عجــائب محــلية القــــوز: مكاتب المحلية من طابقين.. وطلابها يدرسون تحت الشـجر!!

 


 

 

 

أطلعني بعضُ الإخوة والأخوات في مجموعات إسفيرية مختلفة علي صورٍ محزنة لمدرستي الدبيبات الإبتدائيتين بنين وبنات الواقعتين في محلية القوز..إذ فيها يفترش الأطفال الأرض ويجلسون علي الحجارة وتحت ظلال الأشجار وفي كل فصول السنة المتقلِّبة !! وصوَّروا لي كيف يقف أستاذُهم هو الآخر في بؤسٍ بالغٍ ومسكنة سانداً أمامه سبورةً مهترئةً متهالكة علي جذع الشجرة ويحاول أن يُلقّن تلاميذه البؤساء درساً بائساً في مثل هذا الحال البائس..والعجيب أن التلاميذ يفهمون وربما ينجحون-ولكن نجاحاً بائساً- بالطبع يتناسب مع حالهم!!

• إطّلعتُ علي هذه الصور اليوم وفي نفس هذا اليوم جاء في الصحف أن للسودان أمكانياتٍ مهولةٍ وجبَّارة إستطاع أن ينشئ بها-مع الحصار- مصنعاً للطائرات ومصنعاً آخر للأسلحة هو الثاني أفريقياً -بعد جنوب أفريقيا-والثاني عربياً-بعد الأمارات العربية المتحدة- وأنه يصدِّر هذا السلاح إلي الخارج بعدما فاض عن حاجته فما كان منِّي -والحالُ هكذا- ألَّا التشهُّد والحوقلة مع وضع اليدين مقرونتين علي الرأس (متهوِّلاً) ومتعجِّباً من هول ما أقرأ وأسمع !!!

• كنتُ قد وجّهتُ سابقاً سؤالاً في -شكل رجاء- كما طالبتُ مواطني (دولة) السودان أن يوجِّهوا ذات السؤال -وبكلِّ أدبٍ وإحترام- إلي سيدي رئيس الجمهورية وفحواه: أننا نريد أن نعرف-فقط أن نعرف- لماذا فُرِض علينا الحصار الأمريكي من (أصلو)؟! ومن الذي يتحمّل المسؤولية تحديداً عن ذلك؟! وماذا خسِرنا جرَّاء هذا الحصار؟! وماذا قدَّمنا آخيراً مقابلَ أن يُرفَع عنا هذا الحصار؟!! وقلتُ إنه حبذا لو تفضّل سيدي الرئيس بإلقاء بيانٍ إلي شعبه الكريم فقط ليحيطه علماً بملابسات هذا الأمر الجلل !!

• طبعاً لم يُدلِ سيدي الرئيس بأيِّ بيانٍ حتي الآن وأغلب الظن أنه لن يفعل -وهل يستجيبُ الرؤساء للدهماء والرجرجة من أمثالِنا-؟!والحالُ هكذا فأنا أتنازلُ الآن وأعتقد أن الشعب السوداني الكريم الغفور الشكور لا مانع لديه كذلك أن يُدلي بهذا البيان مسؤولٌ آخر من مكتب السيد الرئيس كمدير مكتبه مثلاً-يا حليل زمنك يا طه الحسين- وإذا تعذّر ذلك فلا مانع من السيد رئيس الوزراء..أو حتي أحد نوابه الكُثر-ما عدا أحمد بلال-..وبالعدم (كلُّو كلُّو) أيّ مسؤول في الحكومة.. بس زول (يعـبِّر) هذا الشعب المسكين ويقول ليهو عينك في رأسك.. فنحن نقبلُ بأيّ بيانٍ بأي صيغة من أي مسؤول وبأي وسيلة تواصل ممكنة..ونقبل أن يقول لنا هذا المسؤول أيَّ كلام-إن شاء الله يكضِّب علينا ولكن حاشا لله أن يكضِّب مسؤولونا-إننا ببساطة فقط نريدُ أن نشعر بأننا شعبٌ محترم ويمكن أن يتنازل مسؤولوه لمخاطبته وإحاطته علماً في مثل هذه الأمور العِظام كبقية الشعوب المحترمة علي وجه الأرض !!!

• وأما الآن وبعدما طالعتُ تلك الصور البائسة لمدرستي الدبيبات الإبتدائيتين بنين وبنات فإنني لا أطالبُ ولا أطمع أن يفيدنا بشأنهما السيد الرئيس طبعاً ولا رئيس الوزراء طبعاً ولا أحد نوابه طبعاً ولا وزير التعليم الفيدرالي ولا الولائي طبعاً ولا أحد نوابهما طبعاً..!!!!

• أنا فقط أطلبُ إلي السيد معتمد محلية القوز أن يوضّح لنا كيف أمكن لهذا الوضع المُحزِن أن يحدث في الدبيبات وما كان له أن يحدث قبل خمسين سنةً خلت؟!!
• وهل يعلم سيادته أن مدرسة الدبيبات هذه التي أُنشئت في العام ١٩٥٦ لم يحدث لها قط أن كانت بمثل هذا البؤس؟!
• وهل يعلم سعادته أن محليته تطالبُ أولياء الأمور حتي بثمن الطباشير الذي يستخدمه الأستاذ؟!
• وهل يعلم سعادته أن تلاميذ رئاسة محليته فضلاً عن أنهم يتلقون دروسهم في العراء وتحت الأشجار فهم كذلك يقضون حاجاتهم في العراء وتحت الأشجار؟!
• وهل يعلم سعادته أن مدارس رئاسة محليته بلا مياه شرب نظيفة للتلاميذ؟؟!!
• وأنا آخيراً أسألُ سعادة المعتمد :هل يتلقي أبناؤه تعليمهم في مدارس الدبيبات؟! هل يصطحب سعادته أبناءه كل صباح إلي فصولهم-أشجارهم ثم يأتي آخرَ النهار ليأخذهم من فصولهم-أشجارهم بعدما يكونوا قد تمتعوا بهذه التجربة المدهشة؟؟!
• هل يمتِّع سعادته ناظره بهذا الوضع المأساوي كلَّ يوم صباح مساء صيفاً وشتاءً وخريفاً ثم يذهب لينام مرتاح الضمير؟؟!! وماذا كان يكتب في تقاريره إلي رؤسائه بشأن هذا الوضع الحزين البائس؟! وهل حاول أن يغيّر هذا الوضع مع ما لهذه المحلية من دخلٍ ربما تفوق به دخول كل المحليات الأخري مجتمعة؟؟!!

أتمني ألا يكون مصير هذه الأسئلة البسيطة كمصير السؤال (الكبير الضخم المعقَّد) أعلاه الذي ناءت بالإجابة عليه جبال رئاسة الجمهورية..

• بالمناسبة مدينة الدبيبات هي عاصمة محلية القوز حيث يقبع مكتب سعادة المعتمد..

bashiredris@yahoo.com

 

آراء