تنبيه من الشباب إلى أولي الأمر
كلام الناس
*أكتب إليك وأنا عاتب عليك إهمالك قضايا الشباب، فأنت تهتم بقضايا الشابات ولا تنسى تناول قضايا أبناء جيلكم من الكبار في انحياز واضح لهم.
*اعلم أن المشاكل الأسرية والعاطفية متداخلة وأنه لا يمكن الفصل بين مشاكل الشابات عن مشاكل الشباب، كما أن مشاكل جيلكم تستحق التناول أيضاً؛ لأنني أدرك أثر التوترات الأسرية والعاطفية في مجمل حياة الإنسان و محيطه العام.
*لكنني قصدت تنبيهك - ومعذرة لهذا التطاول - لتناول مشاكل الشباب المستعصية التي جعلتهم يسعون للهجرة خارج البلاد للبحث عن سبل رزق تعينهم على إكمال مشروعاتهم الأسرية، أو تلبية حاجات أسرهم الممتدة التي ألقيت على عاتقهم مسؤوليتها.
*هكذا جاءت رسالة (ا . م) من عطبرة مشحونة بالعتاب قبل أن يدخل في سرد مشكلته التي لا تختلف كثيراً عن مشاكل غالب الشباب الذين أغلقت أمامهم أبواب الأمل بعد أن تخرجوا في الجامعات والمعاهد العليا، لكنهم لم يجدوا من يأخذ بيدهم لتحقيق تطلعاتهم في حياة كريمة معافاة.
*قال (ا . م) إنه في العقد الثالث من العمر وعلى وشك الدخول في العقد الرابع، تخرج في عام 2005، وظل منذ ذلك الوقت يطرق كل الأبواب المغلقة بحثاً عن فرصة عمل، ولكنه لم يوفق.. كان قد وجد (نصفه الآخر) وهو في الجامعة، وبدأت بينهما علاقة كان يأمل أن تنتهي نهاية طبيعية بالزواج منها، لكنها أُختطفت منه قبل أن يتخرجا.
*صارحته بالظروف التي اضطرتها لقبول (الآخر)، تفهم ظروفها وقدر موقفها، وهو يدفن أحزانه مع حلمه الذي فقده قبل أن يتحقق، وظل منكفئا على نفسه وهو يبتعد عن (الأخريات)، لأنه يعرف أن وضعه لن يمكنه - حتى إن وجد ضالته من جديد - من إكمال مراسم الزواج، هذا إذا استطاع (فتح خشمه)!!.
*ختم ا. م رسالته قائلا: اعلم أنك لن تستطيع مساعدتي، لكنني قصدت إشراكك وعبرك كل أولي الأمر الذين لا يكادون يحسون بوجودنا بينهم ، لكي يبحثوا معنا عن معالجات عملية لما نعانيه من بطالة وضياع وضيق فرص العمل، بدلاً من تركنا هكذا نضيع من بين أيديهم، وهم يدفعوننا دفعاً للخروج من البلاد (بلا عودة)؛ لكي نواجه وحدنا مخاطر الهجرة الإنسانية والأخلاقية والنفسية.
*هكذا ختم ا. م رسالته الأهم التي بعث عبرها - إشارة تنبيه - إلى أولي الأمر في عليائهم، الذين غرقوا في خلافاتهم المتطاولة بلا طائل، وتركوا جيل المستقبل يغرق في بحر الإهمال والضياع.
نورالدين مدنى [noradin@msn.com]