دعوة دولية لإنشاء مرصد عالمي لمراقبة ورصد الأزمة الإنسانية والانتهاكات الحقوقية بالسودان

 


 

 

نيويورك:
قلل رئيس بعثة الامم المتحدة السابق بالسودان بروفيسور موكيش كابيلا من فرص نجاح الحوار السياسى الذى دعا له نظام الخرطوم مؤخرا ، واعتبر ان الانقاذ كنظام ديكتاتورى متورط فى جرائم حرب وابادة لا يملك ارضية اخلاقية تؤهله لابتدار حوار سياسى ذو مصداقية ، فى وقت حذر الرئيس المشارك لبرنامج السودانيين بجامعة كولمبيا الامريكية ، احمد حسين آدم من افتقار نظام الخرطوم لرؤية سياسة وارادة وطنية مخلصة ومراهنته على الحلول العسكرية والامنية وحدها، ونبه الى ان ذلك يفاقم من اوضاع المدنيين والفارين من الحرب ، فيما دعاء خبراء مهتمون بالاوضاع الانسانية وحالة حقوق الانسان لانشاء مرصد دولى لمراقبة الحالة الانسانية والحقوقية فى السودان .
وكانت جامعة كولمبيا قد نظمت ا امس الاول ورشة داخلية عن الاوضاع الانسانية بالسودان بالتعاون مع جامعة مانشيستر ومبادرة (ناس من اجل السودان) التى اطلقها الممثل السابق لبعثة المتحدة بالسودان بروفيسور موكيش كابيلا ، بمشاركة عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن السودانى وممثلين لاتحاد ابناء دارفور بنيويرك ورابطة النوبة العالمية ، ووصف الرئيس المشارك لبرنامج السودانيين بجامعة كولمبيا الامريكية ، احمد حسين آدم الاوضاع الانسانية بمناطق الصراع فى السودان بمأساة العصر ، لافتا الى استمرار نظام الخرطوم فى استخدام الطعام كسلاح من خلال ابعاد منظمات العون الانسانى وتقييد حركتها ومنع ايصال المعونات لمحتاجيها ، وأشار الى تصاعد موجة العنف فى الآونة الاخيرة من خلال ما اسماه الجرائم التى ترتكبها المليشيات الحكومية بحق المدنيين وأعتبر ان الكارثة الانسانية هى احدى تمظهرات الازمة السياسية الشاملة التى تعيشها البلد حاثا المجتمع الدولى على تحمل مسؤلياته ازاء الاوضاع القائمة وقال ان المجتمع الدولى لايحتاج الى أذن من حكومة الخرطوم للوصول الى المحتاجين بموجب القانون الدولى الانسانى لأن الامر يتعلق بالحق فى الحياة وكشف حسين عن خطوات تقوم بها المفوضية السامية للاجئين لارغام اللاجئين الدارفوريين فى تشاد على الاندماج والتوطين فى منفاهم الاضطرارى بدلا عن العودة الى مناطقهم الاصلية بوطنهم بعد استقرار الاوضاع معتبرا ان ذلك يخالف اتفاقية جنيفا للاجئين 1957 والبروتكول الملحق بها فى العام 1967 ، محذرا من خطورة اةوضاع النازحين بمعسكر (ايدا) بولاية الوحدة بجنوب السودان.
واعتبر مسؤل برنامج بناء السلام وحقوق الانسان بجامعة كولمبيا ، ديفيد فيلبس ، الوضع الانسانى بالسودان كارثيا ، وابدى اسفه لتقاضى المجتمع الدولى عن الحالة فى السودان ، وشكك فى ان يقود الحوار الذى دعا له نظام البشير الى تسوية سلمية فى ظل استمرار عمليات القتل وسياسة الارض المحروقة ، من جانبه قلل كبير مستشارى مجموعة (قلوبال ماجورتى) حمدان جمعة من قيمة تقارير مفوضية الامم المتحدة للشؤون الانسانية قائلا انها لاتعطى صورة حقيقية عن طبيعة الاوضاع على الارض وقدم حمدان التقرير الاساسى للورشة الذى حوى ارقام تفصيلية عن حقيقة اوضاع للمدنيين المتاثرين بالحرب داخل وخارج السودان ، ورهن الخروج من الازمة الانسانية باحداث تغيير سياسى عميق فى السودان ولفت الى ان الامم المتحدة تتبع وسائل تقليدية لمواجهة الازمة الانسانية معتبرا انها ليست كافية لاحراز تقدم مقارنة بتعقيدات الاوضاع فى السودان ما يستوجب مناهج خلاقة وجديدة لمواجهتها..
واعرب البروفيسور كابيلا عن قلقه البالغ ازاء التدهور المستمر للاوضاع بدارفور واستمرار عمليات الابادة الممنهجة وقال ان ضميره لن يسمح له بالتقاضى موت الآلاف وتجويع الآخرين.


 

آراء