جنة بلا حور
14 December, 2009
تخرج صحف الصباح في كامل زينتها بعد ان اغتسلت فجرا من زيوت المطابع وتعطرت بأجمل الحروف ومضت في الشوارع تراقب المارة في زهو وخيلاء حتى تصل المكتبات وترقد على الأرفف راضية عن نفسها وترقد اخرى على الرصيف راضية بقسمتها.
صحافة اليوم بالحبر الأزرق منها والأحمر اجتهدت حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس في حمل المفيد وما هو جديد من اخبار الهلال والمريخ وسعت لتقدم لجماهير الفرقتين المتاح وغير المتاح عن فرقة جمال وفرقة صلاح.
أصحاب القلم عبأوا السطور بمداد الحماس والإثارة وبث روح الفوز كلٌ على قدر طاقته.
تتفاعل الجماهير (مع كل ما يُكتب) قدحا في الخصم او مدحا في الحبيب (تخميس) فمن الكتابات ما يترك اثرا وسط المدرجات ومنها ما يترك اثرا داخل المستطيل الاخضر او على المقصورة ومن الكتابات من تمر عليه العيون اسرع من مرور سادومبا بين سفاري والباشا.
فتكون الصحافة قد قامت بواجبها ودفعت الناس كل الناس بمن فيهم (شريكي الحكم) إلى الذهاب لاستاد الخرطوم او الجلوس أمام الشاشة نجدهم اما متابعين لاحداثها او منشغلين بها وعنها.
هلال مريخ في السودان (ابو الأحداث) وفيلم جذاب ومثير تمتلئ فيه (قاعة الوطن) بالحضور الكثيف وتبقى الطيور المهاجرة متشبثة بأطراف الأقمار الصناعية ترصد كل رقصة وشبال كل انة وضحكة وكل همس او صراخ.
في الإطار العام اهمية المباراة لا يغفلها احد في القبيلتين ولكن في الإطار الازرق فمباراة اليوم تختلف عن سابقاتها فهي مباراة رد الاعتبار والفوز فيها يعيد الهلال إلى مربع الثقة في النفس والطمأنينة على فريق لا يتهدده سيف الشطب كما يتهدد جاره الاحمر وفريق مقبل على بطولة عود الناس ان يمضي فيها إلى مراحلها المتقدمة مع كبار القارة.
مباراة اليوم هي نقطة الانطلاق للموج الازرق نحو موسم تحضر امامه فيه فرق افريكا سبورت والاسماعيلي والترجي والأهلي والنجم الساحلي (اوزان ثقيلة) تتطلب استعدادا بنفس الوزن.
مباراة اليوم يا لاعبي الهلال مرفوض فيها حتى التعادل وحسم الأمر لصالحكم من (ضربات الجزاء) نريدها بتفوق في الأداء والنتيجة حتى نغلق الباب على (شماتة الوصيفاب) وحتى تصبح علينا الثلاثاء وسماسرة التسجيلات بلا مهنة والصحف الحمراء مدثرة بالسواد مزملة بالوجع مربوطة كلها بعمامة همد مرمية في زاوية الاسى والنحيب ومزيكا حزينة تضرب ما لاقيه حد يرقص.
الحرب النفسية التي فجرها الأرباب وسط مضارب القبيلة الحمراء نريد ان تحصد غنائمها ونتفرغ للتسجيلات والتي إن تحقق النصر ستأتي هادية ووفق ما خطط لها بعيدا عن الانفعال والمزايدة فكشف الهلال لا يحتمل ان يسرح فيه المقص ولولا ضرورة التجديد وضخ دماء جديدة لكان الشطب محدودا يكاد لا يُرى.
كشف المريخ هو الذي يسمح للمقص باجتثاث العلل التي يعاني منها وان منحناهم الفوز تحسرت الكأس وتكسب استمرار الكوامر وفي كلٍ خير.
لكن استقرار الهلال اولوية قبل تقهقر المريخ وخسارته فنحن عكس الإعلام السالب نريد مريخا قويا حتى لا تكون المنافسات في السودان تحصيل حاصل الهلال فيها اول الفصل وطيشه.
لجنة التسجيلات جلست وامنت على نجاح الخطة المرسومة وهي في انتظار الجلوس غدا مع رئيس الجهاز الفني بقصد الوقوف على الخارطة التي رسمها ووفقها ستنطلق حركة اللجنة وهذا يعني ان كثيرا جدا من الاجتهادات ستمضي نحو نفس المصير الذي آلت إليه (الاعداد الرجيع) من صحافة الوهم.
الفرقعات الإعلامية التي أطلقها الإعلام السالب والبالونات الحمراء التي لم تحتمل اشعة الشمس الصفراء وذابت في مهدها ستظهر آثار أعراض العلل التي سكبتها على الجسد الاحمر قريبا جدا.
الوهم الذي تبيعه بعض الأقلام الحمراء أخطر على لاعبي المريخ من عدوى مرض الكبد الوبائي.
مازالت اسلاك الشتاء تبث الصقيع في الفرق الحمراء حيث تعطلت كل أجهزة التدفئة مغربية الصنع.
رسائل:
يا أيها المعز انه يوم عزك ومجدك فلا تفرط في شباكك ابدا نريدك سابحا طائرا اسدا شبحا، كل اوصاف الجسارة نريدها فيك وعينيك نريدها باتساع الشمس ترصد أخطاء زملائك قبل تحركات خصمك وانت يا بطل نهائي الدوري مستودع الطمأنينة والأمان.
ديمبا ومنير عايزين تنظيف.. مسح وتطهير.
الخليفة.. اقدل في مسيرك وفرج للحيران الليلة يوم عيدك اتبين في الجيران.
كابوندي ود الخالة انهض دور الغسالة خليها تنظف يمين وشمال.
يا حمودة ضايق الزومة كتر شروده.. يا سيف مساوي المسلول في الأولى قلنا ما معقول في الثانية راجنك بسمح القول.. يا علاء خت البصمة في اجمل رسمة وعيد البسمة.. يا معلم يا مولا تقدم وفرتق الشلة.. مهند يا غزال ما تغيب تعال العمة في الساحة راجية الشبال يا غربال.. هيثم يا سيدا اعزف الحانك وعلينا ترديدا.. سادومبا يا طائر لي شباك اكرم زائر خلي كاربوني حاير وعلى العجب السلام.. كاريكا لا تحاور جنب القائم خليك مجاور شوت وقد الشباك.
لاسانا ما جانا فات ابانا وارغو علانة والطارة حارقانة يا مجاهد بامانة خلاص كفاك.
يا دافي.. راجي لسه راجينا.. موسى ملك الشتارة القلق قطع الاشارة ريتشارد عينه شرارة من المغص العليهو.. سفاري سافر بيهو سادومبا والباشا من سنين ما اخد بمبة.. السعودي (اخوان) دقوا خروج نهائي.. يا الله لي بلة ما ياخد كرت.. الشغيل زول شغال بيهو مافي.. طمبل من القعاد اتمبل.. العجب ملك بلا قصور والمريخ جنة بلا حور.
جملة أخيرة:
رابطة الهلال قمة في التنظيم وروعة في التشجيع ومجموعة التراس لفتت الانظار في ختام الدوري بحركة الساطور التي ادخلتها قوات الفتح الجزائري.. شجعت كأفضل ما يكون التشجيع ونريد اليوم المزيد.
في الهلال رابطة مشجعين تنافس نفسها وفي المريخ ليس إلا جنيد وطبلة.