رحيل النوارس خلسة ..!!

 


 

 

رثاء: صديق السيد البشير

siddigelbashir3@gmail.com

(1)

يا منايَا حَوِّمِي حول الحِمَى واستعرضِينا واصْطفِي
كلَّ سمحِ النفس بسَّامِ العشيات الوفي
الحليم العِفِّ كالأنسام روحًا وسَجَايا
أريحي الوجه والكف افترارًا وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
بضميرٍ ككتاب الله طاهر
اُنشبي الأظفارَ في أكتافه واختطفي
وأمانُ الله منا يا منايا
كلما اشتقتِ لميمونِ المُحيَّا ذي البشائر .. شرّفِي
تجدِينَا مثلًا في الناس سائرْ
نقهرُ الموتَ حياةً ومصائرْ
من قصيدة ( نحن والردى) لصلاح أحمد إبراهيم (رحمة الله عليه)
(2)
عرفته عن قرب والدا ، جليسا ، ومثقفا في جلباب داعية ، تواضعا يمشي بين الناس ، محبا للحياة ، سمح النفس ، بسام العشيات الوفي ، كان خفيفا كالنسمة ، طوقني بمحبة عذبة ، عذوبة مجالسته لساعات دون أن تحسس بالملل ، كنت ألتقيه كفاحا في مشاوير الصحافة والثقافة والفنون ، وأسفار الواجبات الإجتماعية ، أفراحا ومآتم ، كان يقدم لي قبسا من أنوار معارفه الموسوعية في السياسة والثقافة والدين والاقتصاد والتصوف والاشتراكية ، كان يهدني بافة من نصائح غالية ، ثم يأمل في يوم يأتي ليشاهدني مراسلا في قنوات فضائية إقليمية ودولية ، عانى لفترة قصيرة من المرض ، ثم يرحل عن الفانية ، ما أقسى رحيلك يا عمي وخالي حاج أحمد عبدالله الخليفة الشيخ الطيب محمد ودمضوي ، اللهم تقبل عبدك أحمد عندك القبول الحسن وأحشره مع زمرة الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ،اللم أربط على قلوب زوجته المكلومة الخالة حواء النور الخليفة البشير ثم لأبناءه وبناته واشقائه وشقيقاته ، وأشد حزنا هو رحيل الأقارب وأنت بعيد ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
(3)
أنفق سنوات مديدة من عمره عاملا بشركة سكر كنانة ، وهبها شبابه ، كان من أكثر الناس تفقدا للأهل والأقارب والجيران والأحباب ، تواضعا ، كريما ، سباقا في فعل الخيرات ، عكف على تربية أبناءه وبناته بصبر وعزيمة يبادلهم محبة وأخوة وإنسجام ، يسأل عن كل أفراد أسرته الكبيرة ، يتفقد الكبير والصغير ، ثم تمر الأيام وعاني لسنوات حسوما من مرض ألم به ، لزم الصبر الجميل ، بين رحلات علاجية ، ثم تفيض اليوم روحه الطاهرة ، اللهم تقبل عبدك عمي الطيب الصادق الخليفة محمد الشيخ الطيب محمد ودمضوي عندك القبول الحسن وأدخله جنتك بلا عقاب أو حساب ، ربنا يربط على قلب زوجته ، عمتي الأستاذة حواء البشير الخليفة محمد الشيخ الطيب محمد ودمضوي ، العزاء لأبناءه وبناته وإخوانه وإخواته ولكل أسرة الشيخ ودمضوي داخل وخارج السودان ، ما أقسى رحيل الأعزاء ونحن في ديار الغربة ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
(4)
حجز لنفسه مساحة في شباب قرية العليقة الشيخ ودمضوي ، عرفه الجميع هناك ، محبا للعمل الطوعي ، مكافحا ، عصاميا ، متفانيا في فعل الخيرات وإنجاز المهام العامة لأهل القرية ، بذل النفس والمال والجهد في خدمة الآخرين بمحبة وإخلاص ، آثر البقاء بجانب والدته لرعايتها وإخوانه لينال رضا الوالدين ، ويصبح نموذجا يحتذى به في بذل النفس رخيصة فداء للأهل والعمل الجماعي ، يوم أسدل جفنيه منتقلا إلى الدار الآخره ، نعاه الجميع هناك ، يبكون شبابه ، ويخيم الحزن على الديار ، اللهم أربط على قلب والدته المكلومة الأخت صديقة الخضر الخليفة عبدالله الشيخ البشير محمد ودمضوي ،
اللهم إن عبدك أنس السيد مصطفى الخليفة عبدالله الشيخ البشير محمد ودمضوي اليوم في ضيافتك ، اللهم تقبله عندك القبول الحسن وأكرم نزله ووسع مدخله وأدخله جنتك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، وما أقسى رحيل الأقارب والمرء بعيد ، إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا يا أنس لفراقك لمحزونون ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
(5)
وتتجدد الأحزان على اسرة الشيخ محمد ودمضوي ، ليفقد العم الطيب الطاهر الصادق الشيخ البشير محمد ودمضوي زوجته نعمات البشير إسماعيل التي عانت لشهور من المرض ، اللهم أربط على قلب زوجها ، والعزاء موصول لأسرتها ولأبناء الشيخ ودمضوي اللهم تقبلها عندك القبول الحسن وأغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأدخلها فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

*صحافي سوداني

 

آراء