بيان من رئيس الحركة الوطنية لتحرير السودان بخصوص اغتيال الشهيد خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالي في محكم تنزيله:

(( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))
سوره النساء

((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )) سورة الأحزاب.

((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )) سورة البقره.

بقلوب مكلومة و مليئة بالحزن والأسى ندين بشدة مقتل الرفيق الشهيد القائد/ خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور الذي أغتالته أيادي الغدر والخيانة مساء الأربعاء الموافق 14 يونيو 2023م بمدينة الجنينة.

هنالك ثلاثة جهات أساسية تتحمل مسؤلية إغتيال الشهيد خميس أبكر واستمرار الابادة الجماعيه في دارفور وذلك من خلال حديث المرحوم عن الابادة الجماعيه في مدينة الجنينة في اخر مقابلة له قبل قتله لقناة الحدث

الجهة الاولي المباشرة الاساسية هي قيادات قوات الدعم السريع بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور حسب بيان بعثة الامم المتحدة في السودان يونيتامس ، بيان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بجنيف و بيان وزارة الخارجية الاميركية.

الجهة الثانية هي الجيش السوداني قيادات الفرقة ١٥ مشاه بمدينة الجنينة حيث حماية المدنيين و حماية الشخصيات الدستورية بالولاية من مسئوليات قوات الجيش و القوات النظامية الاخري.

الجهة الثالثة هي اطراف اتفاقية سلام جوبا ممثلة في حاكم اقليم دارفور الذي هو اعلي سلطة دستورية باقليم دارفور. حيث ان اطراف اتفاقية جوبا للسلام مسار دارفور طالبوا بسحب قوات اليوناميد بدارفور، وتشكيل قوات لحماية المدنيين من الجيش و الدعم السريع وقوات الحركات الموقعة ، وذلك لسد فراغ خروج اليوناميد التي كانت تقوم بمهام حماية المدنيين في دارفور . ولم يتم سد ذلك الفراغ عقب خروج اليوناميد بل تم سرقت محتويات اليوناميد و لا زال قتل المدنيين مستمراً في دارفور قبل وبعد توقيع اتفاقية سلام جوبا.

ان اتفاقية جوبا للسلام ٢٠٢٠ لم ينفذ منها سوي بند السلطة الخاص بالمناصب الوزارية لقادة الحركات الموقعة.ظناً منهم إن اتفاقية جوبا 2020ستأتي بالسلام الحقيقي والمستدام في السودان ، والتي بموجبها تم تقلد المناصب الدستورية بما فيهم الشهيد خميس أبكر الذي صار والياً لولاية غرب دارفور وبناء عليه ان اتفاقية جوبا للسلام لم تحقق الامن و السلام في دارفور.

ان اغتيال الشهيد خميس أبكر و التمثيل بجثته هي جريمة حرب مكتملة الاركان و لا يقبلها اي وازع ديني او اخلاقي او انساتي و يجب محاسبة الجناة و تقديمهم الي محاكمات عادلة جنائية دولية لان هذا الاغتيال يعتبر جريمة حرب و ان ملف دارفور لا زال مفتوحاً بمحكمة الجنايات الدولية.

كذلك يجب القاء القبض علي مرتكبي الابادة الجماعيه في دارفور بموجب قرار مجلس الامن الدولي 1593وهم الرئيس المخلوع البشير واخرين و تقديهم الي محكمة الجنايات الدولية بلاهاي.

اما فيما يتعلق بالحرب التي بدأت منذ ١٩٥٥ بسبب مطلب الحكم الفدرالي و التي لا زالت مستمرة و بلغت ذروتها بان وصلت الخرطوم العاصمة المثلثة، علينا كسودانيين وسودانيات بمختلف مكوناتنا السياسية والعسكرية والمدنية والشعبية والدينية، أن نسعي لوقفها اليوم قبل الغد كواجب ديني وطني مقدس. وذلك عبر تطوير الهدن الي وقف دائم لاطلاق النار لتوصيل المساعدات الانسانية وفتح ممرات امنة لحماية المدنيين ومن ثم الجلوس في طاولة عبر مفاوضات سياسية شاملة للوصول لحل سياسي شامل لا يستثني أحداً سوي نظام المؤتمر الوطني الفلول ومناصريهم.

وعليه نناشد كافة الاطراف العسكرية و القوي السياسية المدنية من احزاب و منظمات مجتمع مدني لنبذ الحرب و كافة أشكال الفرقة والشتات والأحقاد والضغائن ونسمو فوق مآسي الماضي ونوقف هذه الحرب ونؤسس لبناء دولة مدنية سودانية فدرالية لا يُقتل فيها أحداً بسبب إنتمائه السياسي أو العرقي أو الديني.

دولة سودانية مدنية فدرالية تكون فيها المواطنة هي الأساس الأوحد لنيل الحقوق وأداء الواجبات. دولة سودانية مدنية فدرالية توقف هذه الحروب التي لا زالت مستمرة منذ ١٩٥٥.

يحي البشير بولاد
رئيس الحركة الوطنية لتحرير السودان.
١٧ يونيو ٢٠٢٣

///////////////////////

 

آراء