صوتوا لأفضل الواعدين فاطمة وصابرين

 


 

 



مرة أخرى تمكن الهوسا من خطف أضواء برنامج نجوم الغد الذي تبثه قناة النيل الأزرق، عبر التألق الغنائي الجميل للثنائي المدهش فاطمة وصابرين ، ففي حلقة الخميس الموافق 9/2/2012 ، التي تشكل إحدى المراحل النهائية من منافسة نجوم الغد الدفعة 17، قدمت فاطمة وصابرين أغنية جديدة نالت إعجاب الحضور والمشاهدين وجعلت كثير من السودانيين يقولون: هكذا يجب أن يكون الغناء السوداني، وإذا أراد أي مراقب منصف أن يحلل سر الاعجاب الشديد بهذا الثنائي القادم بقوة إلى خارطة الغناء السوداني سيكتشف عدة أسباب أهمها:
إن فاطمة وصابرين تتمتعان بجرأة فنية محمودة لقيامهما بتقديم عمل خاص في هذه المرحلة النهائية الحساسة من المنافسة وفي اعتقادي أن مجازفتهما كانت جميلة وناجحة وأنها قد حققت الهدف النهائي من برنامج نجوم الغد وهو تقديم الجديد من الغناء السوداني والذي يرتكز على الشعر الجديد الجريء واللحن الجديد الممتاز والأداء الجديد الرائع فهما قد فضلتا تقديم الجديد بأبعاده الثلاثية وقدمتا أغنية بمضمون مفرح وإيقاع ولحن راقص ولم تكتفيا ، كما فعل بقية المتنافسين ، بترديد أغاني الاستماع السودانية القديمة ذات المضامين الشاكية الباكية التي ألفتها أذن المستمع السوداني وسمعها الجميع آلاف المرات.
إن فاطمة وصابرين أصرتا على عكس الخلفية الثقافية للهوسا بارتداء الزي الهوساوي المميز واستخدام أدوات هوساوية تراثية كالفندك والمحراكة أثناء تقديم أغنيتهما الجديدة وهذا في اعتقادي تفكير جميل ومتقدم فالخلفية المصاحبة للأغنية الجيدة قد تساهم في انجاحها لأبعد الحدود لأن هذا المسلك يمثل إبرازاً لتراث اجتماعي جميل ويشكل مزيجاُ فريداً من فن التمثيل وفن الغناء، ويا حبذا لو قام فنانو الشرق والغرب والشمال والجنوب الجديد بعكس خلفياتهم الثقافية على هذا النحو الجمالي الرائع.
إن فاطمة وصابرين قد اختارتا أغنية نصفها عربي ونصفها هوساوي ، وفي اعتقادي أن هذا تفكير فني متقدم جداً وغير مسبوق من شاعر الأغنية ومن المغنيتين الناشئتين، فأغاني الرطانة قد تتسم بجمال بالغ ولكنها قد لا تصل إلى المستمعين الذين لا يفهمون الرطانة ولذلك فإن هذا المزيج اللغوي مطلوب بشدة لايجاد أكبر قدر من التواصل الايجابي بين كل السودانيين ، فهناك قبائل سودانية كالشايقية والمناصير والكبابيش والحمر والزبيدية والشكرية يتحدثون العربية فقط، وهناك قبائل سودانية كالمحس والحلفاويين والدناقلة والهدندوة والزغاوة والنوبة يتحدثون بالرطانة وفي ذات الوقت يتحدثون العربية، من المؤكد أن كبار الفنانين في السودان يجب أن يتعلموا من هذا الأسلوب الجديد ، فمحمد وردي مثلاً قدم حلقة في تلفزيون الشروق ردد فيها مقاطع من أغنية جديدة بالرطانة من كلماته وألحانه وأجهد نفسه كثيراً في محاولة ترجمتها لمقدمة البرنامج والمشاهدين وكان بإمكانه أن يقدم الأغنية بمزيج نوبي وعربي رائع يجعل الجميع يفهمونها ويتفاعلون معها دون أي حواجز لغوية ودون حاجة لأي ترجمة لأننا نعلم جميعاً أن الترجمة تفسد الجمال الحقيقي للأشياء مهما كانت دقتها وأن الكثير من ظلال المعاني والتشبيهات يضيع أثناء الترجمة.
وأخيراُ يمكنني القول إن حزب فاطمة وصابرين مرشح للفوز على حزب المقلدين وإن عدداً كبيراً من الناس قد يصوتون لهذا الثنائي المدهش فهاتين الشابتين الصغيرتين في السن قد قدمتا درساً فنياً مجانياً لكبار الفنانين ولكل المقلدين من ناس قريعتي راحت الذين مازالوا يصرون على الغناء من مقابر أحمد شرفي ومقابر فاروق أو يرددون أغاني المتقاعدين وأرباب المعاشات الفنية ولا يجددون ولا يتجددون ولا يبحثون عن الجديد المدهش الذي يحرك مشاعر الأمة السودانية .

فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر  
sara abdulla [fsuliman1@gmail.com]
////////////

 

آراء