توسّع رقعة المعارك إلى مدينتين كبيرتين إحداهما تأوي أكثر من 600 ألف لاجئ

 


 

 

أفاد سكان بأن نطاق الحرب الجارية في السودان قد توسع ليشمل مدينتين كبيرتين وهما الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الفاشر، وعاصمة ولاية غرب كردفان الفولة. وكانت المعارك قد توقفت في الفاشر التي لجأ إليها السكان هربا من فظاعات الحرب. ويعتقد مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأمريكية أن الفاشر أصبحت أكبر تجمع للنازحين المدنيين بعد أن لجأ إليها 600 ألف لاجئ.

فرانس24

تمدد نطاق الحرب الدائرة السودان منذ أكثر من أربعة أشهر مع بلوغ المعارك مدينتين كبريتين هما الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، وفق ما أفاد سكان الجمعة.

وقال سكان إن أعمال العنف اندلعت مجددا في وقت متأخر الخميس، وأفاد أحدهم عن سماع دوي "معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة".

ولئن توقفت المعارك في الفاشر منذ حوالي شهرين إلا أن الأوضاع اليوم أصبحت مثيرة للقلق. حيث إن العديد من العائلات لجأت إلى المنطقة هربا من عمليات النهب والاغتصاب والقصف والإعدامات خارج نطاق القضاء الجارية في باقي أنحاء دارفور.

في هذا الشأن، قال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأمريكية ناتانيال ريموند "إنه أكبر تجمع لنازحين مدنيين مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر".

وسبق أن شهد إقليم دارفور حربا ضارية عام 2003 وتحذر المحكمة الجنائية الدولية التي تتحدث عن "إبادة جماعية" في ذلك الحين، من تكرار التاريخ.

مجازر بحق المدنيين وهجمات عرقية
كما أفاد شهود عن أعمال قتالية في الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان المحاذية لدارفور. وامتدّ النزاع بالفعل إلى ولاية شمال كردفان التي تعد مركزا للتجارة والنقل بين الخرطوم وأجزاء من جنوب وغرب السودان.

وأفادت مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور عن مجازر ارتُكبت بحق المدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها خصوصا قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية عربية متحالفة معها.

وهرب كثيرون عبر الحدود الغربية إلى تشاد المجاورة بينما لجأ آخرون إلى أجزاء أخرى من دارفور حيث تنظر المحكمة الجنائية الدولية في شبهات مرتبطة بارتكاب جرائم حرب.

لطالما كانت المنطقة مسرحا لمعارك دامية منذ اندلعت حرب 2003 هاجم خلالها عناصر مليشيا الجنجويد التي سبقت تشكّل قوات الدعم السريع، متمردين من أقليات عرقية. وتركّزت المعارك في النزاع الأخير في الجنينة عاصمة غرب دارفور، حيث تشتبه الأمم المتحدة بأن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت.

وكانت نيالا، ثاني مدن السودان وعاصمة ولاية جنوب دارفور، مركزا للمعارك الأخيرة فيما أفادت تقارير عن فرار آلاف السكان. والخميس، حضّت الولايات المتحدة الخميس طرفي النزاع على "وقف القتال الذي تجدد في نيالا.. ومناطق أخرى مأهولة بالسكان، ما تسبب بالموت والدمار".

وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: "نشعر بالقلق خصوصا من التقارير عن قصف عشوائي ينفّذه الطرفان". مضيفا: "في كل يوم يتواصل فيه هذا النزاع العبثي، يُقتل المزيد من المدنيين ويصابون ويتركون من دون منازل وطعام ومصادر رزق".

في الأثناء، قال أحد سكان الفولة إن عناصر "الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع وأُحرقت خلال المعارك مقار حكومية". ولفت شاهد آخر في الفولة إلى "عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة"، مؤكدا "سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال".

أربعة أشهر من المعارك و3900 قتيل على الأقل
وِاندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/أبريل، وتركزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية وأسفرت حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقل. ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد، بينما عبر نحو مليون شخص الحدود إلى دول مجاورة بحسب أحدث أرقام منظمة الهجرة الدولية.

كذلك، أكد مسؤولو 20 منظمة إنسانية دولية في بيان الثلاثاء أن "المجتمع الدولي ليس لديه أي عذر" لتأخره في تخفيف معاناة سكان السودان. وقالوا إن نداءين لمساعدة نحو 19 مليون سوداني حصلا على تمويل "يزيد قليلا على 27 بالمئة. هناك حاجة لتغيير هذا الوضع".

وأشار الموقّعون على البيان إلى أن أكثر من 14 مليون طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية بينما فر أربعة ملايين شخص من القتال، سواء داخل السودان و كلاجئين في بلدان مجاورة.

ومع قدوم موسم الأمطار في حزيران/يونيو، تضاعفت مخاطر انتشار الأوبئة بينما تحمل الأضرار التي لحقت بالمحاصيل خطر مفاقمة انعدام الأمن الغذائي.

وأعربت الأمم المتحدة خصوصا عن قلقها حيال مصير النساء والفتيات في ظل "انتشار صادم لأعمال عنف جنسي تشمل الاغتصاب". وقالت ليلى بكر من صندوق الأمم المتحدة للسكان "شهدنا ازديادا في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900 في المئة في مناطق النزاع. تواجه تلك النساء خطرا كبيرا جدا".

فرانس24/ أ ف ب

 

آراء