عدم استكمال حلقات منظومة العمل وراء كل فشل

 


 

 

حكمة الله قضت بان يخلق كل شيء وفق نواميس محكمة بمقدار وبنظام تترتب على نتائجه او مخرجاته ضرورة استكمال كل حلقات المنظومة ولنا في اﻻية الكريمة في سورة يسن خير برهان حيث قال الله تعالى جلت قدرته (ﻻالشمس ينبغي لها ان تدرك القمروﻻ الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) والمتأمل في كل مخلوقات الله من بشر وحيوان ونبات وغيره يجد تلك المنظومة  ومنها الزوجين الذكر واﻻنثى لتكتمل منظومة اﻻنجاب والتكاثر واذا تأملنا في المطر فيكون نتيجة منظومة تتكون من تبخر الماء والحرارة والرياح والرطوبة والسحب وغيرها من المكونات الطبيعية والبيئية التي تؤدي الى هطول اﻻمطار واذا نظرنا الى انشطتنا المختلفة من زراعية وتجارية وغيرها نجدها تتكون مم منظومة ﻻبد من استكمال حلقاتها واﻻ كان الفشل واﻻخفاق واذا اخذنا الزراعة مثﻻ فتتكون حلقاتها من تحضير اﻻرض ومصدر الري والتقاوي وعمالة الزراعة ثم تسويق المحصول وقبل ذلك اﻻدارة والتخطيط بدءا لكل المنظومة وهو الشيئ المفقود حاليا في كل انشطتنا واذا نظرنا الى منظومة العمل الطبي والذي يدخل في منظومته التشخيص والكشف الطبي والعﻻج والذي يتشعب الى عﻻج عن طريق العقاقير والجراحة وغيرها ويشترك في منظومة العﻻج المريض والطبيب وفني معمل التشخيص والجراح ومحضري العمليات ومختص التخدير وغيره من التخصصات المطلوبة وهنا تبرز اهمية الجانب اﻻداري وضرورة اكتساب كل المشتركين في منظومة العﻻج مهارات ادارية في مجال التخطيط واتخاذ القرار والعمل الجماعي واﻻتصال وادارة الوقت وادارة الكوارث وغيرها من المهارات المطلوبة حتى يتمكن كل افراد منظومة العﻻج من القيام بدورهم على الوجه اﻻكمل وبسبب عدم اكتمال حلقة الجانب اﻻداري هناك الكثيرين من المرضى توفاهم الله خاصة من يتعاملوا مع قسم الحوادث لعدم توفر المهارات اﻻدارية المذكورة التي تمكن طبيب الحوادث من التصرف في زمن قياسي ﻻنقاذ المريض ولو كان لديه اعلى تأهيل مهني وحتى عملية التشخيص والتعامل مع المريض تحتاج لمهارات والتواصل وتشخيص النتائج يحتاج الى مهارات التحليل والتقييم واتخاذ القرار قبل تحديد الحالة ونوع العﻻج وكذلك الحال بالنسبة للانشطة اﻻخرى يكون اﻻخفاق فيها بسبب سوء اﻻدارة مع توفر اﻻمكانات اﻻخرى ويشمل ذلك اﻻنشطة الزراعية والصناعية وغيرها فهناك الكثير من المشاريع الزراعية التي قامت وماتت بعد فترة وجيزة بسبب عدم كفاءة من يديرونها وتوفر المهارة المطلوبة وايضا عدم توفر المهارات المطلوبة لعمال الزراعة من معرفة بطريقة الري الصحيح وبذر التقاوي وغيرها من المعارف الزراعية وعدم وجود خطة لحفظ المنتوج اازراعي وكيفية تسويقه وخير مثال لذلك انتاج الذرة المطري الذي وصل الى 9مليون جوال العام السابق ولم تكن هناك اي استعدادات التخزين مما اضطر الحكومة للاعﻻن عن مناقصات لحفر مطامير ارضية لحفظ الذرة وهي فضيحة كان يمكن ان تطيح بالمسؤولين في اي بلد غير السودان واﻻمثلة على اﻻخفاقات بسبب غياب حلقة اﻻدارة من منظومة العمل كثيرة في السودان للنظرة الضيقة لمهنة اﻻدارة بينما العكس هو الصحيح في دول العالم المتقدمة حيث تعتبر مرتبتات المدراء هي اعلى المرتبات بسبب دورهم الهام في تحقيق اهداف المنشأة  واحكي لكم قصة واقعية عن اﻻخفاق في المجال الطبي حيث كانت لنا قريبة ترقد في مستشفى مشهور وتم تركيب انبوب تغزبة في انفها وعند اخارجها من المستشفى طلب منها الطبيب ان ان تحضر بعد اسبوع لخلع اﻻنبوب وحضرت حسب المواعيد بعد اسبوع وقيل لها بان الطبيب  مسافر لحضور مؤتمر وان تاتي بعد اسبوع نخيلوا مدة المعاناة التي تكبدتها المريضة حتى يحضر الطبيب وهو خير مثال لسوء اﻻداﻻة وخلل في المنظومة العﻻجية التي يجب ان ﻻ تتاثر بغباب اﻻشخاص .وفي السودان كان نظار المدارس الفاشلين ينقلون للادارة في رئاسة الوزارة والتي تضطلع بمهام التخطيط للمناهج واﻻمتحانات وتخطيط التعليم وغيرها وكان اﻻجدر ان توكل ﻻميز مدراء المدارس وتعزى كل اﻻخفاقات والفشل لمشاريعنا في السودان لسوء اﻻدارة وكل من مات نتيجة اخطاء طبية كان بسبب سوء اﻻدارة وتقريبا 60% من مشاكلنا بسبب سوء اﻻدارة  وهناك في جوانب ادارية بسيطة مطلوب معرفتها لكل شخص كان في اﻻمكان ادراجها ضمن المنهج التعليمي وهي عبارة عن مهارات سلوكية ضرورية لتفعيل المهارات الفنية لدى الطبيب والمهندس والمدرس وغيرهم من المهن ﻻن ذلك كان ضروري لتغطية الفراغ الناجم عن اكتساب تلك المهارات الضرورية ﻻي مهنة حتى المهن الحرفية من سباكين ونجارين وغيرها يحتاجون لتلك المهارات السلوكية لتصريف مهام مهنهم بصورة افضل ولكم ان تتصوروا ماكان يمكن توفيره او تفاديه من اخفاقات اذا كنا  نعير تلك المسائل اﻻهتمام اللازم فتصوروا كم من المواد والوقت واامال اهدرت بسبب ذلك وحتى في الرياضة اصبحت الدول تهتم بالتدريب على المهارات السلوكية في كرة القدم وغيرها حتى يكون ممارسة تلك الرياضات بمعايير علمية تحفظ لياقة اللاعب وتقلل الجهد وتطيل من عمر اللاعب الرياضي وخﻻصة القول انه ﻻبد من اﻻهتمام بالادارة وادخال علم اﻻدارة خاصة مايتعلق بالمهارات السلوكية في المناهج الطبية وااهندسية والزراعية وغيرها حتى يتمكن صاحب اي مهنة من استكمال حلقات منظومة العمل والتي دون اكتمالها يكون الفشل واﻻخفاق

sidahmedalkhidirosman@yahoo.com

 

آراء