خلاف الكباشي والعطا ينعكس على التعاون مع قبائل البجا في السودان

 


 

 

حكم نظام "الإنقاذ" السودان لمدة تزيد عن 30 عامًا، عندما وصل الرئيس السابق عمر البشير، الى السلطة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، واستمر حتى ثورة ديسمبر في عام 2019، وبعد عزل البشير ورموز نظامه من الحكم توهم الجميع أن السودان تخلص للأبد من نظام حكم "الإسلاميين" الى الأبد

بقلم: محمد صادق .. الباحث في الشؤون الأفريقية

حكم نظام "الإنقاذ" السودان لمدة تزيد عن 30 عامًا، عندما وصل الرئيس السابق عمر البشير، الى السلطة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، واستمر حتى ثورة ديسمبر في عام 2019، وبعد عزل البشير ورموز نظامه من الحكم توهم الجميع أن السودان تخلص للأبد من نظام حكم "الإسلاميين" الى الأبد، ولكن ما يحدث الأن على الساحة السياسية والعسكرية في البلاد يشير الى عكس ذلك، فالسنوات الطويلة التي حكم فيها النظام البلاد جعلته يتحكم بكل مفاصل الدولة وبقى جزء كبير من "الموالين" للنظام متحكمين في كل أجهزة الدولة السيادية.


وبسبب الثقل السياسي والسيطرة على مواطن القوى داخل الجيش السوداني، تسبب الإسلاميون بنشوب خلافات داخل الجيش السوداني والسلطات الحالية للبلاد، في محاولة منهم للعودة الى السلطة وسط رفض فئة كبيرة من كبار المسؤولين لذلك، حيث كان محمد حمدان دقلو، من أشد المعارضين للإسلاميين في الفترة الإنتقالية حتى نشبت الحرب في إبريل من العام الماضي، ويعتقد الكثيرون أن موقف حميدتي من الإسلاميين كان سببًا رئيسيًا للحرب، واليوم نرى هذه الخلافات داخل الجيش السوداني نفسه، ويرى محللون سياسيون أنها بدأت تتسبب في صراعات على مستوى الإدارات الشعبية والقبائل في شرق البلاد.
حيث حذر الفريق أول الكباشي في خطاب أمام عسكريين في القضارف، مما أطلق عليه خطر عمل المقاومة الشعبية المسلحة خارج إمرة القوات المسلحة، وندد باستغلال الأحزاب السياسية لمعسكرات الجيش، ورفع شعاراتها، وهو ما اعتبره الكثيرون تهديدًا مباشرًا للإسلاميين الذين ينشطون في التعبئة الشعبية لصالح الجيش داخل المقرات العسكرية.
وبعد ذلك بأيام قليلة، دعا الفريق أول ياسر العطا إلى التوقف عما أطلق عليه اتهام الجيش بالتحالف مع مؤيدي النظام السابق من الإسلاميين، مبدياً ترحيبه بكل من يقاتل في صفوف الجيش، وطالب بانتخاب لجان المقاومة الشعبية ابتداء من الأحياء، لتقاتل مع الجيش، وفوضها العمل في القضايا الإنسانية، وحماية الشعب من المتمردين وميليشيات الدعم السريع.
أما بخصوص القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، فقد مال للتيار الإسلامي لعلمه بمدى تأثير الضباط الموالين للإسلاميين، وأتخذ إجرائات واضحة لاستقطاب الجماعات الإسلامية المسلحة داخل الجيش، حتى أن البعض يرى أنها تعمل بمفردها دون العودة للقيادة العامة للجيش.
وبالنسبة لشرق السودان، حيث يتخذ الجيش من بورتسودان عاصمة إدارية مؤقتة للبلاد، بدأت هذه الخلافات تنعكس على العلاقات بين الجيش والمجلس الأعلى لنظارات البجا، حيث فرض الأمين ترك، شروطه على البرهان ويتحكم حاليًا بقرارات مفصلية وسيادية، حيث تم إقالة والي كسلا بإيعاز مباشر من محمد الأمين ترك، المحسوب على التيار الإسلامي.
هذه الخطوة كان يعارضها الفريق أول شمس الدين الكباشي، وتقول صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الكباشي أتخذ موقفًا ضد هذه الخطوة وانقطعت الإتصالات بينه وبين البرهان بسبب تحكم الإسلاميين في القرارات السيادية للبلاد، وظهر ذلك خلال زيارة نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف للسودان، حيث إستقبله البرهان والكباشي كل منهم على حدة.

محمد صادق .. الباحث في الشؤون الأفريقية

 

آراء