وكالات – أبوظبي: أكدت دولة الإمارات، الأربعاء، دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى فرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين ويضع حدّا لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية.
وأعربت دولة الإمارات عن إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروّعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان المتضررة من الحرب الأهلية، بما فيها مدينة الفاشر، مؤكدةً أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق الحيوية في كافة المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مسلحة يشكل تصعيدا خطيرا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني ولجميع القيم والمبادئ الإنسانية، وأن ما شهدته البلاد من اعتداءات مروّعة يمثل جريمة بحق الإنسانية تتطلب موقفا دوليا موحدا وحازما.
وشدّدت وزارة الخارجية في بيان لها على ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ودون عوائق، مؤكدة أن استغلال المعاناة الإنسانية أو المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية أمر مرفوض ومدان.
وأكدت دولة الإمارات أن البيان المشترك للرباعية حول السودان يشكل خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ يقدم تشخيصا دقيقا لطبيعتها ويرسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة، مجددةً التأكيد على أن لا حل عسكريا للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعما مهما لمسار السلام ووحدة السودان.
وجدّدت دولة الإمارات تأكيد موقفها الثابت والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، واعتماد الحل السياسي والحوار الوطني الشامل طريقا وحيدا لإنهاء الحرب الأهلية، وصون وحدة السودان واستقراره، ودعم الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني الشقيق.
قرقاش: ندين الفظائع في السودان.. وهناك “حملات إعلامية” لتصوير موقفنا بشكل مختلف
(CNN أكد المستشار الرئاسي في الإمارات، أنور قرقاش، الأربعاء، أن بلاده تدين الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر وكل الفظائع الأخرى التي ارتُكبت في السودان من جميع الأطراف مشيرا إلى أن هناك “حملات إعلامية” و”أخبار زائفة” تحاول تصوير موقف الإمارات بصورة مختلفة عن جوهره الداعي إلى إيقاف الحرب والتحول نحو حكومة مدنية في السودان.
وقال قرقاش خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025: “تُعتبر الإمارات أحد أكبر المانحين للسودان لكننا نعاني من مشكلة في إيصال المساعدات وهذا أمر مهم للغاية”.
وتابع المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات قائلا: “الإمارات تّدين بوضوح جميع الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر وكل الفظائع الناجمة عن هذه الحرب الأهلية الوحشية حتى الادعاءات والمزاعم بشأن استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السودانيين”، حسب قوله.
ودعا قرقاش إلى “التحقيق” في هذه الأحداث وفرض العدالة فيها على الجميع.
وأضاف المستشار الرئاسي الإماراتي: “من المهم جدا أن يتم التعامل مع هذه الأوضاع الإنسانية المتردية فورا وأعتقد أن الدعوة إلى وقف إطلاق نار أو هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر أصبحت أكثر أهمية ويجب الدفع بقوة في هذا الاتجاه من جانب المجتمع الدولي”.
وعلى الصعيد السياسي، قال قرقاش إن الإمارات “تعتبر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع طرفين متحاربين إلى جانب ما يقارب 30 مليشيا أخرى”، لافتا إلى أن الصورة في السودان “معقدة جدا”.
وقال قرقاش: “نحن قلقون حيال وحدة السودان وكنتيجة لذلك كان لدينا وثيقة مهمة في سبتمبر الماضي، تم التوصل إليها من قبل المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة، وأعتقد أن هذا البيان هو اليوم سبيلنا لإيجاد الحل في السودان”.
وأشار قرقاش إلى أن الوثيقة تؤكد على “أهمية وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر على شكل هدنة إنسانية وتطالب الطرفين المتحاربين بالتقارب والتفاوض وتدعو إلى إطلاق عملية سياسية انتقالية في غضون تسعة أشهر للوصول إلى حكم مدني”.
وتساءل قرقاش عن السبب الذي قد يدفع أي طرف لرفض وقف إطلاق نار فوري في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية وعن سبب رفض أي طرف الذهاب نحو الحكم المدني في ظل حرب لا يمكن أن ينتصر فيها أي طرف، مشيرا إلى أن الشعب السوداني أسقط حكما عسكريا عام 2019 ولا يفكر بإعادة تصنيع حكم ديكتاتوري مشابه.
وقال قرقاش: “هذا هو موقف دولة الإمارات ولكن للأسف، كما قلت سابقا، في ظل وجود أخبار كاذبة وحملات إعلامية وما شابه، هناك محاولات لتصويرنا بشكل مختلف، لكن هذا ما نريده: نريد التفاوض والتحول نحو الحكم المدني والأهم من ذلك نريد وقف إطلاق النار ويجب أن نحمي ما جاء في بيان المجموعة الرباعية”، حسب قوله.
وبما يخص سياسة الإمارات المتبعة منذ سنوات بشأن “تصفير” المشاكل، قال قرقاش: “أعتقد أن سياسة تصفير المشاكل وتعزيز العمل الدبلوماسي مستمرة في الإمارات”، لافتا أنه توجه طبيعي من جانب الإمارات لجعل الاقتصاد والتكنولوجيا أولوية.
وتابع قرقاش: “لكن كما ذكرت أيضًا، هناك تحديات، والتحديات في نهاية المطاف تُحتّم عليك أن تتعامل مع قضايا المنطقة. دولة الإمارات على سبيل المثال لم تختر أن تقع المنطقة في حروب لمدة سنتين لكن الوضع تطلب من دولة الإمارات مثل باقي دول المنطقة أن تتعامل مع هذا الظرف الاستثنائي التاريخي على المنطقة”.
وتابع قرقاش: “أعتقد أن الأساس في سياسة دولة الإمارات هو تصفير المشاكل وتغليب الدبلوماسية وتعزيز أفق التعاون وبناء الجسور لكن أيضا المنطقة تتطلب في نفس الوقت أن تكون دولها على قدر المسؤولية في وقت الأزمات”، حسب قوله.
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم