بات حي بيت المال الاصيل حزينا علي رحيل الإنسان النبيل المحامي سامي طه مصطفي الابن والاخ والصديق

مساء السبت الثالث من مايو اكتظت قاعة العزاء بمسجد السيدة فاطمة الزهراء بالاهل والجيران من حي بيت المال والاحياء المجاورة بل من كل أحياء العاصمة وعموم السودان وهم جميعا رغم حالة الشتات التي يعانون منها بسبب الحرب اللعينة العبثية فقد وقفوا صفا واحدا كلهم يتلقون العزاء في الفقيد الإنسان الجاد الذي يحترم الجميع ويحترمونه بنفس القدر فقد كان سامي طه مصطفي مثالا يحتذى في تحمل المسؤولية في كل خطوة يخطوها يسعي من أجل أن يغرس في فلذات اكباده معاني الاجتهاد والتوفيق ويقف بجانبهم في الصغيرة والكبيرة لأن يكون تحصيلهم الأكاديمي مقرونا بالخلق الرفيع والذوق السليم واحترام مشاعر الآخرين خاصة المعلمين وكان يري كثيرا في مدارس أبنائه متفقدا سيرهم ومراجعا مع إدارة المدرسة وهيئة التدريس تحصيلهم والمتابعة عنده في هذا الصدد كانت مضرب المثل رغم مشغولياته الجسيمة في عمله في سلك المحاماة الذي يتطلب سهرا وتعبا جسمانيا وذهني فرجل القانون لابد له من هيبة وشخصية ومصداقية تجعل المتعاملين معه سواء كان علي المستوي الشخصي أو الرسمي يضعون فيه كامل الثقة ويطمئنون له ونفسهم راضية وقلبهم تجاههه يفيض باوكسحين النقاء والصفاء والألفة والتعاون في تلقائية جميلة وأجواء صافية وشموس ساطعة واقمار بيضاء تتلألأ من شدة الضياء !!..
كل هؤلاء وفدوا للصالة في ذلك المساء الحزين رأيت منهم من جلس صامتا علي كرسيه واضعا كلتا يديه علي رأسه ولعله يستعرض شريط طويل من الذكريات جمعه مع الراحل الغالي الذي رحل في سرعة البرق ومن بين جنبات القاعة انخرط بعضهم في نحيب صامت مكتوم فيه حدة الفقد وعظم المصيبة ومنهم من وجدوا السلوي والعزاء في كل قادم يدخل القاعة ولاتدري من هو المعزي أو من يتقبل العزاء فقد صار الجمع في ذاك اليوم الحزين فريق واحد يتلقون العزاء وقد جعل منهم الراحل أسرة واحدة بمغادرته دنيانا الفانية مثلما ماكان أيقونة أسرية ويدا حانية وروحا سامية طيلة حياته همه أن يكون الخير يمشي بين الناس جميعا في وحدة رائعة تجمع أهل بيت المال كاسرة متماسكة كل أفرادها أهل بل أكثر من أهل.
وعلي المستوي الشخصي كنت أجد كثيرا من الاحترام والأدب والذوق الرفيع من جانبه نحوي واسمع منه العبارات الراقية الجميلة وانا اعتبر أن احترامه لي بهذا القدر الوافي فيه احترام للعلم والمعلمين في كل ربوع بلادنا الحبيبة الطيبة المعطاءة .
رحم الله سبحانه وتعالى فقيدنا الغالي ذاك الشخص النبيل وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا والبركة في الجميع ونخص السيدة حرمه وأبنائه ونترحم كذلك علي شقيقه الأكبر عبدالمنعم ذلك العصامي الذي عاش علي المباديء والتقيد بأخلاق العمل والحرص علي اجمل الصلات مع كل معارفه وقد خلف سيرة عطرة من الإنجازات التي كان يقوم بها في عمله الجامعي من غير ضجة أو إعلان .
الشقيقان عبدالمنعم وسامي طبتم أحياءا وامواتا فلكما الرحمة من عنده سبحانه وتعالى وجزاكما الله خير الجزاء وجعل مستقركما في أعلي عليين و ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

شاهد أيضاً

ذكريات ومذكرات حاج في الزمن الجميل

ذكريات ومذكرات حاج في الزمن الجميل علي المستوي الشخصي والمستوي العام !!.. ( ١ ) …