تقول صفحات مؤغلة في القدم ان المفتش أيام الحكم التركي ١٨٢١ / ١٨٨٥ م كان بعد ان ينهي جولاته لتفقد أمور المواطنين ويقف بنفسه علي تفاصيل معاشهم يستلقي بعنقريب بالسرايا لتناول كاسات الشاي المعتقة في أحد العصريات أمتد بصره لما لا نهاية لفضاء قرية القدار فلمعت بذهنة فكرة أقامة واوبور للمياه يسقي الزرع والضرع ويروي العطشى فنهض مسرعا لأعيان البلد وتم أقامة واوبور زراعي كان بداية المكننة الزراعية الوابور التركي بمرور الازمان صدى وهلك وتفتت أجزاءه وعطش الاهالي والزرع والضرع رغم ان القدار ترقد وسط منحنى النيل الا ان أنسانها يكابد ما بين مشقة إستجلاب المياه من مسافات طويلة وما بين مياه آبار مالحة او ملوثة أصابت الكثيرون بأمراض الفشل الكلوي والسرطانات وغيرها ..ومع قصور أيادي المحليات والمؤسسات الرسمية وفقر ميزانيات الاقليم الشمالي عموما تعاضد نفرا كريم من شباب القدار النجباء فتواثقوا واقتطعوا من مداخيلهم المحدودة ومن قوت عيالهم وعقدوا العزم أن يحلوا ولو جزء من مشكلة المياه باستجلاب صهريج ذو سعة عالية ويمدوا المياه للعطشي خاصة وان غالبية المتضررين من النساء كبارالسن والمرضى وتلاميذ وتلميذات المدارس نعم بالامس ونحن في رحاب ايام مباركات من ذو الحجة ١٦/ ٧ / ٢٠٢٠م كان عيدا لحبوباتنا وأمهاتنا وصغارنا يوما بطعم الشهد لأنه ميلاد ليوم جديد في صفحات العيش وفق الحداثة وربما لاول مرة في تاريخ دنقلا العجوز القدار آلآليات الثقيلة تدخل للبلد وتنصب أعمدة حديدية صلبة كحمالة لخزان ضخم للمياه العذب الزلال النقي لاجل أهلنا الغبش الميامين ...أنها أول أجراس النهضة الحقيقية والتنمية المستدامة والخروج من الجدل البيظنطي والحرابات والتجريم والتحريم لان هناك نفرا مستنير مهموم بعمار البلد بأرك الله الأم الولدتهم من أمثال الاستاذ عتيق ويحي وعبدالتواب القاضي ومحمد عوض الكريم وابراهيم حفيظ وذيادة حسن واولاد حلة الحمنتوني والمسيد ووووووووووو بعضهم أعرفهم عن قرب وأخرين سقطت أسماءهم ولكن سيبقي رسمهم وجهدهم ومساهماتهم المادية والفكرية أنارات وشموع مضيئة و أجرهم في الكتاب المسطور ... كم هو مشروع عملاق بحسابات المعاناة وفارق مميز في رزنامة التاريخ الحديث رغم أن ذات الصفحات تقول ان هذه القرية الوادعة القدار هي التي أنجبت الشيخ ساتي ماجد القاضي الذي ناضل وكافح في أزمان بعيدة في بلاد العم سام و صفحات آخر تقول أنها مرقد لسلالة المشير سوار الدهب والزبير محمد صالح وغيرهم كثر من النوابغ والفاعلين في السودان الواسع بمدنه وقراه وأنا أستدعي بعض تفاصيل تمديد المياه بقرية القدار تعود ذاكرتي حين جاءت نساء لاسماهن رنين يحملن بروؤسهن بأقات بلاستيكية مغلفة بالخيش وضعت باطراف النهر لتبريد الماء وبعضهن حملن أنواع من البقوليات وما يعرف بالبليلة لم اتذوق طعم طيب يماثلها منذ ذلك الزمان ... آخريات حملن أطايب متنوعة من التمور ذات النكهة المميزة وووووو تحلقنا حولي ومعي بمحبة في بسطة نسجت من جريد النخيل اطرافها غذت بالمحبة والالفة يا هو دي القدار في أول زيارة لي لارض أجدادي وبرغم ان الحزن كان يملاء جوانحي حد البكاء المر لموت أبي اللهم انزل رحمتك وغفرانك عليه ذلك الذي علمني كيف أعشق القدار واهلها ... تسابقت تلكم النسوة الكريمات ليسقينني من تلك المياه التي جلبنها من النهر البعيد وأخريات من البيارة وبعضهن من الحفير كم كانت طاعمة ولذيذة فقط لان من جلبن تلك المياه لم يشتكين وجع ورهق استجلابها من مسافات بعيدة وانا التي لم أعرف مياه الا من الصنبور وباب الثلاجة .... مبروك لأهل القدار وشكرا لكل من مدد أياديه و نريد ان تكون لقاءاتنا ونقاشاتنا ما ندفنه علي ارض الواقع في تلك البلاد الطاهرة فكل جدل او نقاش وساس يسوس لن يقدم ولا يؤخر ولكن البذور الطيبة النقية التي نغرسها في باطن الارض هي النافعة لمدارسنا ولمشافينا ولمياهنا أغرسوا معنا العمار والنماء وكونوا حاضرين حفظكم الله واسعدكم فردا فردا عواطف عبداللطيف اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر Awatifderar1@gmail.com