بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبى الكريم
مقال الحبيب الإمام الصادق المهدى بعنوان (من أجل أمة لا دوله) يمثلنى تماما فقد قدم مشكورا مرافعة قوية اثلجت صدر كل من يحترم القانون الدولى ويؤمن بأهميته وأهمية تطبيقه لحفظ السلام والأمن فى عالمنا الذى أصبح يعيش فى حالة فوضى عارمة ، ينتهك فيها القوى القانون الدولى بيده و بيد من يعدهم لتنفيذ حملات إنتقامية على مرأى ومسمع كل حكومات العالم التى تصف نفسها بالتقدم و الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان، و منظمة الأمم المتحده وكل المنظمات التابعه لها شهود عيان لهذه الإختراقات إضافة لكل دعاة الأخلاق والتقدم واحترام القوانيين وحقوق الانسان والديمقراطية وجلهم لم يحركوا ساكنا بل أغلبهم أصبحوا يكيلون باكثر من مكيال وميزان.
والنتيجة المتوقعة لكل هذا سيكون بكل تاكيد المزيد والمزيد من انتهاكات القانون الدولى وسيادة الدول وانتهاك حقوق الإنسان جهارا نهار ولكن هذه المرة بتشريع قانون لمؤسسة داخلية ليس لها صلاحية ولا حق نهائيا فى التعدى على سيادة الدول وفرض قانون عليها.
ويمثل هذا الأمر نوع من أنواع الاستعمار الحديث لدول مستقلة مستقره وشعوب حرة كريمه.
والهدف من ذلك واضح جليا فامريكا تريد إبتزاز دول بعينها وخلخلة نظم حكمها وإضعافها لتعم فيها الفوضى ويختل ميزان القوة فى المنطقة بأثرها فيحدث حينها ما تسميه هى بالفوضى الخلاقه التى توصلها لهدفها فى خلق حالة تشبه لحد كبير حقبة عهد الطوائف ومن الواضح من سيكون الرابح الأكبر من كل هذه الانتهاكات للقانون الدولى و الابتزاز السافر لسيادة دول و شعوب آمنة مستقره.
لذلك لابد لكل الأقلام الحرة الأبيه التى تؤمن بالسلام والأمن العالمى وأحترام سيادة الدول و كرامة شعوبها التى تبنى على أساس حرمة انتهاك القانون الدولى وسيادة الدول والمصالح المشتركه بينها والصداقة بين الشعوب وأحترام التنوع الديني والثقافى والإثنى التصدى لهذا الامر.
وقد كان أن تصدى لذلك المخطط الجهنمي الحبيب الإمام الصادق المهدى لله دره لأن هذه هى اللغة التى تفهمها شعوب العالم الأول وتعمل بها وهى الشعوب التى يعمل لها صانع القرار فى بلدانهم الف حساب وحساب فهم من يأتون بمن يحكمهم وهم من يسقطونه ومن هنا لابد أن يقوم كل بدوره ويكون العمل جماعى لمخاطبة هذه الشعوب لتقول كلمتها لتدارك خطر هذا الامر.
واختلافنا مع الحبيب الإمام الصادق المهدى فى مواقفه سواء الحزبية مثل تعديل الدستور و الذى اصابه بالعوار أو الخلاف التنظيمى أوالخلاف الأهم وهو موقفه الرافض بشدة للوحدة التى لا تستثنى أحد وما ترتب على هذه المواقف من ضعف الحزب فأصبح للاسف رجل السودان المريض ، او خلافنا السياسي مع سيادته تجاه مواقفه السياسية من سيئة الذكر الأنقاذ والتى ادت لإطالة عمرها وتمكين بنى كوز من أمور البلاد ورقاب العباد وإلى الأن ، ( ليس كما يعتقد البعض أن لا وجود للكيزان داخل النظام لأنهم قد تفرقوا أيدى سبأ ، وأن العسكر الان هم المتحكمين فى الامر ، أقول نعم العسكر هم الأقوى الآن ولكن هذا لا يعنى أن بنى كوز قد انتهوا وليس لهم وجود فى النظام بل هم مازالوا موجودين ومتحكمين فى مفاصل الدولة تماما ولكم أن تراجعوا ذلك بانفسكم ،والى الان العسكر هم من ياتون بهم فى المناصب الكبرى فى الدولة ، والحكمة تلزم كل من يظن غير ذلك أن يحسب لخصمه الف حساب و لى بنى كوز مليار حساب فهم أس الغدر والتأمر والبلاء الذى يكابده الشعب السودانى الذى أصبح كالبدون فى بلادهم ) ، فاختلافنا مع مواقف الحبيب الإمام لا يعنى أن ننكر عليه انه كاتب وباحث ومفكر وأكاديمى لا يشق له غبار فمن ينكر ذلك فكأنما ينكر ضوء الشمس من رمد ، فالحبيب الإمام قدم مرافعته باللغة التى تفهمها شعوب تلك البلاد وجاءهم بالحجة والدليل الدامغ من واقع فعل حكوماتهم وهذا هو النهج الذى يجب أن يسير عليه كل من ينكر مشروع هذا القانون الجائر الهدام ، ولا يجب خلط الامور ببعضها البعض فليس كل ما يأتى من الذين نختلف معهم سئ أو خطأ وليتنا لا ننسى أننا يجب أن ندور مع الحق أينما دار و سار ، فالأختلاف لا يعنى إنكار الحق لأن الحق دائما أبلج.
أي نعم قد أنعم رب العزة والجلالة على الحبيب الإمام فى هذا المجال ، و لو كان الحبيب الإمام عمل به وتفرغ له لكان منارة لنشر هذا العلم و الأدب والفكر الوسطى للاسلام ولكان أضاء أركان الكون به ، و لو أهتم بانزاله على أفئدة وعقول الأنصار خاصة وشعب السودان والعالم عامة لكانوا مكسب للكيان والسودان والعالم ، ولو انه عمل على رعاية وتأهيل المبدعين والمتفوقين من ابناء الانصار لصاروا شموس تشرق لتضيئ ظلام العقول وتجلى القلوب ومنارات يقصدها القاصى والدانى تسطع بنور العلم والحق فى كافة العلوم الدنيوية والدينيه والفكرية ولكن الحبيب الإمام أبى أن يعطى الخبز لخبازه ورفض التخصص فيما هو أهل له وأصر على ذلك فكانت النتيجة سالبة وخصم على الحزب والكيان معا وهذا ما صرح به هو نفسه فى خطاب عيد مولده الثمانين.
يا سيادة إمام الانصار ثقافة الطواقى المتعدده المرتبطة بالحكم وسياسة الناس وتدبير شؤونهم قد اثبتت بالتجربة العملية أنها نوع من أنواع الشمولية وتكريس لنزعات المركزة وغياب الديمقراطيه و مصادرة الرأي الاخر وعلو الصوت الواحد والقرار الأوحد
فى حين أن تخصص كل شخص فيما هو اهل له من أعلى الهرم يقلل من المركزة و يغذي ثقافة التفويض الذى هو الثقة فى الكفاءات وإفساح المجال لها واسعا للابداع مع الإستفادة و النهل من الخبرات العمرية المختلفه فتجنى ثمار الجودة والإتقان وكل ذلك من شأنه أن يؤسس للعمل الجماعى فيكونوا جميعهم فرقة موسيقية تعزف بالات متنوعة لكل منها عازف ماهر حاذق عينه على من يؤمن بثقافة التخصص ذاك المايسترو الديمقراطى الذى يراقب هذا الأداء المختلف و المنضبط فى آن واحد يسمع لحن عذب
هكذا يبنى مجتمعا رأقى يؤمن بضرورة نشر ثقافة التخصص وأحترام التنوع والاختلاف و إمكانية التعاون بينهم وضبط أداء جميع التخصصات المختلفه بمايسترو يسمع بقلبه كل الاصوات والإيقاعات والاراء لتكون المحصله نوتة و أداء جماعى قمة فى الروعه وعمل جماعى متقن وعالى الجوده يبلغ به الجميع المجد والرفعة كما قال الشاعر:
وكل الايادى اذا أجتمعت
دنا المجد حتما لنا وابتسم
بغير التعاون لن نرتقي
وليس لنا ذكر بين الامم
و ختاما لعمرى أن إمامة الأنصار لهى أعظم من رئاسة امريكا زاتها ولهى أعظم من كل مناصب الدوله مجتمعه و بكل ما فيها.
وياليت لو عرف الحبيب الإمام إن رئاسة البلاد والحزب من حق كل من هو أهل لذلك ولكن الإمامه لها خصوصيتها :
* فالإمام يجب أن يجمع عليه كل البيت المهدوي.
*ثم يؤخذ له البيعة من جماهير الأنصار.
حينها تسمو أرواح طاهرة وقلوب تقيه وفية فيكونوا له أهل المشورة والرأي السديد والعون والقوة والأمان.
كما هم اهله وعزوته وزخيرته فى كل وقت وحين طالما يسير على النهج القويم.
اما حقهم عليه فقد حفظه لهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفه فأن جعله نبراسه كسب وربح وإن سار على هواه فذلك الخسران المبين.
الزهراء هبانى
23 سبتمبر 2016
fatimaalzahraamahdi@gmail.com