مع خط الحكومة لأنه يمثل نائب رئيس مجلس الوزراء القومي ووزير الإعلام.
ولفت عيسى الى أن بلال ارتكب خطأين الأول لتصريحه لوسائل الاعلام المصرية عن سد النهضة، وذكر (خطنا واضح منذ عامين وهو يعلم ذلك)، والخطأ الثاني مشكلة دول الخليج لجهة ان رأي الحكومة فيها واضح، واعتبر أن موقف الوزير من سد النهضة شوش على الشعب السوداني.


وزير الإعلام: لن أستقيل
رفض وزير الإعلام أحمد بلال تقديم استقالته، وفي الوقت ذاته قدم اعتذاراً أمام البرلمان، على جميع تصريحاته بالقاهرة، في وقت انقسم النواب بين مؤيد للوزير ومعارض ومطالب له بتقديم استقالته.
وقطع الوزير في تصريحات صحفية بالبرلمان أمس، بأنه لن يقدم استقالته (نهائياً)، وتساءل (ما الجرم الذي ارتكبته حتى أقدم استقالتي على أساسه)، واتهم من وصفهم ببعض الحانقين والحاقدين بالوقوف خلف مطالب تقديم استقالته.
ونفى بلال اعلانه لموقف مغاير للموقف الرسمي للحكومة، وقال (تحدثت عن وجهة نظر السودان حول سد النهضة داخل قاعة المؤتمر، ولم اكن منحازاً الى مصر)، وتابع (تحدثت للاعلام المصري حول قضايا تهم السودان ومصر)، وأردف (تصريحاتي حول قناة الجزيرة خارج السياق وليس في الاعلام المصري).
ومن جانبه أعلن رئيس لجنة الإعلام والاتصالات بالبرلمان الطيب مصطفى، قبول البرلمان لاعتزار وزير الإعلام، وقال إن اللجنة استفسرت الوزير عن تصريحاته حول سد النهضة وقناة الجزيرة ونفيه لدعم مصر للمسلحين في دارفور، وقال إن بلال دافع عن نفسه بقوله إن حديثه بتر وإنه لم يؤخذ في سياقه الكامل، ونقل عن بلال أن حديثه عن دعم مصر للمتمردين في دارفور بتر تماماً بل تم تغييره.
وأوضح الطيب مصطفى ان الوزير أشار الى العثور على آليات مصرية شاركت في الهجمات الأخيرة بدارفور، وقال إن بلال أكد للجنة أنه كان يعتقد عندما تحدث انه يعبر عن رأي شخصي، لكن بعد التداول الكثيف مع اعضاء اللجنة وبعد ان بينوا له انه يعبر عن دولة وانه ناطق رسمي باسم الحكومة بصفته وزيراً للاعلام وذهب الى مصر بهذه الصفة ولم يذهب بصفته الشخصية او بصفته رئيساً لحزب سياسي، وانه كان يعبر عن حكومة السودان، قال بصورة واضحة إنه اذا كان حديثه قد ادى الى سوء فهم فإنه يقدم اعتذاراً واضحاً.
ولفت الطيب مصطفى الى أن إقالة الوزير لا تقع ضمن سلطاتهم وتحتاج لإجراءات أخرى، ونوه الى أن تلك التصريحات لها تداعيات اخرى في اطار الخلاف بين موقف الحكومة من دول الحصار وقطر، وردد (لا يفهم أننا منحازون لأي طرف، ولانريد أن نتخذ موقفاً صارماً حتى لا يفهم أننا منحازون).

 

آراء