بيان من مؤتمر البجا

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر البجا
بيان هام
التحية لشعب البجا وجماهير الشرق الصامدة والمجد والخلود لشهداء  البجا
التحية لشباب البجا الأماجد فى طريق النضال وكل العرفان للرعيل الأول فى مؤتمر البجا العملاق
التحية لشعوب السودان الأصيلة تلكم الأغلبية الحقيقية المقهورة فيما ينعت بالهامش
التحية لكل ثائر على العنصرية والجبروت فى السودان وفى كل مكان.
يتضح جليا لكل صاحب نظرة ان قضية البجا ومشكلات شرق السودان المزمنة  قد تجاوزت مرحلة ما يطلق عليه التهميش بأعتبار ان التهميش هو الوضع هامشا أو التجاهل, وقد يمكن للأنسان النمو والتطور رغم ما يتعرض له من تجاهل - ووصل الامر الى حد التهشيم أو التكسير بمعنى قيام النظام بتخطيط وتصميم وتطوير سياسات خاصة تستهدف البجا والاقليم الشرقى بكل مكوناته (اجتماعيا,اقتصاديا,سياسيا وثقافيا ) - تعمل على تمزيق أوصال المجتمع والجغرافيا وتحور الثقافة البجاوية العريقة الى مسخ مشوه وعقيم وذلك من خلال فتنة المكونات المجتمعية  وتفتيت لحمة النسيج الاجتماعى وضرب الوحدة الادارية والجغرافية لأرض البجا بهدف ضرب وحدة الرأى ومحو الهوية وتوجيه المصير البجاوى نحو الأنقراض ونهب الثروات – حيث قام ويقوم النظام المركزى النخبوى العنصرى فى الخرطوم منذ الاستقلال وباختلاف أقنعته الايدولوجية الزائفة وبتباين مشاربه التى استخدمت فى غالبها العاطفة الدينية والتمييز العنصرى العروبى (رغم ان كل شعوب السودان الأصيلة هم أفارقة رغم الاستلاب, والأفريقانية ماتزال هى هوية الناس والارض والمكان ), فتجد ان كل تلك النظم العنصرية المتعاقبة اختلفت فقط على من منهم يجلس على الكرسى – بينما اتفقوا جميعا على كيفية السيطرة على الأغلبية الفعلية المكبوتة من خلال حشرهم فى قمقم الهامش, مما أدى لأنحصار التغيير فى شكل النظام المركزى بينما تبقى الاقاليم تزداد بؤسا وفقرا ورهقا وتزويبا وعروبة – فأما القبول أو فهى المذابح والابادة والسجون.
عليه نجد فى مؤتمراً البجا ان كل قضايا الأقاليم والشعوب السودانية والأزمات القائمة ليست نابعة من ذاتها بقدر ماهى مترتبات وانعكاسات صارخة للأزمة المركزية المعروفة - ما يجعل  من الحلول الجزئية أو الأقاليمية  والاتفاقات الثنائية مجرد عملية كسب وقت للكيان العنصرى فى المركز وتعمق الأزمات والثقوب فى جدار الوطن المهدد  بالزوال, وتزيد من ميادين الاشتجار بين الأخوة وتبدد الموارد وتطيل من عمر النظام العنصرى القائم – مما يجعل من العمل الموحد والمشترك لكل الحركات والتنظيمات وقوى ما ينعت بالهامش للاطاحة بالنظام العنصرى كممثل لأشكال المركزية العنصرية متعددة الوجوه – أمرا حتميا ومصيريا وملحا.


عليه يؤكد مؤتمر البجا الأتى :-
1-    عدم جدوى الحلول الجزئية والأقاليمية والثنائية ولا حل لقضايا البلاد الا بعد اسقاط هذا النظام العنصرى المتطرف, ولا حل سوى الحل ألشامل للمشكل السودانى وما سوى ذلك من حلول يعنى تمزيق الوطن.
2-    يعلن مؤتمر البجا موقفه الواضح والصريح فى عدم دعمه لأى شكل من واجهات المركزية النخبوية التى تعمل على استصحاب قضايا البجا والاقاليم الاخرى كبرنامج للكسب السياسى الرخيص وتمارس الوصايا على ما تسميه الهامش - نسبة لانعدام الطرح الواضح والمقنع لدى تلك الواجهات – حكومات كانت او أحزاب سياسية – وعليه تعلن قيادة مؤتمر البجا خروجها عن الجبهة السودانية للتغيير ومؤسساتها استنادا على كل ما ورد أعلاه ولضرورة المرحلة , فقد ان لنا أن نرفض الوصايا ونعمل على حقوقنا بلا وكالة من أحد.
3-    تعلن قيادة مؤتمر البجا بداية مرحلة جديدة من العمل والنضال والحرب الضروس لانتزاع الحقوق من خلال العمل المشترك مع كل شعوب السودان المضطهدة  وحركاته الثورية المناضلة المثابرة, ويضع مؤتمر البجا يده مع أخوانه فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق وفى أقصى الشمال وكل المظلومين على امتداد الوطن بعد تقييم شامل للفترة الماضية واعادة الترتيب فى مكاتب الأقاليم بما يتوافق وخصوصية المرحلة - فقد ان الأوان لتنتهى حقبة سيطرة الأقلية ولنضع حدا للعنصرية ولنفتك من التبعية الى أفق الذات الرحب.
واذ يعلن مؤتمر البجا اهتمامه الخاص بضرورة قيادة الشباب للمرحلة القادمة فهو يعلن دخول مرحلة جديدة ستصدأ فيها الألسن وتتكلم فيها الأفعال – فقد ان لمؤتمر البجا أن يحقق الذات والاستقلال والعمل من خلال هويته لبناء دولة المواطنة والعدالة, مع تثبيت حق تقرير المصير كحق مشروع لكل الشعوب . واذ نبشر قواعدنا بنصر قريب جدا فنحن نوجه أيضا بنشر روح التأخى بين كل البجا والعمل على تكسير كل السياسات العنصرية التى مكنت النظام العنصرى من تفتيتنا وأن لا نعادى بعضنا  بعضا مهما كلف الأمر وأن ندخر شدتنا للعدو الحقيقى وأن نضع أيدينا مع كل اخواننا فى دارفور وما ينعت بالهامش لتحقيق الذات السودانية الأصيلة – سودان الأغلبية الحقة وعدم رفض الأخرين فليس من العدل استبدال عنصرية مكان أخرى , وحتما نعلن انها ستكون بداية جديدة للوطن القديم.



سيد على أبو امنة محمد
الأمين العام لمؤتمر البجا
27/8/2011

 

آراء