تواصل الاشتباكات في السودان رغم الهدنة والصين ترسل سفنا حربية لإجلاء رعاياها

 


 

 

فرانس24
اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم، رغم هدنة أبدى الجيش استعداده لتمديدها، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات، في خطوة لإيقاف المعارك التي تسببت بمقتل 512 شخصا على الأقل وإصابة نحو 4200 آخرين. يأتي ذلك بالتزامن مع إرسال الصين عدة سفن حربية لإجلاء نحو 1500 من رعاياها يعيشون بالسودان، وكذلك مواصلة دول عربية وغربية الأربعاء، عمليات الإجلاء لمواطنيها من البلد الغارق في الفوضى.

في تقويض لهدنة في الصراع المستمر منذ 11 يوما، أبدى الجيش استعداده لتمديدها، دارت الأربعاء اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم.

وقال الجيش في وقت متأخر الأربعاء، إن قائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.

ووافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في وقت سابق على وقف لإطلاق النار لمدة 3 أيام، كان من المقرر أن ينتهي في وقت متأخر من مساء الخميس. ولم يصدر على الفور رد من قوات الدعم السريع على الاقتراح المقدم من الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، وهي تكتل لدول شرق أفريقيا.

وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة، وإجراء محادثات بين الطرفين.

وجاء في بيان الجيش، أن البرهان أبدى "موافقته المبدئية على ذلك، وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية".

وقال مراسل لرويترز، إن بعضا من أعنف المعارك الأربعاء دارت في أم درمان المتاخمة للخرطوم، حيث تصدى الجيش لتعزيزات قوات الدعم السريع التي جاءت من مناطق أخرى في السودان. وسمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية في المساء.

وفي الخرطوم، التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون، مع انتشار عصابات السلب والنهب.

وتسببت الضربات الجوية والقصف المدفعي في مقتل 512 شخصا على الأقل، وإصابة نحو 4200 آخرين، وتدمير مستشفيات، والحد من توزيع المواد الغذائية في الدولة الشاسعة، التي يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية.

إجلاء الرعايا الصينيين

فيما أعلنت وزارة الدفاع الصينية الخميس أن بكين أرسلت سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على مغادرة هذا البلد الغارق في الفوضى والقتال. وتسعى دول عدة إلى إجلاء مواطنيها عن طريق البحر أو الجو أو البر.

وتكثفت العمليات هذا الأسبوع مع بدء سريان وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة الثلاثاء. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي في بيان الخميس إن "تدهور الوضع الأمني في السودان مستمر". وأضاف "من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين الصينيين" أرسلت البحرية الصينية الأربعاء سفنا "لاستعادة وإجلاء" الرعايا الصينيين من الدولة الإفريقية.

وأعلنت بكين الإثنين أنها أجلت مجموعة أولى من مواطنيها وقدرت عدد الصينيين الذين كانوا يعيشون في السودان قبل بدء المعارك بنحو 1500 شخص. وتقول الصين إنها أكبر شريك تجاري للسودان وإن أكثر من 130 شركة صينية كانت توظف استثمارات وتعمل هناك في منتصف 2022.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قد صرحت الأربعاء أنه سيتم إجلاء نحو 800 صيني من الدولة الأفريقية عن طريق البحر بين 25 و27 نيسان/أبريل. وأضافت أن أكثر من 300 آخرين سافروا برا إلى دول مجاورة.

فرنسا تواصل عمليات الإجلاء وبريطانيا تدعو رعاياها لسرعة المغادرة

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس إن باريس أجلت المزيد من الأشخاص من السودان، مضيفة أن من تم إجلاؤهم شملوا أيضا مواطنين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد.وأضافت الوزارة أن فرنسا أجلت حتى الآن 936 شخصا من السودان.

بينما قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن بريطانيا قد لا تكون قادرة على مواصلة إجلاء مواطنيها في السودان عندما ينتهي وقف إطلاق النار، وهو أمرمن المقرر حدوثه في وقت لاحق اليوم الخميس.وأكد أن عليهم محاولة الوصول على الفور للرحلات الجوية البريطانية التي تغادر البلاد.وقال لشبكة سكاي نيوز "يتعين التحرك الآن لأنه عندما ينتهي وقف إطلاق النار، فإن قدرتي على إعطاء الضمانات المحدودة التي يمكنني تقديمها حاليا قد تتلاشى وقد لا نتمكن من الإجلاء".

نحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 16% فقط من المرافق الصحية في المدينة لا تزال تعمل، وتوقعت وقوع "عدد كبير آخر من الوفيات"؛ بسبب المرض ونقص الغذاء والماء والخدمات الطبية.

وجاء في بيانات جديدة للأمم المتحدة الأربعاء، أن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد قد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي ما زالت تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

ودفعت الأزمة بأعداد متزايدة من اللاجئين نحو عبور حدود السودان، وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.

ووصف أجانب تم إجلاؤهم من الخرطوم الوضع هناك، قائلين إن الجثث تتناثر في الشوارع، والمباني تحترق، وثمة مناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال، بالإضافة إلى شبان يتجولون بأسلحة بيضاء كبيرة.

وقال البيت الأبيض إن أمريكيا ثانيا لقي حتفه هناك.

البشير ومسؤولون من نظامه السابق
وتخشى الجماعات المدنية من أن يمكن العنف الجيش من إحكام قبضته، وإحياء نفوذ الموالين للبشير.

وأذكى الجيش هذه المخاوف بتأكيده نقل البشير (79 عاما)، الذي تمت الإطاحة به في عام 2019، من سجن كوبر بالخرطوم إلى مستشفى عسكري، مع 5 على الأقل من مسؤولي نظامه السابق، قبل اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان.

وفي مطلع هذا الأسبوع، تم إطلاق سراح آلاف السجناء من السجن، بمن فيهم وزير سابق في حكومة البشير مطلوب مثله من المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب.

وانتهى عهد البشير الذي دام ثلاثة عقود بانتفاضة شعبية قبل أربعة أعوام. وأودع البشير السجن باتهامات تتعلق بانقلاب 1989 الذي صعد به إلى السلطة، وتخلل وجوده في السجن فترات قضاها في المستشفى.

وقالت قوى الحرية والتغيير، وهي جماعة سياسية تقود خطة مدعومة دوليا لانتقال السودان إلى الحكم المدني: "هذه الحرب التي أشعلها النظام البائد ستقود البلاد إلى الانهيار".

فرانس24/ رويترز/أ ف ب
////////////////////////

 

آراء